جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3227 - 2010 / 12 / 26 - 12:03
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
فاذا كانت مفردات اللغة على نوعين تخزن في ذاكرتين مختلفتين: ذاكرة المعنى العام semantic memory دون اشارة witout reference و دون التقيد بالمكان و الزمان place and time لاجل ترتيب و تنظيم المفردات لتسهيل عملية خزنها و اختزالها الى ابسط صورة ممكنةreduction of information في الذاكرة العامة طبقا لقانون الاقتصاد principle of economy في اللغة لنستطيع التحدث و التفاهم مع البعض بغض النظر عن خبراتنا و تخيلاتنا الفردية بعد غربلتها من جميع الصفات الزمكانية و التصورات و التفضيلات الفردية اضافة الى ذاكرة المعنى الخاص الفردي التي لها اشارة with reference في الزمان و المكان و ملونة بتصوراتنا و خبراتنا الفردية و اذا كانت معظم مفردات اللغة من النوع العام التي تخزن في ذاكرة المعنى العام لاننا لا نستطيع بدونها التحدث و التفاهم مع البعض لاختلاف خبراتنا و قابياتنا الشخصية فكيف نستطيع اذن ان نهمل قواعد اللغة و هي تشكل حلقة وصل بين المفردات العامة و الخاصة و تعمل كمترجم بين خبراتنا العامة و الفردية؟
نعم قواعد اللغة هي المترجمة الاولى في حياة الانسان لا يمكن اهمالها ابدا لاننا بدونها نرجع الى العصور الحجرية القديمة عندما بدأت اللغة كمفردات خالية من قواعد اللغة كافية للتفاهم البدائي البسيط المقتصر على الاسماء و الحاضر فقط في هنا و الآن اي لا يمكن ان ينشأ علم و حضارة و تقدم و تطور و تفكير معقد دون قواعد اللغة و لايمكن ان نتكلم عن الماضي دون ازمنة الافعال و لا يمكن ان نشير الى اشياء غائبة حولنا او مضى عليها الدهردون ادوات التعريف و ضمائر الاشارة و لا يمكن التحدث عن ذكريات الماضي او الاشارة الى المستقبل او التحدث عن الاحتمالات و الفرضيات و الامكانيات modalities و نختلق عالم خيالي افتراضي سردي و لا يمكن ان نستعين بالاستعارة والمجاز في اللغة metaphor اهم الظواهر اللغوية المعروفة لاغنائها و رفعها من خندق الواقع المادي الصلب اي بعبارة اخرى نقيد بسلاسل الحاضر ونختنق في سجنه لا نستطيع الهرب من المكان و الزمان كالحيوانات.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟