أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صاحب الربيعي - صراع السلطات بين الدين والدولة















المزيد.....

صراع السلطات بين الدين والدولة


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 967 - 2004 / 9 / 25 - 10:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عانت شعوب كثير من تداخل السلطات الدينية والدنيوية في العالم، ودفعت الشعوب الأوربية ثمن باهض لهذا التداخل نتيجة الصراعات بين الطوائف المسيحية. وارتبطت المذاهب الدينية بمذهب الملك، فأن غير الملك معتقده الديني أو المذهبي توجب على الشعوب تغير ديانتها ومذاهبها ومن يتخلف عن أتباع مذهب أو دين الملك يتعرض للهلاك. وهكذا تحولت السويد من المذهب الكاثوليكي إلى المذهب البروتستانتي عند احتدام الصراعات المذهبية في أوروبا، ومازالت الصراعات المذهبية تعصف بالشعب الأيرلندي وتحصد الألوف من الأبرياء!.
لقد عمدت الكنيسة في اليونان وروما على إعاقة التطور والتقدم الحضاري لقرون عديدة من خلال ممارستها أحكام القتل والتعذيب للعلماء والفلاسفة نتيجة تعارض أرائهم معها، وساهمت في إشعال الحروب الطاحنة مع الديانات الأخرى.
ولم تنجِ أوروبا من تلك الصراعات حتى عمدت لدعم فكرة إنشاء دولة الفاتيكان لفصل السلطة الدينية عن السلطة السياسية، وجاء هذا الاتفاق بمثابة ضمان لمصالح رجال الكنيسة المالية ونفوذهم الديني على المستوى العالمي ومنحهم دور سياسي محدود ضمن حدود دولة الفاتيكان مقابل امتناع رجال الكنسية التدخل في شؤون السلطة السياسية.
وفيما بعد عُمل بمبدأ تبادل المصالح بين السلطات السياسية في أوروبا والسلطة الدينية العالمية في الفاتيكان، ولغاية اليوم لم تتمكن دولة الفاتيكان من حل الإشكال بين المذاهب المسيحية كونها تمثل إحدى تلك الاتجاهات!.
ويرى ((كَنت)) أن رجال الدين منافقون ونصابون، يستغلون الرعية أسوأ استغلال تمكيناً لأنفسهم من السلطة والثراء وبسط النفوذ. أنهم يعملون من أجل منافعهم الشخصية واقتناء المال والثروات. وفرض السلطة على الناس وهم يتاجرون في جهل الناس وضعف الإنسان، ويحتالون عليهم بالقصص والخرافات، ويعيشون على حسابهم ويسخرون منهم.
أن الدين يمثل المعتقدات اللاهوتية لمجموعة سكانية محددة، لكن الدولة تمثل طموحات وسُبل الحياة الدنيوية لجميع السكان ولا ينبغي إطلاقاً إخضاع الكل للجزء، بل يتوجب أن تساهم جميع الأجزاء في خدمة المجموع.
ونقطة التحول العظمى في تاريخ أوروبا نحو التقدم والتطور الاجتماعي، بدأت مع اعتماد مبدأ فصل الدين عن الدولة.
إما يتعلق الأمر بالديانة الإسلامية، فأن النبي محمد (ص) لم يعتمد مفهوم السلطة السياسية في الإسلام، ولم يضع حدوداً فاصلة بينه وبين العامة من المسلمين، بل قدم نفسه على أنه مبشراً لديانة سماوية تدعو للعدالة والمساواة وتنهي عن الفحشاء والمنكر وتنذر باليوم الأخر...وغيرها من القيم الإنسانية.
ومفهوم السلطة السياسية تبلورة مع تولي الخلفاء الراشدين (رض) أمور المسلمين، وتلها تحول السلطة الدينية إلى سلطة الدولة السياسية المؤطرة بهالة دينية!.
وهناك من يجد أن مبدأ الخلافة في الإسلام، بدعة دخيلة على نصوص القران وسنة النبي محمد (ص) وأساءت كثيراً للإسلام كونها عمدت لتشكيل سلطة تقود الدين والمجتمع، وهذا لم يقر به الإسلام ولا كتاب الله (عزة وجل).
ويعتقد الشيخ ((علي عبد الرازق)) أن الخلافة ليست نظاماً دينياً، والقران لم يأمر ويبشر بها. إن الدين الإسلامي، بريء من نظام الخلافة. لقد شلت الخلافة كل تطور في شكل الحكومة عند المسلمين نحو النظم الحرة خصوصاً بسبب العُسف الذي أنزله بعض الخلفاء (بالمسلمين) أن النبي لم يكن قط ملكاً، ولم يحاول قط أن ينشئ حكومة أو دولة فقد كان رسولاً بعثه الله ولم يكن زعيماً سياسياً.
ويفضي مبدأ التداخل بين الدين والدولة إلى استخدام الدين كأداة للتنكيل بالمعارضين من قبل السلطة، كونها تجد نفسها تمثل السلطات الدينية والدنيوية، وبالتالي فأنها تستخدم صلاحيات غير محدودة للتحكم بمصير البشر دون أي رادع!. وفي مراحل متقدمة من هذا التداخل والصلاحيات، يجد الحاكم نفسه يمثل سلطة الله في الأرض وبالتالي لديه كل الحق بالتلاعب بمصير البشر ولا يجوز إخضاعه للمساءلة والحساب.
وهذا المنحى والاعتقاد للحاكم ورجل الدين كونه يمثل سلطة الله في الأرض، جعل بعض الإرهابيين من رجال الدين يجتزأ النصوص من القران الكريم لتبرير إصدارهم للفتاوى بالقتل والإرهاب ضد المخالفين لهم بالرأي والاعتقاد.
ويرى الشيخ ((محمد عبده)) ليس في الإسلام سلطة دينية سوى سلطة الموعظة الحسنة، والدعوة إلى الخير والتنفير من الشر. وهي سلطة خولها الله لأدنى المسلمين يقرع بها أنف أعلاهم، كما خولها أعلاهم يتناول بها من أدناهم.
عموماً أن الصراع بين السلطة والدين غرضه الأساس الاستيلاء على الدولة وتجيير آلياتها لخدمة قيادة أحد الاتجاهين المتنافرين، وغالباً ضحايا هذا الصراع هم العامة من الناس. لقد ساهمت السلطة السياسية خلال عقود من الزمن بتجهيل المجتمع من أجل إحكام السيطرة عليه، ودعم هذا الاتجاه العديد من رجال الدين خدمة لمصالحهم الاقتصادية ومكانتهم الاجتماعية بين أوساط العامة.
ودفع تضارب المصالح بين قادة السلطة وقادة الدين بعض رجال الدين للمطالبة بإحكام السيطرة على السلطتين السياسية والدينية لقيادة المجتمع بحجة تطبيق تعاليم الدين الإسلامي التي فرطت بها السلطة السياسية.
ويرى الشيخ ((علي عبد الرازق)) أن الإسلام لم يقر نظاماً معيناً للحكم، ولم يفرض على المسلمين نظاماً خاصاً يجب أن يحكموا بمقتضاه، بل ترك لنا مطلق الحرية في أن ننظم الدولة طبقاً للأحوال الفكرية والاجتماعية والاقتصادية التي توجد فيها مع مراعاة تطورنا الاجتماعي ومقتضيات الزمن.
الحل الأساس لمعضلة الصراع على الدولة بين الدين والسلطة، هو اعتماد مبدأ فصل السلطات. فالسلطة الدينية تعنى بشؤون الدين ولها كامل الحرية والخيارات لممارسة توجهاتها ضمن حدود النظام المعتمدة للدولة، ولا يحق للسلطات السياسية التدخل في الشؤون الدينية الخاصة للأفراد والجماعات وبغض النظر عن الجنس واللون والعرق والدين والمذهب. كما لا يحق للسلطة السياسية التجاوز على مبادئ الدولة والدستور المعتمد والانفراد بالقرارات وتعطيل سُبل الحرية والتقدم الاجتماعي.
أن اعتماد النظام الديمقراطي في الإدارة شؤون الدولة، يلغي كل أشكال التداخل أو فرض شكل السلطة بالقوة على المجتمع. وحينئذ يكون من حق أصحاب الرؤى الدينية تشكيل أحزابهم ومنظماتهم للدخول في العملية السياسية بعيداً عن اجتزاء النصوص لتكفير المخالفين لهم بالرأي.
وفي حال حصولهم على أغلبية الأصوات الانتخابية من حقهم ممارسة السلطة وإدارة شؤون الدولة بما يتوافق والدستور المعتمد، ولنا في تجربة النظام الديمقراطي في أوروبا لفصل الدين عن الدولة ودخول الأحزاب ذا التوجه الديني ( أحزاب الديمقراطي المسيحي) معترك العمل السياسي خير تجربة في إنهاء الصراع على السلطة السياسية.
وإذا لم تقتنع الأحزاب ذا التوجه الإسلامي بخيار النظام الديمقراطي والاحتكام لصناديق الاقتراع، حينئذ سيكون خيار اعتماد (فاتيكان إسلامي) الحل الأمثل لفصل الدين عن الدولة!.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنماط التداخل والحدود بين الثقافة والسياسة
- توظيف التاريخ والأعراف الاجتماعية لخدمة العملية الديمقراطية
- معوقات التغير والتحديث في المجتمع
- المنظومات الشمولية والديمقراطية واللبيرالية بين الممارسة وال ...
- الديمقراطية تعبير عن الذات والحب
- السلطة الديمقراطية والمجتمع
- الأهداف والتوجهات في الفكر الشمولي والديمقراطي
- المواطنة والديمقراطية في الوطن العربي
- المبادئ الجديدة للإصلاح في النظام الديمقراطي
- شرعية الأنا ومقومات الذات
- المنظومات الشمولية والذات الإنسانية
- *مناقشة وتحليل للنظام الشرق أوسطي 3-3
- *مناقشة وتحليل للنظام الشرق أوسطي 2-3
- *مناقشة وتحليل للنظام الشرق أوسطي 1-3
- *مواقف دول الشرق الأوسط من النظام الشرق أوسطي 2-2
- *مواقف دول الشرق الأوسط من النظام الشرق أوسطي 1 -2
- نصائح مهمة للكاتب للتعامل مع دور الطباعة والنشر في الوطن الع ...
- محنة الكاتب والقارئ العربي
- محنة الكاتب مع أجهزة الرقابة الحكومية والسلفية على الثقافة
- أساليب الغش والخداع التي تمارسها دور الطباعة والنشر مع الكات ...


المزيد.....




- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صاحب الربيعي - صراع السلطات بين الدين والدولة