أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - الى متى تظل مصر مطية راكب ؟ ..














المزيد.....

الى متى تظل مصر مطية راكب ؟ ..


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3226 - 2010 / 12 / 25 - 02:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



1- الثابت تاريخيا مساعدة المصريين لعمرو بن العاص فى فتح مصر ، ولولاهم لما استطاع بجيشه الضئيل – الذى لا يعرف شيئا عن مصر- ان يهزم الروم . هذه الحقيقة التاريخية تؤدى الى حقيقة مؤلمة هى ان المصريين هم الذين فتحوا مصر لصالح العرب وعمرو بن العاص.
كافأهم عمرو بن العاص بفرض الجزية عليهم ثم قال فيهم كلمته المشهورة "مصر مطية راكب".
2- المطية هي الحمار او الحمارة التى يستطيع اى احد ان يركبها دون ان تعترض او تحتج ، بل تصبر على الظلم والأذى ، وترى ان كونها مركوبة من القدر المكتوب الذى لا فكاك منه ..
فهل مصر مطية راكب ؟
حين قال عمرو بن العاص هذه الكلمة كان يقصد جموع المصريين ، ومع انهم ثاروا عليه ، ثم ثاروا على الولاه الآخرين فى العصرين الأموى و العباسي ، إلا أن السمة العامة لدى المصريين هى الاستكانة للحاكم والصبر على ظلمه ، مع ان كل الحكام كانوا أجانب ، حتى قيام حكم منذ عام 1952.
نعم ..ومع شديد الأسف .. مصر لا تزال مطية راكب .
3- ومن أسف ان العسكر المصريين ألحقوا بمصر شعبا ووطنا أفدح مما ألحقه به حكامها الأجانب السابقون، وليس هناك أى عذر لأى حاكم ظالم يستعبد شعبا مسالما ، فكيف اذا كان هذا الحاكم الظالم مصريا يستخدم الجيش المصري فى تكريس ظلمه واستبداده وفساده ؟
ان كلمة عمرو بن العاص "مصر مطية راكب" قد تحولت الى مثل شعبي يجري على ألسنة المصريين حين يقول أحدهم غيظا "دي بلد اللى يركب" يعلق بهذا على استعداد الحاشية للتصفيق لأى حاكم جديد و التخلى عن حاكم سابق انقضى عهده وسلطاته .
ومنذ أن علا نفوذ الاخوان المسلمين فى الشارع المصري انتشرت اللحى على الوجوه وطالت الثياب واستحكم الحجاب والنقاب تمهيدا لأيام سوداء قادمة وإعدادا لمصر مطية يركبها الاخوان المسلمون ، وقد عبر زعيمهم السابق عن احتقاره لمصر بنفس احتقار عمرو بن العاص لها من قبل ، فقال مهدي عاكف "طظ فى مصر" . وكتب آخرون عن اعادة "فتح مصر" اى ارجاعها الى عصر الجزية ومعاملة الاقباط كرهائن يساوم بهم معسكر الكفر الغربي وفق ما كان معمولا به فى صراع معسكر الروم ومعسكر المسلمين فى العصور الوسطي..
4- تخلص الاخوان من عقدة السلبية والسكون ، ووقفوا ضد الحاكم العسكري ، تحملوا الاضطهاد والسجن والتعذيب حتى اصبحوا فى موقف المنافس للحكم . هذا كله محسوب لهم ، وليس عليهم ، ولكن خطيئتهم الكبري هى منهجهم الوهابي السلفى الذى يتنكر للوطن فى سبيل أممية عالمية تقسم العالم الى معسكرين ، معسكر الاسلام ومعسكر الكفر.وبهذا المنهج يقسمون مصر الى قسمين،ويتحول جزء من المواطنين المصريين الى غرباء فى وطنهم ،ولا يلبث ان يلحق بهم فى الغربة والاضطهاد كل مسلم لا يوافق الاخوان المسلمين على منهجهم .ومن طبائع التقسيم الديني والطائفي ان يتسع ويمتد ويتحول به الوطن الى شراذم متحاربة.
منهج الاخوان هو خطيئتهم الكبري ، ومهما نافقوا وتلونوا فهو اساس عقيدتهم السياسية وبه يتميزون كاخوان مسلمين، وعلى اساسه يواجهون الحاكم ويسعون لاطاحته والحلول مكانه ..
5- من العار ان نستبدل حاكما عسكريا بمن هو شر منه .. ومن العار ان تظل مصر مطية راكب يمتطيها الاخوان بعد العسكر ..
الاخوان فى حقيقتهم أقلية ضئيلة جدا ، ولكنهم أقلية نشطة متحركة تعمل كل وسعها لتسيطر على الأغلبية الصامتة ، وهى تعتقد ان تلك الاغلبية الصامتة هى المطية التى ستصل بها الى الحكم ..
6- الأقباط سيكونون أول الضحايا فى دولة الاخوان القادمة.. قد يكون هناك عذر للأغلبية الصامتة المسلمة ، ولكن لا يوجد أى عذر للصامتين الأقباط ..
لابد للأقباط ان ينشطوا لإنقاذ انفسهم و مستقبلهم .
ولكى ينشطوا فى الاتجاه الصحيح عليهم التخلى عن نضالهم الطائفى الذى يحصر أزمة مصر فى بناء كنيسة أو ترميم أخرى ،فالأزمة أفدح بكثير، إذ تحمل فى طياتها إحتمال حرب أهلية سيكون الأقباط أهم ضحاياها . لم يعد مقبولا ولا معقولا فى أزمة مصر الحالية وهى تدخل مفترق الطرق أن يتصرف الأقباط فى الداخل والخارج على أساس كونهم أقباطا أولا ثم مصريين ثانيا، فهذا يصبّ فى مصلحة المستبد العسكرى ويطيل أمده فى الحكم .
يجب أن يناضل الأقباط على أنهم مصريون أولا وأخيرا . وبالمصرية يتحدون مع الحركة الليبرالية المصرية فى مواجهة المستبد العسكرى الحالى والمستبد الاخوانى الذى يسعى للحلول محله .
يجب ان تكون مصر مظلة لكل المصريين الأحرار من مسلمين وأقباط ، فسياسة المستبد العسكرى تتلخص فى التفريق بين المصريين على أساس الدين لينشغلوا عنه بالشجار مع بعضهم ، وليستعين كل منهم به على الآخر.
بدون أن تكون مصر مظلة فوق الجميع ستظل مصر مطية راكب ، يركبها اليوم ضابط من العسكر ويركبها غدا شيخ من الأزهر .
7- من العار ان تظل مصر مطية راكب كما قال ابن النابغة عمرو بن العاص ..!!



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بداية محاكم التفتيش في تاريخ المسلمين
- إسرائيل بين ذبح البقرة وعبادة العجل
- بيان من المركز العالمى للقرآن الكريم ردّا على فتوى قتل البرا ...
- لكل نفس بشرية جسدان: ) 16 ): التوبة بين الإيمان والعمل
- واخيراً .. لا مفرّ من الدم ..!! رسالة الى البرادعى والنخبة ا ...
- وضاع شادى
- العلمانية بين الاسلام والأديان الأرضية
- من علوم القرآن :القرآن والواقع الاجتماعى ) 12 ) ( إِنَّ رَبّ ...
- سلاّمة القس
- لكل نفس بشرية جسدان ( 15 ):التوبة والصراع بين الخير والشر فى ...
- ( تقتل زوجها انتقاماً لابنها)( إغتيال الخليفة مروان بن الحكم ...
- لكل نفس بشرية جسدان: ) 14 ) : التوبة وتطهير الجسد الأزلى.موع ...
- فى ظل تطبيق الشريعة : بنت السلطان تقع في غرام فضيلة الشيخ
- لكل نفس بشرية جسدان: ) 13 ) : التوبة الأخروية بين الجسد الما ...
- لكل نفس بشرية جسدان: ) 12 ) : التوبة بين الجسد المادى والجسد ...
- الاعرابى وزوجته الحسناء بين معاوية وابن أخته
- الخليفة الفاطمى عاشق البدويات ..!!
- عاتكة زوجة الشهداء
- الزوجة المجهولة لهارون الرشيد
- أم البنين


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - الى متى تظل مصر مطية راكب ؟ ..