أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حسين القطبي - ما علاقة المالكي بالتكنوقراطية؟














المزيد.....

ما علاقة المالكي بالتكنوقراطية؟


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 3226 - 2010 / 12 / 25 - 17:37
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


كل من يضع ربطة عنق، ويحلق شاربه، ويبتسم بثقة امام الشاشة يسمى تكنوقراط، حسب التعبير الدارج في العراق الان.
وعلى ابواب تشكيل الحكومة الجديدة تعالت المطالبات من السيد المالكي بتشكيل حكومة تكنوقراط، ثم اعلن الكثير عن خيبة املهم بعد قراءة الاسماء الفائزة بقرعة الوزارة.
والمطالبة بحكومة تكنوقراطية في العراق تضم ابناء العشائر، والاسلاميين المنتخبين ديمقراطيا، تشبه الى حد بعيد طبخة عشاء مكونة من الحصى وفكة النقود وسائل التنتريوك.
التكنوقراطية هي مرحلة اقتصادية متطورة من مراحل نشوء النظام الرأسمالي، وقد بلغت ذروة اوجها في ثلاثينيات القرن الماضي في الولايات المتحدة الامريكية، يسود فيها حكم اصحاب المصانع، يعتمدون فيها على قدرات المهندسين وكفاءاتهم التقنية، ويستخدمون السلطة التشريعية لسن قوانين توفر لهم السيطرة على اقتصاد البلد.
وفي هذا الحال لا يمكن المزج بين التكنوقراطية والديمقراطية، اذ تعتبر الاولى نوع من ديكتاتورية المهنيين الصناعيين، بينما تعتمد الاخيرة على نتائج الانتخابات لفرض قادة قد يكونون من الد اعداء التكنوقراط.
واعداء التكنوقراطية كثيرون، اولهم فئة التجار، التي وان كانت قريبة طبقيا من اصحاب المصانع، الا انها تفضل الاحتكار، والتلاعب بالاسعار، واحكام السيطرة على الانتاج من اجل ان لا تغرق الاسواق بالبضائع.
وكان الاقطاع من الد اعداء التكنوقراطية ايضا، اذ ساهمت الاخيرة في تخريب الريف عن طريق اجتذاب القوة العاملة في الزراعة من الارياف الى المدن، وقوضت سيطرة الاقطاعي في عقر داره.
ويصطف رجال الدين مع الاقطاع دائما بسبب الحلف التاريخي الذي يربط بينهم، الذي من علاماته هذا التلازم الواضح بين الدين والارياف، اكثر منه مع ثقافة المدينة.
العدو الاخر، وهو الاقوى، هو النظام الاقتصادي العالمي، فهو من جهة لا يستسيغ بروز قوى اقتصادية صناعية جديدة، حرة ومنفلته، قد تساهم في المزيد من الاضطرابات في السوق العالمية، ومن جهة اخرى لا تستأنس الهوة الطبقية التي تفرزها حكومة التكنوقراط، ولا عودة الشعارات الثورية، والعراق اليوم يدار من هذه القوة بالتحديد!
فكيف ننتظر تشكيل حكومة تكنوقراطية في بلد غير صناعي مثل العراق، عمادها نتائج الانتخابات الديمقراطية، التي افرزت رجال دين وقادة عشائريين، ومن حكومة تعتمد اساسا مجالس الاسناد والصحوات وكونفرانسات العشائر التي تحضى بتشجيع من اعلى السلطات التنفيذية، والبلد فوق هذا يخضع لادارة مباشرة من القوة الاقتصادية الاولى في العالم، اذا كانت التكنوقراطية اساسا تتعارض مع الديمقراطية، وهي اقرب الى البيروقراطية منها الى اليات الانتخاب المباشر الحر؟ وتتعارض مع سلطة الاقطاع المتمثلة بالهيمنة العشائرية، علاوة هذا تعتبر من وجهة نظر النظام الاقتصادي العالمي اليوم، مرحلة اضطرابات طبقية غير حميدة؟
ربما كانت ثورة 14 تموز في العام 1958 هي الاقرب لكي تكون حاضنة تكنوقراطية لولا انتكاستها في العام 1963، اذ سنت قانون الاصلاح الزراعي وحدت من سلطة الاقطاع من جهة، وكانت جريئة بما فيه الكفاية للتأسيس لمشاريع صناعية، وان كانت تحت ادارة الدولة، ومن جهة اخرى، ولم تعتمد النظام الديمقراطي ولا الاشتراكي، وكان ذلك هو التطور الطبيعي الذي يتدرج الى تكنوقراطية ثم الى الديمقراطية تبعا.
حتى نظام البعث السابق، كان امام فرصة لاقرار قوانين تساهم في تصنيع البلد (غير التصنيع العسكري)، ودعم الكفاءات وتوجيه رؤوس الاموال المتوفرة الى الصناعة، الا ان عقلية نصف البدوي ونصف الريفي فضلت الاعتماد الريعي على مداخيل النفط، والتجارة فقط.
وفوق هذا فان التكنوقراط هو الاضعف، بسبب الحاجة الدائمة الى الخبرات التقنية، والى الاسواق، وتوفر المواد الاولية، فضلا عن قوانين تشريعية خاصة، واحتكار السلطة التنفيذية، بينما لا تتطلب التجارة، المعروفة بالربح السريع، ذلك، ولا تثقل كاهلها كل هذه الشروط الاقتصادية السياسية القاسية.
فهل هنالك ثمة مكان لتشكيل حكومة تكنوقراطية في العراق الان؟ هنا اسأل الاخوة الذين طالبوا المالكي بتشكيل حكومة تكنوقراط، ما علاقة المالكي بالتكنوقراطية؟



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كردستان.. حق تقرير المصير هل يقود للحرب ام للاستقلال؟
- متى يفكر المسؤولون بتعويض الكرد الفيليين؟
- ثقافة الحب مقابل ثقافة الكراهية
- جنوب السودان.. استقلال ام انفصال؟
- غيمة سوداء تزحف على العراق
- كل حاج يمول ارهابي
- هل يصلح الطالباني -البشوش- لرئاسة الجمهورية؟
- على ضوء التفجيرات الاخيرة.. هل هنالك خلل في الدين؟
- مبادرة العاهل السعودي اما غير ناضجة او غير بريئة؟
- سيرك سياسي
- وثائق ويكي ليكس لم تأتي بجديد
- قصر المهراجا قرب مدينة الثورة
- زواج ابنة حجي چلوب
- لبوة تقتحم مجلس اللوياجيرغا
- العراق.. امية، تطرف ديني ومسلسلات هابطة
- هكذا تنكر الحزب الشيوعي لفاتحة الرفيق زهير ابراهيم
- مسلسل تركي جديد قبالة شواطئ غزة
- هل العراقي انسان أولا؟
- التزوير الحقيقي بدأ قبل الانتخابات
- ثلاثة انتهازيين لقيادة العراق الديمقراطي


المزيد.....




- وزير مصري سابق: بلادنا قد تحقق صادرات بنحو 100 مليار دولار
- قانون تعدين العملات المشفرة يدخل حيز التنفيذ في روسيا
- الاقتصاد وأوضاع المعيشة.. أبرز اهتمامات الناخب الأميركي
- جلفار تبيع صيدليات زهرة الروضة في السعودية بـ444 مليون ريال ...
- مؤشر الأسهم الأوروبية يسجل أسوأ أداء شهري في عام
- السعودية توقع مذكرات تفاهم بـ51 مليار دولار مع بنوك يابانية ...
- موديز: الاستثمارات الحالية غير كافية لتحقيق الأهداف المناخية ...
- منها حضارة متعددة الكواكب.. ما أسباب دعم ماسك ترامب بملايين ...
- هاتف شبيه الآيفون.. مواصفات وسعر هاتف Realme C53 الجديد.. مل ...
- القضاء الفرنسي يبطل منع مشاركة شركات إسرائيلية في معرض يورون ...


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حسين القطبي - ما علاقة المالكي بالتكنوقراطية؟