أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلعت الصفدى - التنسيق الأمني مع الاحتلال الاسرائيلي بين التكتيكي والاستراتيجي














المزيد.....

التنسيق الأمني مع الاحتلال الاسرائيلي بين التكتيكي والاستراتيجي


طلعت الصفدى

الحوار المتمدن-العدد: 3225 - 2010 / 12 / 24 - 18:30
المحور: القضية الفلسطينية
    


يقولون إن السياسة هي فن الممكن، ويقولون إن السياسة هي فن إدارة الصراع مع الأعداء القوميين والخصوم السياسيين، ويقولون إن السياسة هي لغة المصالح والنفوذ، ويقولون ويقولون...الخ ولان الحياة والواقع في حركة أزلية دائبة ودائمة ومتجددة ومتبدلة وفي تغير مستمر، ولا يوجد في الواقع حالة سكون مطلقة وثبات مطلق، ولان الحركة هي عملية تجديد سرمدية، فالسياسة في محصلتها لا تعترف بالمقدس، والثابت والأزلي.

وكما يصرح الدبلوماسيون، والساسة المخضرمون، فان السياسي لا يكشف عن وجهه الحقيقي، وهو يتعامل بلغة المصالح والمكر والتحايل واستخدام الألاعيب والخديعة والمناورة، وما تسريبات ويكيليكس عن خبايا الدبلوماسية والسياسة الأمريكية والرأسمالية في العالم الا دليل على ذلك، ولان بعض المنظرين يقحمون الدين بالسياسة دون أن يدركوا مخاطر توجهاتهم، فأن تجارب الشعوب ومسلكيات أنظمة الحكم الدينية تؤكد أن السياسة تفسد الدين، كما أن الدين يفسد السياسة، وان من مصلحة الدين ( الإيمان) أن يبتعد عن المناورات ومكر السياسيين، حتى لا يتحول الدين لأداة في يد الانتهازيين والأصوليين الباحثين عن السلطة والمال، وما فصل الدين عن الدولة الا ضرورة وحتمية تاريخية فرضها تطور الإنسان، وسعيه للدفاع عن حقوقه الوطنية والاجتماعية والديمقراطية، ونزوعه نحو مجتمع مدني تعددي وعصري يعزز المواطنة، ويمنع الاغتراب عن الوطن، ويوفر حياة كريمة، وعدالة اجتماعية للمسحوقين والفقراء ولكل الكادحين، لكى لا يقع المواطن فريسة للأصوليات الدينية.

ولان سياسة أية دولة، في محصلتها هي انعكاس للواقع والتطور الاقتصادي والاجتماعي والتاريخي والقانوني للمجتمع، فان السياسيين الواعين والملتزمين بالدفاع عن حقوق شعوبهم لا يفصلون التكتيكي عن الاستراتيجي, وإذا كان التكتيك يضع نفسه في خدمة الاستراتيجي، ويخضع لأهدافه ولا يتناقض مع مساره العام في مرحلة تاريخية محددة، وإذا كان التنسيق الأمني بين السلطة الوطنية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي قد فرضه واقع اتفاق أوسلو منذ سبعة عشر عاما خلت، وتغاضى المفاوض الفلسطيني عنه كخطوة إلى الوراء تعقبها خطوتان إلى الأمام لتحقيق الاستراتيجي وهو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967عاصمتها القدس، دولة خالية من المستوطنين والمستوطنات وحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم طبقا للقرار ألأممي 194، فلم يعد مبررا الآن التمسك به بعد تنكر الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، وعدم التزامها بالاتفاقات الموقعة معها، بل استخدمتها كوسيلة لمواصلة عدوانها المستمر، وفرض الوقائع على الأرض تمنع تحقيق الأهداف الوطنية.

إن استمرار التنسيق الأمني الحالي يشكل انحرافا عن الأهداف الوطنية لشعبنا الفلسطيني، ومن الحكمة الوطنية والمسؤولية السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وقف كافة أشكال التنسيق الأمني مع الاحتلال، وحتى لا يبقى ذريعة للتنصل والتهرب من المصالحة الوطنية، والعمل على شد الخناق على الحكومة الإسرائيلية العنصرية واليمينية المتطرفة، وعدم السماح لها بالإفلات من عزلتها الدولية بسبب تنكرها لمتطلبات عملية السلام، والتحرك بشكل ضاغط إلى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة دون تردد، وتفعيل تقرير جولد ستون ومحكمة لاهاي بخصوص جدار الفصل العنصري، وتكثيف التحركات الدبلوماسية الفلسطينية والعربية والدولية لجلب التعاطف والتأييد الدولي، ومطالبة كافة الدول مجددا الاعتراف بدولة فلسطين على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وفضح الدعاية الإسرائيلية وتفنيد ادعاءاتها الكاذبة بالسلام، وفي البدء من هذه التحركات يكتسب انعقاد المجلس المركزي العاجل أهمية خاصة لتقييم المرحلة الراهنة موضوعيا،ورسم السياسات، ووسائل النضال، ومصارحة الشعب الفلسطيني، ووضع إستراتيجية التحرك على كافة الأصعدة، وفي المقدمة منها إنهاء ازدواجية السلطة، والانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، ورص الصفوف وتمتين الجبهة الداخلية لاحتمال مواجهات جديدة مع الاحتلال الإسرائيلي، والبحث عن مصادر قوة الشعب الكامنة، والعمل على تفعيل وسائل الكفاح، وفي المقدمة منها المقاومة الشعبية .



#طلعت_الصفدى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلطة والمال دون رقابة هما أداتا الإفساد للأحزاب والحركات ا ...
- إنهم متواطئون ... وليسوا عاجزين...!!!
- المقاومة الشعبية وجه مضيء في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي
- كلمة طلعت الصفدي في احتفال الجبهة العربية الفلسطينية بغزة
- هل يملك الفلسطينيون اعادة صياغة أولوياتهم، وتحالفاتهم؟؟
- مخاطر العودة للمفاوضات وآليات مواجهتها-
- رسالة ود وعتاب الى البرلمانيين العرب
- هل دام حكم العباسيين حتى يدوم لكم؟؟؟
- ليبرمان الناطق الحقيقي عن الفكر الصهيوني التوراتي
- الوظيفة العامة بين القانون الفلسطيني والتمييز على خلفية سياس ...
- الدولة الفلسطينية المستقلة ليست على مرمى سنتين.. أو حجرين... ...
- التضامن ألأممي مع غزة.. لا ينسينا معركتنا التحررية ضد الاحتل ...
- نعم يوجد...خيارات للشعب الفلسطيني غير محدودة..!!
- في عيد العمال العالمي... يستذكر نقابيو غزة تاريخها.!!
- لماذا لا يغضب الشعب الفلسطيني ويثور على مضطهديه ؟؟؟؟!!!
- ماذا يجري في بلاد العرب والمسلمين ؟؟!!
- ملعون ابو هالزمن...!!
- كلمة طلعت الصفدى عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني فى ...
- هل الخطان الفلسطينيان المتوازيان يلتقيان ...؟؟؟!!!
- معبر رفح ليس معركة وطنية فلسطينية!!!


المزيد.....




- -حماس- تُعلن رسميا مقتل يحيى السنوار: ننعى قائد معركة -طوفان ...
- أفراد من القوات الأوكرانية يفرون من منطقة كورسك تحت ضربات ال ...
- شيرين عبدالوهاب تحسم جدل لقب -صوت مصر- بعد مقارنتها بأنغام
- أول تعليق من حماس على مقتل السنوار
- كيف يؤثر انقطاع الطمث على دماغ المرأة؟
- غداة اعترافه بمقتل 5 جنود بمعارك مع حزب الله.. الجيش الإسرائ ...
- حماس تنعى رئيس المكتب السياسي للحركة يحيى السنوار
- منفذا عملية البحر الميت.. من هما وما هي وصيتهما؟ (فيديوهات) ...
- المشاركون في اجتماع صيغة -3+3- يدعون إلى وقف التصعيد في الشر ...
- البرلمان الإيراني يفند تصريحات رئيسه التي أثارت غضب لبنان


المزيد.....

- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلعت الصفدى - التنسيق الأمني مع الاحتلال الاسرائيلي بين التكتيكي والاستراتيجي