فرات مهدي الحلي
الحوار المتمدن-العدد: 3226 - 2010 / 12 / 25 - 15:07
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
يوم كنتُ طالبا في جامعة بغداد حدث ان دخلتُ في جدال طويل مع احد الاساتذة الراديكاليين بخصوص الحجاب , اذ ابدى الاستاذ المذكور انزعاجه من خروج شعرات من تحت حجاب استاذتي في المختبر و راح يصف لها عذاب جهنم و المحارق الالهية من جراء خروج تلك الشعرات يو القيامة الموعود , ثم التفت الي ( وكنت اقف قريبا من استاذتي بغية معرفة درجتي الامتحانية ) قال لي باللهجة العراقية : مو صحيح ؟!! قاصدا شهادتي على قوله الذي يعتقد "هو" بانه صحيح .
لم اكن على معرفة مسبقة بذاك الاستاذ و خلفيته الفكرية , فقلت له : لا و القيت عليه بعض الابيات من قصيدة المملحة للجواهري .. فراح يجعجع و يهتف انزعاجا ...
بعد ان اكملت دراستي و هاجرت و عائلتي الكبيرة حيث الحرية اليوم كان لابد لي ان ارسل لذاك الاستاذ الرجعي بعض ما تعلمته عن الحرية ... فانا افخر باني من سلف القرد لكني في الوقت ذاته ابأى ان اولد انسانا و اعود قردا ...
ان الصراع اليوم في العراق ليس صراعا فكريا متوازنا بين الاسلاميين من جهة و العلمانيين و الملحدين من الجهة الاخرى فالعلماني يخاف ان يصرح تصريحا مخالفا للاسلام و الطرهات المحمدية و الافكار الرجعية للاسلام السياسي , فحين يمارس الاسلاميين كل ما فيه سلب الانسان من سلمه التطوري في التفكير و التنظير , ان الاسلام الذي نقصده بالنقد هو عينة عن بقية الاديان والتي لا تختلف عنه في رجعيتنا العمياء و ظلامها و عتمتها التي تغيب الانسان من الواقع المادي للحياة .
و اني اعجب كيف يصمت الشوعيون العراقيوان و غيرهم على ما يبث من الافكار التي تشوه صورة الانسان الملحد في قنوات الاعلام الاسلامي التي تطغى اليوم على الشارع العراقي . فنحن اللادينيون لسنا دعاة ابتذال او تسيب اخلاقي , بل اننا حريصون على الاخلاق التي تنبعث من الضمير الحي للانسان و ليس من دواعي الخوف من الله الذي لا نراه و لا نسمعه و لا يسمعنا و نجد الف دليل على عدم وجوده مقابل كل دليل مطروح لوجوده , ان التعايش السلمي لا يعني ابدا ان يكون احد الطرفيين متنازلا عن حقوقه العقائدية و الفكرية فكل انسان لابد ان يكون متساويا مع ابن وطنه الاخر امام القانون الذي لا يدخل في تفهات الاسلام او الدين بصورة عامة .
واعتقد انه قد آن الآوان كي يطالب الملحدون بالعراق بحقوقهم في القانون المدني العراقي و المجتمع وان يكونوا طرفا في التعايش السلمي في المجتمع و ان يكون تدريس المنهج الاسلامي اختياريا كجزء من الحقوق الثقافية للملحدين .
#فرات_مهدي_الحلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟