أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نشأت المصري - عندما تتعانق القمم














المزيد.....


عندما تتعانق القمم


نشأت المصري

الحوار المتمدن-العدد: 3224 - 2010 / 12 / 23 - 22:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقول سفر أيوب ( فاسأل البهائم فتعلمك و طيور السماء فتخبرك (اي 12 : 7)) من هذه الآية يطالبنا الوحي الإلهي بالتأمل في الممالك المحكومة بقوة الطبيعة والتي لا يتدخل العلم البشري في مجريات حياتها الطبيعية, من هذه الممالك مملكة الحيوان والنبات والقوة الخارقة للطبيعة الكونية.
ومن خلال التأمل في هذه الممالك نجد أنه هناك أنواع في هذه الممالك تعتبر قمم, سواء في القوة أو في حجم الجسم أو العدد, وهناك أنواع أخرى تحتمي بالحكمة والفطنة والذكاء.
فعندما تتعانق القمم القوية وذوات الحجم الكبير تتحمل باقي الأنواع خسائر فادحة في الأرواح والمخزون الاستراتيجي لها, فلو على سبيل المثال تعانقت الأفيال فتباد جحور النمل من تحت أقدامها, وتهرب الطيور تاركة أعشاشها وصغارها, وتهرب الجرذان وتكون خسائرها فادحة.
وهذا التعانق سواء كان عدواني أو تعانق سلمي يهدف إلى التزاوج مثلاً, وفي البحار أيضاً عندما تلتقي القروش وتتعانق لا يمكن لأي كائن مهما كان ان يتواجد في أماكن تعانقها وألا يصبح ضحية حتى لو كان الإنسان بكل ما يملك من قدرات تفوق كل قدرات الحيوانات مجتمعة.
ومن خلال ما سبق نجد أن تعانق القمم الحبي او العدواني ضحاياه دائما من الشعب المسالم الذي وهب نفسه لهؤلاء القمم,وتبع تعليمهم وتعليماتهم, فتجد الحروب والإرهاب والنيران المستعرة في كل مكان, كلها وبدون استثناء نواتج لعراك القمم المتولين على هذه الشعوب, أو نواتج تحابب بين قمة وأخرى متناسين احتياجات الشعوب تبعهم فينتج أيضاً مالا يحمد عقباه.

ففي الآونة الأخيرة رأينا اختلاف واضح بين قيادات الكنيسة والحكومة وهذا التناغم كان له مغزى واضح من الحكومة وهو السيطرة على فكر العالم المتأسلم في الشارع المصري بتمثيلية الضغط على الأقباط في مصر بصور عديدة منها:
• حادث العمرانية الشهير
• سقوط جميع الأقباط في تمثيلية الانتخابات البرلمانية
• المظاهرات الإسلامية ضد رموز الكنيسة في كل يوم جمعة على مدى أشهر عدة.
• التلاعب بحكم المحكمة الإدارية العليا لتفجير قضية الزواج الثاني للمطلقين مرة اخرى.
• تعيين بعض المسيحيين في البرلمان من اللذين لهم تاريخ مسيء للمسيحية والمسيحيين.
• مداومة أسلمة وخطف الفتيات المسيحيات.
• تهديدات القاعدة أو ما يسمى بدولة المسلمين في العراق.
كلها تناغمات الهدف منها طمأنة الشارع المتأسلم لفكر الحزب الحاكم الممنهج مطابقاً للفكر التكفيري الوهابي لإرضاء غرور المتأسلمين في الشارع المصري, فينصاعوا وراء الحزب الوطني في الانتخابات البرلمانية تاركين كل التيارات خلفهم حتى التيار الإخواني, فكانت ضربة المعلم والفوز الساحق للحزب الوطني الوهابي.
وفي كل ما سبق كان الضحية الإنسان المسيحي المسالم الذي صدق قيادات الحكومة بأنهم سيسمحون له ببناء كنيسة في العمرانية , فكانت المفاجأة حيث دهست أحلامهم تحت أقدام المسئولين والشرطة الخاضعة لقيادة الحزب الحاكم, والجميع ضحايا سواء أفراد الأمن أو حتى قيادات الأمن ومعهم المسلمين المعتدلين لأنهم يتحملون ذنوب ليس لهم بها شأن, وأيضاً يتحملها الشعب القبطي المقهور بين حجري الرحى, والنتيجة كما في كل مرة ضحايا قتلى ومعتقلين مسيحيين.

وبعد ما تم المراد لا داعي للعناق العدواني , فيتم استبداله بعناق أخر حبي ودي كما يسميه البعض, فكان اللقاء المرتقب بين القيادة السياسية والكنسية لتهدئة الأوضاع المشتعلة وكأن الأقباط هم من حملوا مشاعل اللهب وأشعلوا الأوضاع المصرية, وكأن الأقباط هم من سعوا لغلق جوامع المسلمين ومنع مآذنها لتعلوا في أعالي السماء , وكأن الأقباط يشكلون تنظيم سري يستهدف المسلمين في كل أمكنتهم.

تعانقتم على ماذا:
• هل تم محاسبة من أصدر أمر بقتل القبطيين في العمرانية.
• هل تم محاسبة من تلاعب بترخيص الكنيسة ليجعل من المسيحيين العزل إرهابيين ضد الحكومة وحزبها الحاكم, في فكر الشارع المسلم.
• هل تم التعويض لكل أعمال العنف ضد المسيحيين وممتلكاتهم.
• هل تم الحكم في قضية نجع حمادي.
• هل تم إيقاف نزيف الدم القبطي في قضية بارومي بتجلي الحقيقة ولا غير الحقيقة,
• هل تم إصدار قانون بناء دور العبادة الموحد.
• هل تم تطبيق المواطنة كما يجب أن تكون بجعل المسيحي مسيحي في الكنيسة والمسلم مسلم في الجامع فقط والكل أمام القانون مصريون.
• هل تم إصدار قانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين.
• هل تم إلغاء المادة الثانية من الدستور المصري.
• هل ... وهل ... وهل ... وأنا لا أضع علامات استفهام لأن أوضاع الأقباط لن تحلها أسئلتنا.

ولأن تسوية الوضع القبطي مازالت مرهونة لأوضاع ملتهبة, فلماذا إذا انفراج السرائر بالرضا والانبساط من تعانق قمم لا يشبع ولا يغني عن جوع؟.
وعندما يكون هناك تصحيح لأوضاع الأقباط سوف نقول أن تعانقكم أعطى ثماره, ولكن ما زال الصغار يدفعون ثمن تعانق القمم.



#نشأت_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوز الوطني وسقوط الإخوان
- الكنيسة ليست منبر إنتخابي
- ذئب المعهد الأزهري
- تحية لموقع الحوار المتمدن
- المهنية وإعلاء قيمة الفرد
- لماذا تضربني
- انتهى الدرس يا غبي!!
- رؤية مقلوبة للواقع الأليم
- الظهرات السماوية في الكتاب المقدس
- القومية المصرية أولى
- التعصب لغة عربية إسلامية
- الله يريدنا عقلاء
- قوموا الايادي المسترخية و الركب المخلعة
- هل تشعر كمصري بأنك غالى على وطنك؟
- أسماك النيل مصابة بالديدان
- النقد محبة إيجابية
- جمهورية مصر القبطية
- مصر الإسلامية الوهابية
- رسالة إلى قداسة البابا والمجمع المقدس
- المذنب رائد الملكوت


المزيد.....




- بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران ...
- 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- 40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- تفاصيل قانون تمليك اليهود في الضفة
- حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق ...
- أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة ...
- لأول مرة خارج المسجد الحرام.. السعودية تعرض كسوة الكعبة في م ...
- فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب ...
- ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال ...
- الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نشأت المصري - عندما تتعانق القمم