أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء اللامي - تنويه الشيخ الآصفي عودة الى عهد الفتن والفتاوي التكفيرية !















المزيد.....

تنويه الشيخ الآصفي عودة الى عهد الفتن والفتاوي التكفيرية !


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 209 - 2002 / 8 / 4 - 06:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


 

(( ولقد كرمنا بني آدم ... وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ./ سورة الإسراء / الآية 70))

 

                                                                          

   التنويه التي نشره الشيخ محمد مهدي الآصفي قبل عدة أيام جاء مخيبا لآمال المخلصين وصادما لمشاعر  الكثيرين في معسكر المعارضة الوطنية العراقية  بجميع مشاربها الإسلامية و القومية واليسارية فبجرة قلم كفَّرَ الشيخ الآصفي آلاف المواطنين من أعضاء أعرق الأحزاب السياسية العراقية واعتبرهم كفارا وملحدين ، منتقدا بحدة بعض الأطراف الإسلامية المتنورة والصادقة في عدائها للنظام المستبد وللعدوان الغربي على العراق معا،  لأنها تحالفت مع بعض الأحزاب غير الإسلامية وهو يقصد تجربة ائتلاف الوطني التي أعلن عن قيامها قبل أيام عدة .

   إنه لأمر مثير للغضب والأسف أن يتصدى الشيخ الآصفي وبهذه اللغة التفتيشية  والتي لا تنم عن أدنى حرص على المشروع الوطني الساعي الى التغيير والإنقاذ وزرع الأمل في قلوب العراقيين  في حين يسكت سكوتا مطبقا عن أحزاب وزعماء سياسيين معارضين عراقيين أعلنوا استعدادهم لعقد معاهدة سلام مع العدو الصهيوني فور سقوط النظام وإيصالهم الى السلطة على متن الدبابات الأمريكية .

  كما   يسكت سماحة الشيخ المحترم ذات السكوت عن العديد من الأحداث والمظاهر التي تجيش بها الساحة العراقية والعربية فلم نسمع له تصريحا واحدا بمناسبة مجزرة صهيونية أو زيارة لأحد آيات الله العراقيين أو الإيرانيين الى السعودية أو الكويت لجمع التبرعات  والتحريض على العراق وشعبه  . و لم نسمع له رأيا أو فتوى في  رئيس حزب المجلس الأعلى الذي صرح لجريدة القبس الكويتية تصريحا موثقا قال فيه حرفيا  أن من ( الضروري استمرار الحصار ضد العراق لأن رفع الحصار يقوى النظام ويمنع إسقاطه ) .

  مؤسف حقا هذا التنويه الذي أساء الى التيار الإسلامي المستنير في الساحة العراقية  والذي اكتسب احتراما يليق به في العالمين العربي والإسلامي ، و التصريح  ينطوي على تكفير صريح وما يستتبعه من تحريض إرهابي بالقتل ومعاقبة المرتدين وفي ذلك جائزة حقيقية للتيار الإسلامي المتعصب وضيق الأفق الذي سيجد فيه سندا وعونا على مواصلة ممارساته الدموية وحل خلافاته مع الخصوم والمختلفين بالسكاكين والجنازير والقنابل .

  لقد اطلعنا على موقف الشيخ محمد مهدي الآصفي من العدوان الوشيك على العراق وشعبه المظلوم الذي أعلنه قبل أيام على بعض مواقع الإنترنيت  وقدرنا إيجابيا رفضه للمشاركة في العدوان ولكننا نأمل أن تكون المواقف أكثر وضوحا وصلابة فلا تخشى في الحق لومة لائم ، وتصرح بالموقف الواجب اتخاذه من الأحزاب والشخصيات العراقية التي صفقت للعدوان سلفا وقبل بدئه  وأبدت استعدادها للمشاركة فيه مع أن تقديرات المصادر العسكرية الروسية في هيئة الأركان تقول بأن العدوان الأمريكي القادم على العراق سيتسبب خلال الأسابيع الأولى بسقوط ما بين مائة ومائة وخمسين ألف قتيل عراقي ! فمبروك هذا "النضال " للمعارضين العراقيين من ضباط وشيوخ عشائر وأمراء أحزاب من تلك التي ستشارك في المذبحة القادمة .

   وبالمناسبة فقد صرح أحد  قادة تلك الأحزاب العراقية  علنا قبل أيام من العاصمة السعودية ( أن الحرب أو العملية العسكرية الأمريكية ضد العراق إذا كانت تستهدف تطبيق القرارات الدولية وإسقاط النظام فهي مقبولة ومنطقية )تلك هي المعادلة إذن فلتقتل الأمريكان ربع مليون عراقي من أجل أن يصل أحد السياسيين الفاشلين والمصابين بداء العظمة الى كرسي الرئاسة ، فما رأي الشيخ الآصفي بهذا الشخص وتصريحه ؟ هل هذا من الإسلام في شيء ؟ هل هذا من الوطنية في شيء ؟ ثم لماذا هذا التنويه التكفيري في هذا الوقت بالذات ؟ و لماذا جاء ضد محاولة جادة كما يبدو لتوحيد عدة أطراف معارضة عراقية عرفت بأنها أنظف من غيرها سياسيا وأمنيا ؟ وأخيرا هل يرضى الشيخ الآصفي  أن يشكك أحد في عراقيته  التي نحترمها على اعتبار أصله الفارسي الذي ينطق به لقبه " الآصفي " ؟ فلماذا يشكك هو إذن في أيمان وانتماء آلاف الوطنيين العراقيين ويفتي بتكفيرهم ؟

 

هامش :

  في الوقت الذي نثمن فيه عاليا الموقف الذي أعلنه الأخ الإسلامي علاء محيي الدين والرافض للتنويه  التكفيري للشيخ الآصفي  نشير الى أننا لم ولن نعلق على الأصوات التي صفقت  وأيدت تنويه الشيخ الآصفي تواصلا  منها مع ضرورات احترافها للعداء العصابي لليسار والشيوعية والذي أصبح اليوم وخصوصا بعد تدمير الاتحاد السوفيتي عملة بائرة  لا يبحث عنها بشوق كُبراء سي آي أيه   الأمريكية كما كان الأمر في حقبة الحرب الباردة لسبب بسيط يتعلق بسطحية وسذاجة مضامين  ذلك التصفيق  المغلف بالعبارات المتذاكية  . وهذا طبعا من حسن حظ الشيوعيين التقليديين الفاشلين  الذين رزقهم القدر أعداء " إسلاميين " من هذا الصنف المسكين  .

 

ملاحظة :

 أرسلت هذه المقالة الى الموقع الذي نشر تنويه الشيخ الآصفي وهو موقع " موسوعة النهرين " ولكن القائمين عليه رفضوا نشرها بدعوى أن فيها تسقيطا للشيخ الآصفي  كما قالوا في رسالة الى كاتب هذه السطور ، وهذا يعني أن " تسقيط " رؤوس آلاف الاشتراكيين والشيوعيين والعلمانيين  العراقيين  بتهمة الكفر والإلحاد يظل أهون  من تسقيط  " نقد "  شيخ معين . وهذا هو ديدن وسائل الإعلام الحزبية الإسلامية وغير الإسلامية التي تنشر ما يعجبها حتى إذا انطوى على تحريض على القتل وترفض نشر الردود على  ما تنشر محافظة على الوجاهة والعلاقات الشخصية ولتذهب الديموقراطية وأصول العمل الإعلامي النزيه الى جهنم !!

 



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفاسية والفاسيون
- يشعياهو يصفع القتلة !
- مجزرة " حي الدرج" في غزة : خطوة أخرى على طريق زوال الدولة ال ...
- للرجال والنساء فقط
- عدالة الذئاب البشرية
- أخلاقيات القتال
- عسكر وحرامية ومناضلون !
- المسودة الكردية للدستور العراقي المقترح : المقياس الديموغراف ...
- المسودة الكردية للدستور العراقي المقترح : توسيع كردستان حتى ...
- الوهراني والسخرية السوداء
- حق العودة الفلسطيني هو قلب الصراع :اتفاقيات جنيف تمنع الفلسط ...
- استطلاعات الرأي الفلسطينية :توازن نسبي بين فتح والإسلاميين و ...
- حساب الإيجابيات والسلبيات في "إعلان شيعة العراق " -الجزء الث ...
- حساب الإيجابيات والسلبيات في -إعلان شيعة العراق - : آليات ال ...
- عروبة العراق وحقوق الأقليات :حول التناقض المفتعل بين هوية ال ...
- الى موقع عراق نت والمسؤولين عنه
- باقر الصراف وجماعة - التحالف الوطني- : محاولات بائسة لتشويه ...
- ردا على كوردة أمين :حول الابتزاز باسم العداء للكرد والشيعة : ...
- النزعة العراقوية من الجاحظ إلى عبد الكريم قاسم .
- كركوك والموصل في الكعكة السياسية : حين تتحول الأوهام الشوفين ...


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...
- “فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور ...
- المقاومة الإسلامية تواصل ضرب تجمعات العدو ومستوطناته
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء اللامي - تنويه الشيخ الآصفي عودة الى عهد الفتن والفتاوي التكفيرية !