جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3226 - 2010 / 12 / 25 - 13:21
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
معظم الناس تكره قواعد اللغة لحد يومنا هذا و قد ابتعدت نظريات تدريس اللغة في 30 سنة الماضية عن تدريس القواعد في المدارس في العالم الغربي على الاقل منذ Halliday لانها تعتقد ان الانسان عندما يتكلم او عندما يتعلم الطفل اللغة لا يفكر بالقواعد بصورة واعية لان قواعد اللغة لها وظيفة functional في الحياة تمارس تلقائيا دون وعي المتعلم او المتكلم و الا لفقدنا عفويتنا و طبيعيتنا في التكلم و تحول حياتنا اليومية الى مدرسة و ان قواعد اللغة لا يمكن تلقينها كانما هي وصفة طبية على شكل اوامر: حبتين في الصباح بعد الفطور (قارن برنامج قل و لا تقل للعراقي العربي مصطفى جواد في ستينيات القرن المنصرم) prescriptive و لكن يمكن وصفها كلوحة زيتية descriptive اي ان اللغة و لانها انتاج بشري تكمن فيها نسيج و تطريز معين تماما مثل حبكة السجاد تتكون من القواعد والانماط و الاوزان ولكنها لاتخلو من الاستثناءات و الا لاستطعنا التنبؤ بجميع ظواهر اللغة و لكن كما نعرف ان سلوك و تصرفات الانسان لا يمكن دائما التبؤ بها و ان اللغة بناءا على ذلك ايضا غامضة غير واضحة المعالم تماما مثل مخترعه البشري.
لذلك ليست القواعد الا نوع من المراقبة والملاحظة لماهو موجود سابقا و علينا الكشف عنها لاحقا retrospectively اي ان الانسان الذي يملك قابلية و موهبة في الملاحظة obsevation لا يحتاج دائما الى كتب القواعد بل يستطيع الكشف عنها بنفسه و من الجدير بالذكر و وفق بعض الدراسات عن الفرق بين المرأة و الرجل gender studies فان المرأة تملك قابلية و موهبة اقوى في الملاحظة من الرجل و هي عندما تدخل مكان معين لا تركز على نقطة معينة كالرجل فمثلا لو دخلت امرأة مع زوجها الى مطعم فان الرجل يحاول ان يركز على ايجاد مكان فارغ للجلوس focal و ينسى ما حوله بينما المرأة محيطية النظرة peripheral اي هامشية تنظر الى الغرفة من جميع جوانبها و تهمل التركيز على نقطة معينة.
قواعد اللغة اذن تطبق عند الصغار و الكبار بصورة باطنية غير واعية. بعض طرق التدريس الحديثة نسبيا التي تتجنب تدريس اللغة ظاهريا على السطح تسمى immersion اي الانغماس و الخوض فمثلا يتم تدريس الرياضيات او الفيزياء او الاقتصاد بالانجليزية اي ان تدريس اللغة الانجليزية تمارس بصورة خلفية غير ظاهرة للعيان.
يتبع...
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟