حسين محيي الدين
الحوار المتمدن-العدد: 3225 - 2010 / 12 / 24 - 22:21
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
شاء القدر أن يتحكم في رقاب العراقيين ثلة ممن اختارهم الاحتلال وفقا لمصالحه الذاتية . الرعيل الأول منهم لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة . أمدهم بأسباب القوة ونفخ فيهم حتى توهموا أنهم أمل هذه الأمة . فمنهم من يدعي إن اختياره كان تكليفا شرعيا لا يمكنه التراجع عنه . ومنهم من يدعي إن الواجب الوطني أو القومي هو من فرض إرادته عليه . وبين التكليف الشرعي والواجب الوطني أو القومي أريقت دماء العراقيين وأهدرت ثرواتهم وبيع وطن كان إلى الماضي القريب عصي على الابتلاع . أمل كان يراود الجميع بعد حكم دكتاتوري بغيض أن يعيش العراق في بحبوحة من الحرية والديمقراطية والعيش الآمن . ومن مشيئة الأقدار أن تلتقي مصالح الاحتلال مع مصلحة الشعب العراقي في إزاحة الحكم الدكتاتوري في العراق .
وسرعان ما تتقاطع المصلحتين . فالرعيل الأول من المتعاونين ومن خلفهم الاحتلال لا يطمئنون إلى ديمقراطية حقيقية يكون فيها الحكم للشعب وحده ويكون مبدأ التداول السلمي للسلطة حقيقة واقعة . وتكون هناك صحافة حرة , وفصل بين السلطات كما هو الحال في الديمقراطيات الحقيقية . الشارع مغلوب على أمره والثروة والسلطة لا يملكها إلا المحتل وذلك الرعيل .
بدأ الرعيل الأول يدرك خطورة صراعه مع الشعب فتفتق ذهنه عن نظرية مفادها أن إغراق معارضيه بالمال السحت هو الحل السليم لمأزق الحكم في العراق , فوسع قاعدته بشراء ذمم القوى المتنفذة في المجتمع العراقي , رجال دين وشيوخ عشائر وكبار موظفي الدولة وأحزاب سياسية عريقة . ومليشيات طائفية وكل من يفترض به أن يقود عملية التغيير في العراق . الكل يعشق السلطة والمال ! لا مجال لمن يعارض السلطة أو يكون رقيبا عليها .
أن تكون مؤمنا بالعملية السياسية ومعارضا في البرلمان فهذا ما لا يرتضيه الاحتلال والرعيل الأول . وهنا للقدر ما يشاء برلمان مسخ يرفض أن يتبنى مصالح الشعب وقضاياه المطلبية . وحكومة ضعيفة , هزيلة , أمام تحديات جسام . وديمقراطية لا تحترم فيه إرادة الناخب العراقي
#حسين_محيي_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟