أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد ابو حسين - الكذب و" ثورة الثلثين"...














المزيد.....

الكذب و" ثورة الثلثين"...


أحمد ابو حسين

الحوار المتمدن-العدد: 209 - 2002 / 8 / 4 - 05:09
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

الكذب والاحتيال، التزييف والرشوة، متغيرات وان كانت كيفية، بمعنى لا يمكن قياسها على عداد، الا أنها مهمة في فهم العلاقة بين الاقتصاد والسياسة. التعامل مع الكذب والابتزاز في اسرائيل لا يحتاج الى فذلكة وشطارة زائدة، ولكن كلما ارتفعت درجات الكذب الى أعلى لا بد من إبداع ومهارة ومعرفة ودراية بموضوع النصب.


في كلية الأمن "القومي" الاسرائيلية مثلاً يتعلم المنخرطون في جهاز المخابرات دروساً في "فن الكذب" كما تقول كتب ومذكرات رجال الشاباك والموساد، فالكذب ظاهرة اسرائيلية متغلغلة في كثير من أفراد المجتمع الاسرائيلي وفي كافة المجالات الحياتية.. شيكات بلا رصيد، نصب على البنوك، نصب على المؤسسات والمرافق الاقتصادية واحياناً يكون النصب متبادلاً، مؤسسة حكومية تبتز مواطناً أو بالعكس، رشاو، وخيانات زوجية في سبيل تقدم مصالح اقتصادية للزوج الضحية.


يروي نحاميا شترسلر، كبير المعلقين الاقتصاديين في اسرائيل، حكاية اسرائيلية تقول إن زوجة وزير قالت لزوجها الا تعرف كيف صرت وزيراً، قال لها : كيف! قالت له لا أستطيع أن أحكي لك كي لا نفترق!! اذاً، الكذب والابتزاز من أدوات القوانين التي تحكم المشهد الاسرائيلي. لا تستطيع ادارة مستشفى في اسرائيل، مثلاً، أن تحصل على ميزانية لسد عجزها في حالة عدم موافقة الحكومة على طلبها، بدون استعمال اساليب الدعاية الكاذبة للفت انظار الرأي العام المحلي، لدرجة أنها مستعدة ان تعلن في الجرائد الرسمية ان "حالات الموت" ستزداد اذا لم تتوفر قائمة الادوية او المستلزمات الطبية المذيلة في قاع صفحة الاعلان. وهكذا الامر بالنسبة " للنضال العمالي الهستدروتي" المحصور في أغلب الاحيان في مفاوضات في ساعات الليل المتأخرة والمنتهية في ساعات الصباح عند بدء " أخبار هذا الصباح " في راديو اسرائيل بالعبرية، ونسمع صوت الهستدروتي عمير بيرتس الجهور ليقول : لم ننم طوال الليل، حققنا انجازاً للعمال؟!


لقد أعلنت وزارة المالية، اواخر الاسبوع المنصرم، ان خسارة السوق في اسرائيل منذ بدء الانتفاضة اواخر ايلول 2000 تقدر بـ 10 مليارات دولار وذلك بسبب الهبوط الحاد للنمو الاقتصادي. وتوقعت المالية الاسرائيلية ان عدد العاطلين عن العمل سيصل الى 300 الف. كما ان الاستثمارات من الداخل والخارج ستنقص وان مستوى المعيشة سيقل. لذلك اوصت المالية بتقليص 8.7 مليار شيكل من الميزانية من أجل منع " الكارثة الاقتصادية". لا يعنينا في هذا السياق موافقة الكنيست أو عدم موافقتها على قرار الحكومة بتقليص مليارات من ميزانيتها، ولا أقصد موافقتي مع التقليص او عدم اهتمامي بالقضايا الاجتماعية، مثلما لا يعنينا في هذا السياق ايضاً رفع أو تنزيل الفائدة البنكية وتأثيرها على المستحقات المستقبلية والمدخولات في موازنة الدولة وتأثيرها على وقف صعود نسبة التضخم واستقرار الاسعار أو الاستقرار المالي. ما يعنينا هنا الكذب والتزييف الذي تمارسه اوساط اقتصادية وشرائح واسعة من المجتمع الاسرائيلي. رجال الاعمال واتحاد الصناعيين يعرفون حقيقة سياسة شارون وخطورة الحرب ضد الشعب الفلسطيني، لكنهم لا يتجرأون على الكلام وان كانت بعض مصالحهم الاقتصادية متضررة وتتفاقم ديونها، لكن ثمن السكوت تدفعه البنوك بقروض فائدتها مقبولة حسب لعبة " اقتصاد السوق"، لذلك ليس سراً ان وضع البنوك في اسرائيل يشهد تدهوراً ملحوظاً لدرجة أن شركات التأمين العالمية ترفض تأمين مسؤولية مدرائها (هآرتس 30/7/02). 156 الف عائلة، اي ما يعادل 600 الف مواطن، يعتاشون من مخصصات ضمان الدخل، 40% منهم من المهاجرين الجدد. نسبة القوى العاملة 35% فقط من نسبة السكان، في حين تصل نسبة القوى العاملة في الدول الاوروبية الى 50%. المالية الاسرائيلية تدّعي بأن التقليصات التي ستطال هؤلاء ستوقظهم للذهاب الى العمل؟!! (كذب اعلامي)يتحول الى سخرية في الصحافة الاسرائيلية. لأن التراجع في قدرة التوظيف وعدم وجود فرص العمل ملحوظ، ناهيك عن تسريح اعداد كبيرة من العاملين وبضمنهم تسريح الجنود الذين انهوا خدمتهم العسكرية.. واعتبرت حنه كيم، الصحفية في "هآرتس"، تقليصات المالية "ثورة الثلثين" على الثلث الذي لا يعمل ويعتاش من مخصصات الدولة، واعتبرت هذه الثورة دعاية كاذبة تعيد الى الاذهان "اصلاحات" مرغريت تاتشر الاقتصادية في ثمانينات القرن الماضي.


السياسة والاقتصاد المبنيان على مفاهيم الكذب والابتزاز وتخصيص الميزانيات للاحتلال والاستيطان وضمان تقاعد كامل لضباط عسكريين في جيل 42 ... سيعمقان الفقر والبطالة ويحولان اسرائيل الى "دولة متخلفة"فعلاً كما يتوقع بعض خبراء الاقتصاد الاسرائيلي. في كلتا الحالتين، اقرار التقليصات أو عدم اقرارها، الوضع الاقتصادي يزداد سوءاً وآخذ في الانهيار... هذا ما يتوقعه سائقو التكسيات على الأقل وهم مقياس توقعات الصحف الشعبية في اسرائيل!!!



#أحمد_ابو_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد ابو حسين - الكذب و" ثورة الثلثين"...