أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - يوحنا بيداويد - رسالة من قيثارة اور السومرية الى الحكومة العراقية الجديدة














المزيد.....

رسالة من قيثارة اور السومرية الى الحكومة العراقية الجديدة


يوحنا بيداويد

الحوار المتمدن-العدد: 3224 - 2010 / 12 / 23 - 18:43
المحور: حقوق الانسان
    


سيدي الرئيس الوزراء واعضاء الحكومة الجديدة وجميع ابناء الرافدين الكرام
تحية لكم من جدتكم قيثارة السومرية الاثرية القابعة في متحف العراقي

في عصر تتبارى الامم والدول في اقامة ذكريات ولادة عباقرتها وعظمائها بعد مرور مئة سنة او ربع قرن او غيرها ، وفي وقت تتفاخر الدول بإبداعات ابنائها الفكرية من ادبائها وكتابها وموسيقيها ورساميها وفلاسفتها وعلمائها وشعَرائها وفناني التمثيل والمسرح والرياضيين وغيرهم ، احفادنا في بلاد ما بين النهرين يقرون منع انتشار نورالمعرفة والتذوق الجمالي في الرسومات بيكاسو والشعور بالنشوة في سماع قصيدة الشعرية من قصائد المتنبي او ابو نؤاس اواغنية من اغاني فيروز الصباحية او الافتخار في حل معضلة فكرية او طرح نظرية فلسفية جديدة او اكتشاف مضاد حيوي مثل اكتشاف انسولين جديد يقضي على مرض سرطان او قصة رائعة مثل قصة الجريمة والعقاب او الاخوة الاعداء للكاتب الخالد دوستويفسكي، او ايجاد علاج جديد للامراض النفسية غير معتمد على اقوال عبقرية فرويد او تلميذه يونغ في تحليل النفسي.

في عصر تتصارع فيه الامم والحضارات في تكبير شأنها بتاريخ معركة صغيرة او حادثة بسيطة مرت في بلدانها لاجل تضخيم احقيتها ( الانسان الثلجي) او مكانتها بين الامم الاخرى. نرى ان السياسيين من ابنائنا يفضلون مسح كل ما انجزناه في التاريخ وتركناه لكم ارثاً حينما كانت الامم الحديثة تعيش في عصر البربرية وقانون الغابة سائداُ. فما اقبح ان ينسلخ الانسان من جنسه او عرقه و ينكر الابن فضل اجداده او ينكر او ينبذ اثارهم وانجازاتهم العظيمة.


هل تعلمون يا اولادي قسم منكم يجهلون الكثير عن انفسهم من هم ،اصلهم ،تاريخهم ، حتى تاريخ حضارة وادي الرافدين الذي هو اكثرة ثروة من نفطكم الذي يسرقوه السياسيين الانتهازيين والعملاء والجيران والمحتلين. لم أعـُد افهم اساس قراراتكم بالسير عكس عقارب زمن التاريخ، فالتاريخ لا يجري وفق ظواهر الطبيعة وتأثيراتها فقط وانما تحت تاثير المنطق العقلي وانجازاته المتجسدة عمليا في التطبيقات العلمية، انظروا فقط الى تطبيقات العملية لاختراعات مكتشف المصباح الكهربائي توماس اديسن.

اولادي الصغار هل تعلمون جدكم كلكامش كتب اخصب قصة في تاريخ الانسانية كله ودون فيها فكرة السموات والالهة وقوة الخير والشر قبل كل الامم ، هل تعلمون جدكم حمورابي وَحد بلاد الرافدين كله تحت سلطته وكَتب الشريعة الانسانية في التاريخ مكتوبة تعالج جميع مشاكل الاجتماعية في ذلك العصر وهي لا زالت احد المصادر الرئيسية في شرائعكم. هل تعلمون في هذه الايام الجامعات الغربية وبالاخص الامريكية تتبارى في تقديم براهين اجدادكم في علم الهندسة حتى نظرية فيتاغورس المسجلة بإسم العالم الاغريقي (؟؟) والتي تعد احدى البديهيات في عصركم هي من انجازات الفكرية لاجدادكم .

اولادي لا ان اريد اطيل عليك بسرد انجازات اجدادكم ،خلال سبعة الالاف سنة وحضارتهم العريقة والتي استقت منها كل الامم والشعوب، ولست حزينة على اي شيء سوى على قراركم بدفن الحان واشجان التي عزفتها اوتاري التي لا زال صداها يأتي في فضاء بلاد ما بين النهرين، ولست حزينة الا على النكبة المشينة التي يشنها البعض منكم على كل من يعيد اصوات الحاني في المقاهي والاذاعات والتلفزيون وبالاخص في المهرجانات.

اولادي انكم بنبذكم للعلوم والفنون والموسيقي تختارون الموت والقبر والاندثار، هذه ليست مشيئة الهكم الذي كان الهنا وان كنا لا نعرفه، لانه الخالق واحد مهما تغير الزمن والعصر والمكان. منعكم لتصدح صوت اوتاري في قاعة مهرجان مدينتي العظيمة بابل كانت جريمة اكبر من قتل انسان نفسها لانها تعني قتل حضارة وفكر وفن ، هي عملية قطع الماضي عن الحاضر، وانتم تعلمون جيدا اي حاضر فاسدا تعيشونه واي ظلم جور تقومون به على الضعفاء والمسالمين بينكم.

القيثارة السومرية



#يوحنا_بيداويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نجحت عملية تصدير الثورة الاسلامية في ايران الى العراق؟!
- الفكرة جيدة لكن تحتاج الى الكثير
- الاتحاد الكلداني الاسترالي يقيم حفلة عشاء على شرف البروفيسور ...
- اخيرا بغداد امارة طلبانية!!
- حديث الصعاليك في زمن مجازر شعبهم !!
- تقرير عن مسيرة شهداء كنيسة سيدة النجاة في مدينة ملبورن
- من يصدق ان انبياء الالفية الثالثة هم ارهابيين؟؟!!
- القديس انسليم اول لاهوتي عقلاني
- الحوار المتمدن شعلة تقود العرب والامم الشرقية الى معرفة الحق ...
- الله في فكر الفيلسوف الهولندي باروك سبينوزا
- ايهما افضل الاخلاق والضمير ام القانون والعدالة في حماية المج ...
- من كمب كنكال في تركيا الى مائدة وزير الهجرة
- اللعنة عليكم ايها السياسيون العراقيون غير الوطنيين!
- دراسة قصيرة عن الديانة المانوية
- الفيلسوف اليهودي فيلون الاسكندري 20 ق م – 50 م
- تقرير عن محاضرة يوحنا بيداويد عن مذابح الدولة العثمانية ضد ا ...
- الحماية الدولية المؤقتة هو الحل الامثل لشعبنا
- السيد علي اللامي يريد حرق العراق من جديد؟
- مفهوم الخير والشر حسب اللاهوت المسيحي - الجزء الثاني
- هكذا تكلم زرادشت وهكذا تكلم المسيح !!


المزيد.....




- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - يوحنا بيداويد - رسالة من قيثارة اور السومرية الى الحكومة العراقية الجديدة