أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - مازن فيصل البلداوي - حلقة جديدة في سلسلة التطور البشري















المزيد.....

حلقة جديدة في سلسلة التطور البشري


مازن فيصل البلداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3226 - 2010 / 12 / 25 - 10:09
المحور: الطب , والعلوم
    


العلم والتطور.........لماذا يرتبطان مع بعضهما؟ وهل حقيقة ان التطور العلمي يؤدي الى تطور الأنسان في مجالات الحياة العامة كافة؟
صدقا فأني لاأعرف ماهو رأي عامة الناس،فنحن لانرى كثيرا من ابحاث العلماء ولانقرأ الا النزر اليسير(أقصد بصورة عامة) وغالبا مايكون النزر اليسير هذا من حصة المتخصصين او الدارسين او الباحثين، وقد استغربت كثيرا عندما كنت جالسا عند احد الأصدقاء خلال جلسة عائلية، فهو طالب ماجستير طب أسنان واخته تدرس لنيل شهادة الدكتوراة في علوم الأنترنت، وكان على التلفزيون برنامج على قناة (التاريخ) فمر مشهد يصور انقراض الدينصورات، ومر مشهد آخر يمثل بعثة انثروبولوجية تقوم بحفرياتها، واذا به يقول.......(كل واحد رافع قطعة عظم ويقول هذه عمرها عشرات الألاف من السنين والأخر يقول ملايين السنين) وجاء صوت أخته لتؤيده مستهزئة بالحفريات، ولم استطع ان افتح فمي لصدمتي الكبرى، فهما يعدّان من المنفتحين فكريا......والصدمة مستمرة الى اليوم،وتساءلت.............كيف اذن يفكر من هم ادنى مرتبة علمية من هؤلاء الناس؟
اليوم نحاول ان نلق نظرة على حلقة جديدة من حلقات التطور النوعي للجنس البشري وهذا الموضوع للمهتمين فقط،
فلا داع ان يضيع من هم في الجانب الأخر وقته، لأن النتيجة معروفة مسبقا،قد تكون مثل حكم اصدقائي اعلاه.

هومو سابينس، دينيسوفان ،النياندرتال.......... مصطلحات تخص انواع الجنس البشري حسب تسلسله التطوري والمصطلحات الأخرى هي .....مايكرونيشيا ، ميلانيشيا و بولينيشيا وهي مصطلحات تخص مناطق التوزيع الجغرافي للأنسان في منطقة الجزر الواسعة الأنتشارالواقعة الى الشرق من تايوان والفلبين واستراليا ....والسؤال بماذا ترتبط هذه المصطلحات مع بعضها؟

نتائج الدراسة الجديدة التي نشرتها صحيفة الـ (ساينس ديلي) بتاريخ 22/12/2010 حول قطعة العظم الخاصة بالأصبع الذي تم العثور عليه في المتحجرات التي وجدت في كهف دينيسوفا/جنوب سيبيريا/روسيا ، ونتائج التحليل الذري للـ (دي أن أي) تقول انه يعود الى البقايا التي وجدت في نفس المنطقة في شهر آذار من هذا العام.

البقايا الجديدة تعود الى فتاة لم تكن لا من نوع (الأنسان الحديث ) ولا من نوع (النياندرتال) لكنها مشابهة للبقايا التي وجدت في شهر آذار الماضي والعائدة لمجموعة غير معروفة لأقارب الأنسان كانت قد عاشت وانتشرت في آسيا خلال العصر البيلوستيسيني، وعلى الرغم من ان دليل المتحجرة يحتوي على قطعة الأصبع وأحد الأسنان الا ان الخريطية الجينية التي تم التعرف عليها عن طريق تحليل الـ (دي أن أي ) المأخوذ من العظم سيمكّن العلماء من تكوين فكرة اولية حول ما يطلقون عليه الـ (دنيسوفان) بعد الكهف الذي تم العثور فيه على هذه المتحجرة.

لقد تم الأعلان عن هذه المتحجرات في 23 آذار الماضي بواسطة فريق من العلماء والباحثين الذين نشروا نتائجهم عن الخريطة الجينية للنياندرتال في بداية هذه السنة ،احدهم هو ريتشارد جرين من جامعة كاليفورنيا/سانت كروز الذي لعب دورا رئيسيا في تحليل التسلسل الجيني للمعلومات، وقاد الفريق البحثي (سفانتي بابو) من معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجي التطوري في لايبزك/المانيا.
عند مقارنة الخرائط الجينية للـ دنيسوفان والنياندرتال والأنسان الحديث نجد بان الـ دنيسوفان هو مجموعة شقيقة للنياندرتال انحدرت من نفس الأسلاف الذين انتشروا في(زمن مبكرمن تاريخ البشرية) من اسلاف الأنسان الحالي! كما ان الدراسة اشارت الى وجود تشابه جيني مع سكان منطقة الـ ميلانيشيا الحاليين ويطلق عليهم الـ ميلانيشيان، مقترحة بان هنالك تزاوج كان قد حصل بين الـ دنيسوفيانس وأسلاف الميلانيشيانس كما هو التزاوج بين النياندرتال مع كل المجاميع الأنسانية التابعة للأنسان الحديث ومن اصل غير افريقي.

يقول (جرين) الأستاذ المساعد في تخصص الهندسة البيولوجية الذرية،ان القصة الأن تأخذ وضعا اكثر تعقيدا،فبدل القصة الواضحة التي كنا نعتمد عليها ومفادها ان الأنسان الحديث هاجرمن افريقيا وحل محل النياندرتال، نجد انفسنا امام لاعبين جدد دخلوا علينا بتقاطعات اكثر مما كنا نعرفه سابقا.
يبدو ان الـ دنيسوفيانس يختلفون كليا من الناحية الجينية ومن الناحية(المورفولوجية-الشكل والتركيب) عن النياندرتال وعن الأنسان الحديث، فنتائج تحليل الـ(سن) الذي تم العثور عليه داخل الكهف مع قطعة الأصبع توضح بان المنقرض كان من النياندرتال والأنسان الحديث، وبهذا فهي تعطي تشكيلا جديدا لأسلاف الأنسان كأن يكون (هومو هابيليس) او ( هومو ايريكتوس)، وتحليل الـ (دي أن أي) توضح بأن قطعة عظم الأصبع والـ(سن) قد اتيا من فردين مختلفين بنفس المجموعة التي عاشت في الكهف.
ان عظم الأصبع في الحقيقة تم اكتشافه في عام 2008 بواسطة علماء روس في كهف دينيسوفا وهو موقع اثري في جنوب سيبيريا، (بابو) كان قد عمل مع الفريق البحثي الروسي سابقا واعتمد قطعة عظم الأصبع لبحثة حول موصوع الـ (دي ان اي) القديم الذي اجراه في مدينة لايبزك/المانيا،فقام الباحثون باستخلاص الـ (دي أن أي) من العظم ورتبوا خريطته الجينية المايتوكونديرية،ان النتائج التي نشرت في بداية هذا العام اظهرت اختلافا غريبا بين الجينات المايتوكنديرية للنياندرتال والأنسان مما دعى فريق العمل الى سرعة العمل على معرفة الترتيب الجيني النووي.
ومن محاسن الصدف ان اكتشاف هذين القطعتين اتت بسرعة في اعقاب الخريطة الجينية للنياندرتال، لأننا كنا اعددنا فريق العمل وكان حاضرا لعمل التحليلات، يقول (جرين) انه شيء لايصدق أن نجد هاتان القطعتان محفوظتان بشكل رائع بحيث استطعنا وبمتعة ان نعمل على معلومات بغاية الروعة مثل هذه.

ان العلاقة بين الـ دينوسوفيانس والـ ميلانيشيانس لم تكن متوقعة على الأطلاق، لقد كانت التحليلات المقارنة التي احتوت ايضا خريطة متسلسلة جينية لأفراد حاليين من ( جزيرتي غويانا الجديدة و بوجينفيل) اشارت الى ان المادة الجينية لهم قد استقيت من الـ دينوسوفيانس وهي تشكل ماهو بحدود 4-6 % من جينات السكان الميلانيشيانس.وان حقيقة اكتشاف الـ دينوسوفيانس في جنوب سيبيريا ووجود المادة الجينية لهم عند السكان الميلانيشيانس يشير الى انهم قد انتشروا بشكل واسع في آسيا خلال العصر البلستوسيني كما قال (دايفد رايتش) من مدرسة هارفرد الطبية.ويضيف جرين، انه الآن اصبح من الممكن جدا ان نستحصل على المعلومات الوافية والواضحة عن المتحجرات وهذا سيسهل علينا تتبعها وربط معلوماتها مع بعضها البعض.
في ضوء الصورة الجينية للنياندرتال والـ دينيسوفيانس يتبين لنا ان هنالك صورة اكثر تعقيدا حول التاريخ التطوري للأنسان الحديث وأسلافه المنقرضين،فحسب مايقول جرين، ان هناك على الأرجح مجموعة قد غادرت افريقيا قبل حوالي 300,000 – 400,000 سنة وتوزعت بسرعة، فكان احد فروعها قد اصبح النياندرتال الذي انتشر في اوروبا فيما بعد والفرع الأخراتجه الى الشرق ليكون الـ دينيسوفيانس. وعندما خرج الأنسان الحديث من افريقيا قبل حوالي 70,000 – 80,000 سنة واجه النياندرتال اولا وتفاعل معه وتم التعرف على هذا الأمر من الأثار التي تركها (دي ان اي) النياندرتال التي نستطيع تتبعها في كل الخرائط الجينية للمجموعات البشرية غير الأفريقية.
وبعد ذلك اتت مجموعة من الأنسان الحديث لتتصل بالـ دينيسوفيانس تركت آثارا للحمض الجيني للـ دينيسوفيانس للمجموعات البشرية التي استقرت في منطقة الـ ميلانيشيان.
ان الدراسة تكتمل في بعض جوانبها الا انها تترك الباب مفتوحا امام لاعب رابع على سبيل المثال كما يقول جرين.
لقد ضمت الورقة البحثية الـ 28 علماء من المانيا وأسبانيا والصين وروسيا وكندا والولايات المتحدة الأميركية.

للأسف لم يكن هنالك علماء من المنطقة العربية.........ولا ادري ان كان السبب عدم وجود الناس الكفوئين لمثل هذه الأعمال او عدم وجود المؤسسات التي تعمل على هذا الأمر ام عدم وجود التمويل الخاص بالبحوث العلمية ام اننا لايجوز لنا (كدول اسلامية) ان نخوض في مثل هذه الأمور باعتبارها ترهات وخارج نطاق معلوماتنا الأيمانية المتوارثة والقائلة بان الأنسان الموجود حاليا هو منحدر من آدم وحواء ونقف عند هذا الحد؟!
فأذا كان هذا هو الجواب، فعلى الأقل يجب مقارنته بالقصص الأخرى حول آدم وانه كان بطول ......ذراع!، طيب ياأخي اذا كان بهذا الطول ، فلماذا الأنسان الحالي بهذا القصر؟ على الأقل نعمل على بحوث نثبت فيها وجهات نظرنا ومعتقدنا وان مالدينا هو الصحيح؟ على الأقل نثبت بان الجنس الأفريقي هو نتيجة غضب الخالق على احد اولاد نوح غير المؤدبين! لماذا لانحاول ان نثبت هذا بالبحث العلمي؟ ونخرج للعالم بقوة لنقول لهم بانكم مخطأون، والحقائق لدينا وتعالوا انظروا! لماذا لاتتخذ اي دولة اسلامية كبرى مثل السعودية او ايران او اندنوسيا او ماليزيا او تركيا او صغيرة كقطرالتي ستستضيف نهائيات مونديال 2022 مثل هذه الخطوات لتثبت صحة هذه القصص؟؟؟

سؤال ارجو ان اجد اجابته من اي مسؤول حكومي او عالم دين او استاذ جامعي متخصص في اي مادة كانت، وخاصة المتخصصين بعلوم البايولوجي؟! لماذا لانفنّد الأقوال والنظريات التي يصرح بها الغرب بالطريقة العلمية؟

تحياتي



#مازن_فيصل_البلداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعليم وعلاقته بالأقتصاد
- هل هنالك علاقة بين الألتزام الديني والحالة الأقتصادية؟
- لماذا ارتفعت نسبة الألحاد في أندونيسيا؟!
- أهمية و إمكانيات إطلاق فضائية يسارية علمانية!
- عزوف الشباب عن ارتياد المؤسسة الدينية!
- المناهج السعودية في بريطانيا!
- سقط سهوا !
- الْتَضَارُب بَيْن الْنُهُج الْدِّيْنِي وَالْنُهُج الْعِلْمِي ...
- التطور والتغيير الفكري
- يَقُوْلُوْن....,ويَقُوْلُوْن...؟!
- هل كانت الرياح سببا لعبور موسى البحر..؟؟!
- الفقر...تلك الحالة التي يستغلها الجميع..!
- لماذا الله مختفي.......؟!ج2
- لماذا الله مختفي....؟! الجزء الأول
- الى حبيبتي الساكنة هناك!!!
- لاملحد ولا متدين....الشارع البريطاني، في حالة أيمان غامض
- حسن وسوء استخدام مفهوم التطور في موضوع النقاش حول العلم/ الد ...
- جديد العلمانية والتطور...كائنات تتطورحديثا!
- نهاية الدين.........مقال مترجم!
- أنتشار الأنسان الحديث في جنوب آسيا


المزيد.....




- 5 علامات تظهر على جسمك أثناء الليل.. تؤكد الإصابة بالسكر
- انخفاض درجة الحرارة.. مشروبات للتدفئة لا تهملها فى الشتاء
- تأثير الإنترنت على الصحة العقلية لكبار السن
- تأثير تصفح المحتوى السلبي عبر الإنترنت على الصحة العقلية
- الحيتان البالينية.. أكبر ثدييات الأرض تسمع الترددات فوق الصو ...
- متى يكون الصداع إنذار خطر.. علامات لا تتجاهلها
- 7 فوائد صحية لتناول الزبادى يوميًا
- انتبه.. هذا ما يفعله السكر فى جسمك عندما يرتفع
- الصحة العالمية: مقاومة المضادات الحيوية تسبب 39 مليون وفاة ب ...
- كيف نحافظ على المستوى الطبيعي للكولسترول في الدم؟


المزيد.....

- هل سيتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في يوم ما؟ / جواد بشارة
- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - مازن فيصل البلداوي - حلقة جديدة في سلسلة التطور البشري