|
2010 عام غباء تدريبي وتحكيمي... وإزعاج جماهيري أهدى إسبانيا كأس العالم!
عصام سحمراني
(Essam Sahmarani)
الحوار المتمدن-العدد: 3228 - 2010 / 12 / 27 - 14:07
المحور:
عالم الرياضة
انقضت كأس العالم 2010 التي نظمت بنجاح في بلد افريقي تمكن من الخروج بها إلى بر الأمان رغم كل التهديدات والأقاويل. لكنّ بر الأمان التنظيمي لم ينعكس على المستوى الفني للفرق المشاركة ولا على المستوى التحكيمي. ولا يمكن في هذا الإطار استثناء أحد الفرق رغم أنّ بعضها حقق بالفعل إنجازات مميزة إنّما وفقاً لمستواه ونسبة لغيره فحسب.
فرق مميزة
ويأتي في طليعة الفرق صاحبة الإنجازات منتخب نيوزيلاندا الذي خرج بثلاثة تعادلات ودون أي خسارة من مجموعة ضمته إلى بطل العالم إيطاليا والباراغواي وسلوفاكيا. وحققت نيوزيلاندا إنجازا طيباً خاصة أنّ توقعات ما قبل البطولة صنفته كواحد من أسوأ الفرق المشاركة بعد ظهوره المتواضع العام الماضي في جنوب افريقيا بالذات خلال كأس القارات.
وفي المجموعة نفسها حققت سلوفاكيا والباراغواي الإنجاز الكبير عبر إخراج إيطاليا من الدور الأول. وصعدت سلوفاكيا إلى الدور الثاني لتخرج أمام هولندا بصعوبة، وكذلك فعلت الباراغواي التي خرجت أمام إسبانيا في ربع النهائي في مباراة مشكوك بصحتها التحكيمية ككثير غيرها.
الفرق المميزة غير التقليدية تتكامل مع غانا التي كادت تصل إلى نصف النهائي لولا صدة اليد الشهيرة لمهاجم الأوروغواي لويس سواريز التي كان أغرب منها إضاعة اساموا جيان لركلة الجزاء المحتسبة جراءها ليتواجه الفريقان في ركلات الترجيح التي كانت لصالح الأوروغواي. والأوروغواي فريق آخر مميز لكنه عانى طوال البطولة من المستوى الضعيف لحارس مرماه والذي أدى إلى الخروج رغم انجازات دييغو فورلان اللاعب الأول في البطولة وصاحب الكرة الذهبية من خارج المباراة النهائية وهي المرة الأولى منذ سلفاتوري سكيلاتشي عام 1990 الذي فاز منتخبه الإيطالي يومها بالمركز الثالث على حساب إنكلترا.
لاعبون مميزون
ونصل هنا إلى المميزين من اللاعبين الذين يتقدمهم فورلان لكنهم يتوزعون إلى فرق عديدة، حيث برز من إسبانيا مهاجمها فيا وحارسها كاسياس، وعلى الرغم من أنّ فيا لم يكن حاسما في المباراتين الأخيرتين فقد كان حاسماً في المباريات الأربع التي سبقت نصف النهائي، أما كاسياس فقد كان صمام أمان الفريق في كل المباريات التي جاءت بعد مباراة الإفتتاح التي خسرتها إسبانيا أمام سويسرا.
وهنالك من اللاعبين المميزين الألمانيان موللر وكلوزه والغاني بواتينغ والأميركي لاندون دونوفان والحارسان الجزائري مبولحي والنيجيري انييما والياباني هوندا. ولا يمكن أن نغفل عن الإلتفات إلى الأرجنتينيين خوان سيباستيان فيرون ومارتن باليرمو، والمكسيكي كواتيموك بلانكو، والدنماركي يان دال توماسون والكوري الجنوبي بارك جي سونغ والكوري الشمالي جي بون نام صاحب الهدف الوحيد لفريقه في البطولة أمام البرازيل.
الراسبون
أما الراسبون من المنتخبات فيأتي في مقدمها بطل ووصيف بطولة العام 2006 إيطاليا وفرنسا اللذان لم يتمكنا من تجاوز الدور الأول وظهرا بمستوى متواضع للغاية، فكانت الغلبة في مجموعتيهما لفرق بعيدة كلّ البعد تصنيفياً عنهما.
الغريب في هذا الإطار أنّ إيطاليا وبعناد كبير من مدربها مارشيللو ليبي لم تستدع أيّ لاعب يمكنه تحريك خط الوسط بالشكل المطلوب، والغريب أكثر أنّ مثل هذا اللاعب متوفر بكثرة في الملاعب الإيطالية وبتألق لافت عبر فرانشيسكو توتي وانطونيو كاسانو واليساندرو ديلبييرو وكذلك فابريزيو ميكوللي. وكذلك سقط ليبي في فخ العنصرية حين وضع فيتو على استقدام المهاجمين بالوتيللي ذي الأصل الغاني وأماوري ذي الأصل البرازيلي فلم ينفعه ذلك إلاّ في زيادة إحباط إيطاليا وتقهقرها.
أما فرنسا فيبدو أنّ لعنة دخولها إلى المونديال بالتزوير تلاحقها، بعد ما جرى خلال مباراة الملحق الأخيرة أمام ايرلندا حين لمس أنقذ تيري هنري الكرة بيده من الخروج وحضرها لنفسها ومررها لغالاس الذي أودعها مرمى غيفن الايرلندي. والغريب في هذا الأمر أنّ هنري بطل التأهل المزيف استبعد عن مباريات البطولة ولم يضعه المدرب في التشكيل الأساسي مفضلاً عليه نيكولا أنيلكا الذي افتعل مشكلة كبيرة داخل المنتخب مما أدى إلى طرده وإضراب اللاعبين الفرنسيين وتمنعهم عن التدريب قبل مباراتهم الختامية أمام جنوب أفريقيا.
فرنسا استدعت أعظم لاعبيها ولا يمكن الحديث عن لاعبين مميزين بقوا خارج المنتخب، لكنّ المسألة التي تعود لتطرح نفسها مجددا هي مسألة القائد الفرنسي الكبير الذي مثله ميشال بلاتيني في ثلاثة مونديالات انتهت عام 1986 وانتظرت فرنسا عام 1998 لتجد قائداً جديدا هو زين الدين زيدان الذي اعتزل بعد كأس العالم 2006، ولا نغفل هنا عن دور بلاتيني في الوصول عام 1986 إلى المركز الثالث في المونديال وفوزه بالبطولة الأوروبية عام 1984 وكذلك فوز زيدان بكأس العالم عام 1998 ووصوله إلى نهائي البطولة عام 2006 وفوزه بالبطولة الأوروبية عام 2000. أما الفترة التي غاب فيها بلاتيني ولم يكن زيدان قد ظهر فيها بعد فقد شهدت ابتعاد فرنسا عن مونديالي إيطاليا 1990 والولايات المتحدة 1994. ويومها لم يتمكن لاعبون كبار للغاية في مقدمهم كانتونا وجينولا من ملء هذا المركز الكبير مما يجعلنا نؤكد أنّ فرنسا باتت محتاجة اليوم إلى بلاتيني أو زيدان جديد حيث لم يتمكن كذلك اللاعب ريبيري من أداء هذا الدور القيادي الكبير.
من الساقطين كذلك منتخبا البرازيل والأرجنتين، والأول سقط خارج الملعب عبر استبعاد أبرز اللاعبين أدريانو ورونالدينيو وباتو ومارسيليو وخبراء كأس العالم رونالدو وروبرتو كارلوس وزي روبرتو. واعتمدت البرازيل على كاكا البعيد جدا عن مستواه وروبينيو غير الفعال ولويس فابيانو هداف اليد أمام كوت دي فوار (وهي من الأخطاء التحكيمية الغريبة حيث لمس فابيانو الكرة بيد مرتين قبل أن يودعها الشباك لكن الغريب أن حكم المباراة الفرنسي ستيفان لانوي تحدث إليه بعد الهدف وبدا من إشارات اليد أنّه يقول له: رأيتك تستخدم يدك لكنني سمحت لك بالهدف!!). أما على مستوى خط وسط البرازيل فحدث ولا حرج عن فيليبي ميلو واستبعاد دييغو ريفاس رغم أنّ جمهور جوفنتوس بالذات حيث يلعب اللاعبان يمكنه بسهولة أن يفصل في هذا الأمر عبر تفضيله الدائم لدييغو وكيله الشتائم طوال الموسم الماضي لميلو.
أما الأرجنتين فقد عانت من غباء اتحادها الكروي الذي سلّم الإدارة الفنية لمارادونا وعانت بالتالي من فشل أسطورتها الكبير وسقوطه المذلّ أمام ألمانيا في ربع النهائي علماً أنّ تأهل الأرجنتين جاء بتسلل واضح أمام المكسيك في الدور الثاني. في الأرجنتين كانت الصدمة من نصيب ليونيل ميسي الذي استخدم ككبش المحرقة لفشل مارادونا فخرج ميسي من المونديال بلا أي هدف وبتمريرة واحدة فقط هي تمريرة التسلل لتيفيز أمام المكسيك. مسألة ميسي بالذات تدفعنا للتساؤل عن دور مارادونا في سقوطه خاصة أنّه لم يضعه في مركزه الحقيقي كما يلعب مع برشلونة الإسباني. وهذا الدور لمارادونا قد يكون في إطار الحفاظ على أسطورته الشخصية كأفضل لاعب أرجنتيني على مر العصور. لكن مثل هذا الإجراء أدى إلى سقوط ميسي وسقوط الأرجنتين معه.
وفي إطار الفرق الساقطة لم يكن من المقدّر للبرتغال أن تذهب أبعد مما ذهبت إليه بعد رحيل جيلها الذهبي الكبير وترك المهمة لكريستيانو رونالدو ورفاقه. لكن الغريب أنّ البرتغال لم تسجل أي هدف خلال ثلاث مباريات أمام كوت دي فوار والبرازيل في الدور الأول وإسبانيا في الدور الثاني، وأكدت قوتها الهجومية أمام أضعف فرق البطولة كوريا الشمالية فحسب حين سحقتها بسبعة أهداف للا شيء.
حكام
أما عن الفرق التي سقطت بقرارات تحكيمية فتتقدمها المكسيك أمام الأرجنتين في الدور الثاني، وإنكلترا أمام ألمانيا في الدور نفسه ولو انّ الإنكليز بقيادة الإيطالي كابيللو كانوا في حضيض مستواهم خاصة إذا ما نظرنا إلى تشكيلتهم التي ضمت لاعبين بارزين للغاية في مقدمهم لامبارد وجيرارد وروني. وهنالك أيضا منتخب الباراغواي الذي انهزم أمام اسبانيا في ربع النهائي بعد إلغاء هدف صحيح له.
وهذا ما يحيلنا إلى أخطاء الحكام الفظيعة التي عانت منها البطولة إلى جانب معاناتها الكاملة من كرة الجابولاني داخل الملعب وأصوات الفوفوزويلا المزعجة في المدرجات. وقد ظهر في بعض الأحيان أنّ مثل هذه الأخطاء مقصود كطرد اللاعب الفرنسي غوركوف أمام جنوب أفريقيا.
وتمتد الفرق التي عانت تحكيميا إلى معظم فرق البطولة لكن المكسيك وانكلترا والباراغواي كانت الأبرز والأكثر تأثراً.
أسوأ اللاعبين
تضم لائحة اسوأ اللاعبين أولئك الذين وضعتهم التوقعات في المقدمة واعتمدت عليهم منتخباتهم بشكل كبير لتحقيق الفوز فكان سقوطها مدويا حمل معه في بعض الحالات سقوط منتخبات كاملة بسببه.
ومن اللاعبين الذين لم يقدموا إلاّ القليل من مستواهم الأرجنتيني ميسي والبرازيلي كاكا والإنكليزي روني والإيفواري دروغبا (لعب مصاباً بكسر في يده)، والكاميروني إيتو (الذي اثر مستوى زملائه الضعيف عليه)، والألماني بودولسكي والهولندي فان بيرسي والفرنسي ريبيري. وهنالك لاعب كان لبروزه في البطولة الدور الأكبر في خسارة منتخبه الهولندي للبطولة هو ارين روبن خاصة إذا ما احتسبنا الفرص التي أضاعها أمام مرمى كاسياس في المباراة النهائية، مما رسّخ الحسرة الهولندية للمرة الثالثة في تاريخ البلاد الكروي.
وسوى ذلك
نقطة أخرى لا بدّ من التحدث عنها هي تدخل السياسة في الرياضة وتمثل ذلك عبر منع كلوزه من كسر رقم غيرد موللر التهديفي في كأس العالم بعد معادلته للرقم بتسجيله الهدف الرابع عشر، فتم استبعاد كلوزه عن خوض المباراة السابعة (التي غالبا ما يسجل فيها هدافو كأس العالم كما فعل سكيلاتشي عام 1990 وسوكر عام 1998 ورونالدو عام 2002). فتدخلت السياسة لمنع البولندي الأصل كلوزه من كسر رقم الألماني الخالص جيرد موللر، رغم أنّ نصف لاعبي المنتخب الألماني هم من ذوي الأصول غير الألمانية كما هو الحال مع التونسي خضيرة والتركي اوزيل والغاني بواتينغ الذي لعب أمام شقيقه في مباراة غانا.
نأتي إلى المنتخب الإسباني البطل الذي نال كأس العالم بثمانية أهداف فقط (وهو عدد الأهداف نفسه الذي سجله لاعب البرازيل رونالدو وحده عام 2002). وكان لإسبانيا هداف واحد هو دايفيد فيا الذي لم يتمكن من لعب دور المنقذ في المباراتين الأهم في نصف النهائي والنهائي تاركاً المهمة لمن سيصبح زميلهما الجديد في برشلونة بويول أمام ألمانيا وإنييستا أمام هولندا.
ربما يستحق المنتخب الإسباني البطولة في ظل الأداء الضعيف لفرق كثيرة، لكن الإسبان لم يقنعوا كثيراً من الجماهير خاصة لجهة المستوى التهديفي الضعيف مما يجعلنا نعتقد بأنّ مستوى كأس العالم في تدهور دورة بعد أخرى.
أما النقطة الأخيرة لدى الإسبان بالذات فقد كانت استبعاد القائد السابق راؤول غونزاليس لثالث بطولة على التوالي بعد بطولة أوروبا عام 2008 وبطولة كأس القارات العام الماضي. فقد كان راؤول يستحق على الأقل التواجد في صفوف المنتخب تكريميا علماً أنّه كان سيحسم مباريات كثيرة لو لعب بديلاً لفرناندو توريس، مما يزيد في حصة إسبانيا التهديفية. لكنّ التحية تبقى لراؤول كأفضل هداف إسباني على مر العصور (تقدم فيا عليه بعد كأس العالم)، وتبقى له كأحد اللاعبين الأوفياء المثاليين وأرقاهم على مستوى الميدان وخارجه.
#عصام_سحمراني (هاشتاغ)
Essam_Sahmarani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ويكيليكس العم سام
-
إستقلال لبناني منجز للغاية!!
-
إستقلال رسمي لا شعبي في لبنان
-
رادار غبي غباء المسؤولين في لبنان
-
حلم ونحس... وبركات من السماء
-
سطح مالح وعمق مالح للغاية
-
كوضوح حذاء يتجه إلى رأس بوش
-
المدّ السابع بعد الجزر- قصص قصيرة جداً
-
إنتخابات جامعية مستنسخة في لبنان
-
المعوّق.. إحدى شتائم سياسيي لبنان!
-
عمي السيّد لا يأكل بيتزا الحجّ نادي!
-
حديث الفارغ والممتلئ في انتخابات بيروت
-
من حقهم كلبنانيين أكراد
-
يحصل في بعض الملاعب الأوروبية
-
كترمايا
-
أوباما الفاشل.. فرصة لحركات المعارضة العربية
-
عماد الدين رائف.. صحفي متقصٍ لقضايا خاصة
-
الحريري وبن غوريون والحرب القادمة
المزيد.....
-
رونالدو يثير تفاعلا بإجابة على دعابة -أنت على وشك الموت- في
...
-
من هم المختلون نفسيا؟.. رسالة -مبطنة- من محمد صلاح (صور)
-
شاهد.. هل امتنع تايسون عن ضربة قاضية لجيك بول؟
-
خوان ماتا يقتفي أثر بيكهام ويستثمر في الدوري الأميركي
-
-فاتنة الحلبة-.. الحسناء سيدني تخرج عن صمتها بعد أن اشعلت من
...
-
بالفيديو.. رقصة ترامب تجتاح عالم الرياضة
-
سان مارينو المنتخب -الأسوأ- عالميا يكتب التاريخ في دوري الأم
...
-
غارة إسرائيلية -تقتل حلم- بطلة لبنانية في كرة القدم وتدخلها
...
-
بالأرقام.. هالاند يهدد أرقام الأسطورة كريستيانو رونالدو التا
...
-
لامين جمال يثير قلق برشلونة قبل مباراته في ملعب -بالايدوس-
المزيد.....
-
مقدمة كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم
/ ميكايل كوريا
-
العربي بن مبارك أول من حمل لقب الجوهرة السوداء
/ إدريس ولد القابلة
المزيد.....
|