أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عمّار عمروسيّة - لهيب الحريق الاجتماعي يتوسّع














المزيد.....


لهيب الحريق الاجتماعي يتوسّع


عمّار عمروسيّة

الحوار المتمدن-العدد: 3228 - 2010 / 12 / 27 - 11:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


يمرّ خيار القوّة الغاشمة الذي لجأت إليه السلطة القائمة بجهة سيدي بوزيد وتحديدا بلدة بوزيّان بامتحان عسير فهذا الخيار الذي استعمله النظام قديما وفي هذه الأيّام لوأد الحركات الاحتجاجيّة والقضاء عليها، وهو ما نجح فيه إلى حدود كبيرة في جميع المحطّات لعلّ آخرها انتفاضة الحوض المنجميّ سنة 2008، إلاّ أنّه في هذه المرّة يصطدم بمقاومة شعبيّة مُتزايدة.

فالأخبار المؤكّدة أنّ الحراك الشعبي استمرّ في مدينة بوزيد والمكناسي وحتّى بوزيّان التي شهدت إطلاق الرصاص الحيّ وسقوط الشهداء والجرحى إضافة إلى دخول قُرى جديدة تتوسّط بلدتي بوزيّان والمكناسي مثل قرية الإعزاز. والأهمّ من ذلك وصول لهيب الغضب إلى مناطق فيها ما هو بأقصى الجنوب التونسي كبنقردان وفيها ما هو بالجنوب الغربيّ كسبيطلة وتالة وأخيرا الشمال الغربي فرنانة بجندوبة. وبالرغم من تفاوت درجات الاحتجاج واختلاف الأشكال "مسيرات، اعتصامات، غلق الطرق..." وبالرغم من طابعها الظرفيّ وعدم استمرارها في بعض المدن، فإنّ سياق تطوّر الحراك يتّجه نحو التوسّع ممّا يطرح إمكانية اتخاذه بعدا وطنيّا شاملا قد يُعيد البلاد إلى الهزّات وحتّى الانتفاضات العامّة التي ودّعتها منذ انتفاضة الخبز المجيدة سنة 1984.

إنّ مثل هذا الاحتمال قد يكون ممكنا، فالأسباب العميقة مثل اتساع البطالة وعلى الأخصّ في صفوف حملة الشهائد العليا وتعمّق الفقر وشيوع الفساد المالي والإداري يضرب كلّ البلاد.

كما أن تحوّل المزاج الشعبي العامّ من دائرة التذمّر والتشكي إلى أفق الاحتجاج والمقاومة عنصر ما انفكّ يتعزّز ظهوره وإن بنسق بطيء ومُحتشم يتباين من منطقة إلى أخرى وكذلك من فئة طبقيّة إلى أخرى.

وفي ذات الوقت وهو الأرجح في اعتقادنا، لاعتبارات أوّلا موضوعيّة مُتّصلة بتحوّل الجهاز القمعي لهذا النظام واستعداده اللامتناهي لارتكاب أبشع الفظاعات للحيلولة دون تطوّر الاحتجاجات وثانيا لأمور ذاتيّة ترتبط بالمزاج الشعبيّ العامّ الذي وإن صحّ القول بتغيّره وطوقه نحو الأفضل، لا بدّ من الوعي بمحدوديّة هذا التبدّل على الأقلّ من زاوية الاستعدادات الشعبيّة العمليّة الشعبيّة للانخراط الواسعة في هبّة اجتماعيّة واحدة تستهدف على الأقلّ الحدّ من التأثيرات المُدمّرة للنموذج الاقتصادي والاجتماعي الذي تحرص حكومة بن علي على تطبيقه وفق أدقّ تفاصيل تعليمات الدوائر الامبرياليّة النهّابة "دولا ومؤسسات ماليّة".

وأيّا كانت اتجاهات التطوّر للحراك الاجتماعي فمستوياته الحاليّة تُمثّل نقلة مهمّة في وتائره، يُنذر بأيّام عسيرة لهذا النظام.

وحتّى لا تتكرّر حلقات الانتفاضات العفويّة المهدورة يتوجّب على القوى الديمقراطيّة والتقدميّة "الأحزاب، الجمعيّات، التيّارات، الأفراد.." مضاعفة مجهوداتها في اتجاهين:
داخلي يخصّ بلورة الحدّ الأدنى السياسي والاجتماعي الكفيل بردّ الديكتاتوريّة على أعقابها ورفده بالإطار التنظيمي المُوحّد الذي يضع الوسائل لشقّ طريق المقاومة.
خارجي تمتين الروابط أكثر ما أمكن لكلّ الطبقات والفئات الاجتماعيّة المُتضرّرة من سياسات الحكم الديكتاتوري الفاسد.

عمّار عمروسيّة



#عمّار_عمروسيّة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام يعيد إنتاج معالجاته الفاسدة
- حمّة الهمّامي أو الثوري الذي لا يتعب


المزيد.....




- مكتب نتنياهو يتهم -حماس- بممارسة -الحرب النفسية- بشأن الرهائ ...
- بيت لاهيا.. صناعة الخبز فوق الأنقاض
- لبنان.. مطالب بالضغط على إسرائيل
- تركيا وروسيا.. توسيع التعاون في الطاقة
- الجزائر.. أزمة تبذير الخبز بالشهر الكريم
- تونس.. عادات أصيلة في رمضان المبارك
- ترامب: المحتال جو بايدن أدخلنا في فوضى كبيرة مع روسيا
- روته: انضمام أوكرانيا إلى حلف -الناتو- لم يعد قيد الدراسة
- لوكاشينكو: بوتين تلقى اتصالا من أوكرانيا
- مصر.. اكتشاف مقبرة ملكية من عصر الانتقال الثاني


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عمّار عمروسيّة - لهيب الحريق الاجتماعي يتوسّع