جهاد عقل
(Jhad Akel)
الحوار المتمدن-العدد: 967 - 2004 / 9 / 25 - 10:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عصر العولمة حوّل عالمنا الى قرية صغيرة جدا، بل حطم العديد من الانماط التي سيطرت على عالمنا هذا ... نعم العولمة ، الغت الحدود واخترقت حرمة الاجواء ....فضائيات تحتل بيوتنا وتغتصب ارادتنا وفكرنا وحريتنا .عمليات غسيل دماغ تتم على مدار ساعات اليوم ، دقائقه وثوانيه ..ونحن الضحايا لهذا الاحتلال الاعلامي لبيوتنا ، لا نعرف من يقف وراء هذه الفضائية أو تلك ؟ بل من يقف وراء هذه الصحيفة او غيرها ؟؟! ونجد انفسنا نجهل العديد من المعلومات حول حقيقة من يقف وراء هذا البث الاعلامي الذي نشاهده عبر الشاشة في بيوتنا ، ومن أين يصدر ؟! هل من على متن بارجة ترسو في عرض البحر ؟ أم من ارض دولة صديقة ؟ أو معادية ؟! البث يصّدر لنا بجميع اللغات ، وسط اباحية الفيديو كليبات وعروض الازياء وغيرها من الندوات والبرامج ... اننا محتلون واسرى لهذا الغسيل الدماغي الصادر عن تلك الفضائيات وغيرها من وسائل الاعلام .
هناك من يرقص فرحا لمشاهدته خبرا صدر عن فضائية ما ، أو يتألم متأثرا لمشاهدته تقريرا انسانيا يكشف عن مأساة ما ، وهناك من يترنح سعادة عندما يسمع في كل لحظة أو موجز اخبار أو ندوة ذلك الانتقاد الصاخب ضد الحكّام وظلمهم ... ليجد نفسه" يفش خلقه"، كما يقول المثل الشعبي عندنا ..لانه لا يستطيع التعبير عما يجيش من غضب في باطنه . مقابل ذلك تغرس كلمات عبر هذا الانتقاد لتتغلغل في نفوسنا ونفوس اطفالنا – نحن الاسرى – فيها مفاهيم الطائفية والعنصرية والانانية ، ستؤدي في النهاية الى تحطيم مجتمنا والقضاء على النسيج الاجتماعي الهام والسامي الذي ترسخ لدينا على مدار قرون مديدة .
المفاهيم الطائفية المقيته هي فكرة استعمارية قديمة جدا ، يجري تسويقها اليوم عبر وسائل اعلام " عربية"
ومن قبل مثقفين ومذيعين امتهنوا مهنة الاعلام والصحافة ، حيث تبرز جودتهم الاعلامية في هذه الفضائية أو تلك عبر مدى نجاحهم في تعميق الفكر الطائفي المقيت . طبعا هناك شواذ عن هذه القاعدة ونستمح عذرا اولئك الزملاء الاعلاميين، الذين ما زالوا يقبضون على الجمر، ويتألمون يوميا ، ليس فقط في محاولات كبت صوتهم الصادق، بل في محاولات قطع الرزق والتجويع والسجن والتشريد.لأنهم يرفضون المشاركة في هذا "العرس" الاعلامي والمساهمة في هذه الزفة الاعلامية التي تشكل خطرا كبيرا على مستقبل شعوبهم .
"الجزيرة " الى اسرائيل....
" المفاوضات بدأت قبل نصف سنة ، خلال الزيارة التي قام بها سيفان مع الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون لامارة قطر ..." هكذا كتبت الصحيفة الاسرائيلية " يديعوت أحرونوت" (24
#جهاد_عقل (هاشتاغ)
Jhad_Akel#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟