أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالهادي مرهون - التنمية الإنسانية... والحكومات العربية














المزيد.....

التنمية الإنسانية... والحكومات العربية


عبدالهادي مرهون

الحوار المتمدن-العدد: 967 - 2004 / 9 / 25 - 05:18
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


على مدى أشهر مضت وجه مناوئو التصحيح والتحديث في المنطقة العربية حملة شعواء على تقرير التنمية الإنسانية الذي أصدرته الأمم المتحدة وشارك في إعداده باحثون ومفكرون عرب مشهود لهم بالكفاءة والقدرة، ومرجعهم في ذلك ربما يكون أن عددا من السياسيين الغربيين وبينهم الرئيس الأميركي بوش استندوا إلى بعض ما جاء في التقرير في حملتهم على الأوضاع في المنطقة العربية.

وبحسب هؤلاء فإن معنى ذلك أن التقرير وفر فرصا لتصيد الأخطاء، كما أنه بحسب تقديرهم يقدم مسوغات سياسية لتبرير التدخل الخارجي في البلاد العربية أو المطالبة بالتغيير من الخارج.

وشكلت هذه الاستنتاجات والذرائع نموذجا لتفكير سياسي مازال مستمرا يرى أصحابه الأمور بمقياس المفاضلة بين "الاستبداد الوطني" أو "التخلف القومي" وبين التغيير المفروض من الخارج، وفي ذلك فإنهم طبعا ينحازون إلى الخيار الأول باعتباره أقل الخيارات ضررا، والحق أن المفاضلة الصحيحة هي بين استبداد داخلي يوفر فرصا لتدخلات وإملاءات خارجية وبين تغيير وتطور إلى الأمام في الداخل استجابة لحاجة المجتمعات وحق الشعوب العربية في أن تنعم بالكرامة والديمقراطية الحقيقية وحكم وسيادة القانون، ويقطع الطريق على أي استغلال خارجي، فذلك هو المعيار المنطقي للحكم على الأمور والذي أثبت حاجة المجتمعات العربية إلى الأخذ به.

ومن المناسب هنا الالتفات إلى الماضي، إذ جرى طيلة نصف القرن الماضي التعلل بأسباب وذرائع شتى - في وقف عجلة التقدم والإصلاح الاجتماعي والسياسي وتداول السلطة - من أبرزها استمرار الاحتلال الصهيوني البغيض لفلسطين وما يمثله من تهديد للأمن القومي من أجل تفادي إنجاز استحقاق البناء الداخلي القائم على التعددية والمشاركة السياسية وإقامة وتعزيز دولة المؤسسات والقانون واحترام حقوق الإنسان، إضافة إلى أسباب أخرى تخرج من جنبات السبب الأول، مثل: الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية والحرص على الوحدة الوطنية وتارة أخرى من أجل رص الصفوف لمواجهة العدو الصهيوني المتربص الذي - للمفارقة - لم يؤجل استحقاقا انتخابيا أو تغييرا حكوميا أو يعطل محاكمة رئيس وزراء وطاقمه بسبب رشا أو فساد أو حتى بسبب استمرار انتفاضة الشعب العربي الفلسطيني وما تمثله من خطر عليه أو تهديد ووعيد الحكومات العربية منذ نشأة هذا الكيان السرطاني منذ العام 1948 حتى الآن.

كل ذلك يحدث مع أن تقرير الأمم المتحدة يعتمد التعميم ولا يشخص أوجه القصور والضعف في بلد عربي بعينه، وعلى رغم ذلك قامت عليه بعض الأقلام والأنظمة العربية من منطلق قومي لا غير، لما قد يسببه برأيهم من حرج للبلدان العربية، والحال هذه، فكيف لو شخص التقرير العلل وسمى الأشياء بأسمائها من دون تمويه. ولا يلتفت هؤلاء المنتقدون إلى أن من متطلبات تقدم المجتمعات وتطورها هو اللجوء إلى النقد المنهجي وتشخيص العلل وهو ما فعله التقرير. أما في أوطاننا العربية فقد نشأت عادات - شجعت عليها الأنظمة والحكام - تشكك في النقد وفي حق الاختلاف وأهمية الاجتهاد تحت طائلة التخويف بتوقيع مختلف أشكال العقوبات القانونية، تبدأ عند قوانين المطبوعات ولا تنتهي عند قوانين العقوبات.

ولذلك فإنه يجدر بصناع القرار من حكام وحكومات عربية الآن - من غير إبطاء - وفي المستقبل التفاعل الإيجابي مع دعوات تطوير وتحديث المجتمعات العربية والتركيز على الجوهر الموضوعي لدعوات الإصلاح، وليس وضع العقبات أمام هذه الدعوات لأن من شأن ذلك تجميد حركة عصرنة وتحديث المجتمعات وتراجع أسس التطور. ونحن في البحرين قطعنا شوطا مهما على طريق الإصلاح والتحديث السياسي والمجتمعي، وبالإمكان لو تضافرت الجهود أن نستفيد بصورة أكبر من زخم هذا المناخ بما يوفر من عوامل أكثر ملاءمة للسير قدما في دعم هذه المسيرة الواعدة على طريق تحقيق التنمية الشاملة التي من شأنها أن تفضي لإزالة الكثير من المعوقات الاقتصادية والاجتماعية التي مازالت تحتاج إلى قرارات أكثر جرأة، منعا للعودة إلى منزلقات الماضي، إذ إن السير على طريق التقدم يستحق كل جهد يبذل، لأنه يضمن استمرار حيوية توفير أسباب البقاء ويشكل أسسا قوية لتصدي الشعوب العربية لقوى الاحتلالات في فلسطين المحتلة وسواها، كما يسرع وهو الأهم، من التحاق الدول والشعوب العربية بركب العالم الديمقراطي من خلال مناخات صحية توفر أسباب التقدم وتدفع الاستثمار والتنمية وتعزز من ممارسات حقوق الإنسان وخصوصا أن البحرين مقبلة في ظرف شهرين على توقيع العهدين الدوليين للحقوق السياسية والاجتماعية، ومن شأن ذلك أن يسرع من مغادرة العوالم القديمة.



#عبدالهادي_مرهون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطيين الثروة البحرية مصدرا للرزق وليست للمتاجرة
- مشروع قانون حماية المستهلك
- البحرين: الكتلة الديمقراطية في البرلمان تنتقد قرار الحكومة ب ...
- مرهون: لا نريد للبحرين أن تكون مأوى للعجزة
- وقف الدماء في العراق وفتح حوار وطني مسئولية تتحملها الحكومة ...
- إذا كان القائمين على تسيير الاقتصاد بهذه المقدار من الكفاءة ...
- نواب بحرينيون يقترحون -كوتا- نسائية في البرلمان المقبل
- نائب رئيس البرلمان البحريني: تحذيرات واشنطن تؤثر في الاستقرا ...
- -الديمقراطيين- تقترح -شركة لشراء القروض الشخصية
- اقتراح -الديمقراطيين- للتعديلات الدستورية : -المعين- للاستشا ...
- حول تصريحات النائب العام بشأن رفع الحصانة
- التقرير استخفاف بالنواب
- بمناسبة عيد العمال النــواب الديمـقــراطيــين في البحرين: •ي ...
- رئيس البرلمان البحريني اجتماع تشاوري لرؤساء المجالس التشريعي ...
- مرهون: الحوار بديلا عن سياسة تراجع الحريات والمكائد السياسية
- مرهون يحذر من اتصالات وزراء لإحباط الاستجواب
- الديمقراطيين تؤكد ضرورة انسجام الكتل البرلمانية
- حكومة البحرين قد تؤجل استجواب 3 من وزرائه
- اليوم ليس ككل الأيام وجلسة المجـلس ليست ككل الجـلسات!!
- مجموعة النواب الديمقراطيين تدين تفجيرات عاشوراء الدامية


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالهادي مرهون - التنمية الإنسانية... والحكومات العربية