|
نص إدانته ورده عليها ! المفكر الإسلامي جمال البنا يلقي حجراً في بركة الفكر الآسنة
أشرف عبد القادر
الحوار المتمدن-العدد: 966 - 2004 / 9 / 24 - 12:36
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
منذ أن تعرفت على الأستاذ جمال البنا وتربطني به علاقة حميمة فهو أستاذي وصديقي في آن، وبما إنني كنت في مصر أقضي أجازتي السنوية(شهر يوليو وأغسطس) بين أهلي وأولادي إتصلت به كي أطمئن عليه وعلي صحته وأعرفة بأنني في أجازة في مصر ، وكعادته رحب بي تليفونياً وقال لي: أين أنت يا ابني؟ المعركة علي أشدها تعالي يا إبني فهناك مادة دسمة للنشر. فقلت له أتابع هذه المعركة على صفحات كاملة من جريدة "نهضة مصر" وغيرها من الجرائد والمجلات فلقد ألقيت بحجراً في بركة الفكر الآسنة. فقال: لم ألقي بحجراً بل ألقيت بدبشة (حجر كبير) في المياه الراكدة المتعفنة. وحددت معه ميعاد والتقيت به وأهداني الكتاب سبب الأزمة، وشرح لي أصل الحكاية، من أنها زوبعة جديدة لكتاب قديم، والكتاب هو"مسئولية فشل الدولة الإسلامية"ومع أن الكتاب نشر في العام 1994 وهو عبارة عن مجموعة من الأبحاث ناقش فيها المفكر الإسلامي المستنير جمال البنا في الفصل المعنون بـ"بين التقوقع والتمييع" مسألة الزي الخاصة بالمرأة المسلمة ورأي أنه يمكن أن تستعيض المرأة عن الحجاب بالقبعة، إذا كان الحجاب يسبب لها حرجاً في البلاد الأوربية والغربية، وحجته في ذلك أن الهدف هو الحشمة وعدم العري، فإذا تحقق الهدف بالحجاب أو القبعة فأهلاً وسهلاً ، كما تعرض أيضاً للمشكلة الجنسية التي تعترض المغتربين في البلاد الغربية، فوجد أن زواج المتعة بديل شرعي لـ"البوي فرند" إذ يقول أن الإسلام ينفي الحرج عن المسلمين ما أمكن وذلك لأنه يعتبر التيسير أصلاً من أصوله وهو يعترف بالضعف البشري ولا يفترض في المؤمنين العصمة، كما أضاف ورغم أن الكتاب قديم إلا أن مواطناً من أهل دسوق قرأه واستفزه، فقدم الكتاب إلى قسم الشرطة، ليتم ترحيل المتهم "الكتاب" وسط حراسة مشددة إلى القاهرة، متهمين مؤلفه بالخروج عن الملة ليتم تحويله إلى الأزهر باعتباره جهة الإختصاص وفقاً للقانون، ليصدر فيه الفتوى التي أغضبت جمال البنا وكل المبدعين باعتبارها حجراً على الفكر، واستمرت جلسات المحاكمة ، وبعد المداولة أصدر الأزهر علي لسان د. أحمد حسن غنيم ـ الأستاذ بكلية أصول الدين والدعوة فرع أسيوط ـ بعدم التصريح للكتاب بالطبع والنشر حفاظاً على العقيدة الإسلامية الصحيحة ... هذه هي قصة الأزمة الفكرية الجارية الآن في مصر، وقد سلمني الأستاذ البنا صورة من نص الإدانة ورده عليها أردت أن أنشرها ليقرأها الجميع ، ثم أجريت معه حديث خاص عن هذه الأزمة وسأنشره بمجرد أن انتهي منه. وإليكم نص الإدانة والرد:
بسم الله الرحمن الرحيم مجمع البحوث الإسلامية الإدارة العامة لشئون مجلس المجمع ولجانه كتاب بعنوان ( مسئولية فشل الدولة الإسلامية) تأليف / جمال البنا ، وارد مركز شرطة دسوق (كفر الشيخ) وقد فحصه الأستاذ الدكتور/ أحمد حسن غنيم ـ الأستاذ بكلية أصول الدين والدعوة _ جامعة الأزهر ـ فرع أسيوط. والمؤلف يذكر قضية الزي الخاص بالمرأة المسلمة التي عليها أن تلتزم معه بآداب الحشمة الإسلامية، وهذا لا يعني بالضرورة التمسك بالحجاب المألوف، وإذا أرادت أن تستر شعرها فيمكن أن ترتدي قبعة تحقق المطلوب، كما يذكر المؤلف أنه يبيح زواج المتعة للمسلم المقيم في البلاد الأجنبية نظراً لحاجته في تلك البلاد ويستشهد على ذلك بأقوال غريبة لا أساس لها من الصحة، بالإضافة إلى بعض الانتقادات والمآخذ الأخرى التي أخذها الفاحص على الكتاب. وقد رأي سيادته: عدم التصريح للكتاب بالطبع والنشر حفاظاً على العقيدة الإسلامية الصحيحة .
هذا هو الفرمان الذي صدر بخصوص كتاب "مسئولية فشل الدولة الإسلامية " فرد الأستاذ البنا بالآتي:
القاهرة في 21 / 8 / 2004 السيد الأستاذ تحية طيبة وبعد أرسل إليكم مع هذا صورة من الفاكس الذي أرسله إلى مجمع البحوث الإسلامية والمتضمن بالتوصية بعدم التصريح بطبع وتوزيع كتاب "مسئولية فشل الدولة الإسلامية في العصر الحديث وبحوث أخرى" كما أرسل إليكم نسخة من ردي على هذا الفاكس وقد أرسلت اليوم بالبريد المسجل إلى المجمع نسخة من كتبي الآتية (1) الإسلام كما تقدمه دعوة الإحياء (2) نحو فقه جديد (3) تفسير القرآن الكريم بين القدامي والمحدثين (4) تثوير القرآن (5) المرأة المسلمة بين تحرير القرآن وتقييد الفقهاء (6) الحجاب (7) التعددية في مجتمع إسلامي (8) الإسلام وحرية الفكر كنوع من التحدي لسلطة المجمع على تقديم مثل هذه المؤلفات والحكم عليها وكذلك باعتبارها أول خطوة في معركة تحرير الفكر من رقابة المجمع التي أصبحت سيفاً مسلطاً على حرية الفكر الأدبي والفني والإسلامي ولجعل سلطة المجمع مقصورة على مراجعة طبع المصحف الشريف حتى لا يحدث فيه تحريف أما الدفاع عن العقيدة فإن من بين المسلمين من هم أكثر غيرة وقدرة على ذلك من أعضاء المجلس الذين يتحركون بحكم الوظيفة فضلاً عن أن الدفاع عن العقيدة لا يكون بالرقابة أو المصادرة. وإني لآمل مشاركتكم الجادة في هذه المعركة التي تحمي الفكر من الإفتيات عليه وتحقيق حرية الفكر والتعبير التي تنص عليها المواثيق الدولية عن حقوق الإنسان. وتقبلوا تمنيات جمال البنا
أما رده علة مجمع البحوث الإسلامية فهو:
القاهرة في 21 / 8 / 2004 فضيلة الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية ألقي إلي فاكس عن كتابي يفيد أن المجمع حول كتابي "مسئولية فشل الدولة الإسلامية وبحوث أخري" إلى أحد المشتغلين في التدريس في جامعة الأزهر فرع أسيوط لفحصه. ويبدو أنه لم يقرأ من الكتاب سوى فصل واحد من عشرة فصول وهو الفصل الخاص بالأقليات الإسلامية في المجتمعات الأوربية ولم يقرأ في هذا الفصل أيضاً سوى نبذات منها أن المرأة المسلمة إذا استشعرت حرجاً من كشف شعرها فيمكن أن تغطيه بقبعة ومنها أن الحل الوحيد لمشكلة الغريزة الجنسية في هذه المجتمعات هو الزواج المحدد المدة الذي يطلق عليه في الفقه الإسلامي نكاح المتعة لأن هذا الزواج يحول دون ارتكابهم للزنا أو تورطهم بالزواج من أجنبية يكون عليه أن يرتبط بها طول الحياة وإذا حدث خلاف ووقع طلاق يكون من حق المرأة أن تستحوز على نصف ثروته فضلاً على أن هذا الزواج ليس ميسراً ومعروف أن زواج المتعة قد أحله الرسول ثم اختلف في تحريمه حتى حرمه عمر بن الخطاب عندما قال:"متعتان كانتا على عهد رسول الله وأنا أحرمهما ،متعة النساء ومتعة الحج"، وحقق الكتاب هذه النقطة وقال إن هذا الزواج على أنه أسوأ الأحوال أفضل من الزنا. ولكن الفاحص قال إني "يستشهد علي أقوله بأقوال غريبة ولا أساس لها من الصحة". وينتهي الفاكس (وقد رأي "سيادته" (كذا) عدم التصريح للكتاب بالطبع والنشر، حفاظاً على العقيدة الإسلامية الصحيحة). نقول إن هذا منطق مرفوض تماماً ، وأن "سيادته" لا يملك لا هو ولا أي مخلوق آخر وصاية على الفكر لأن القرآن الكريم قرر حرية الفكر والاعتقاد صراحة عندما جرد الرسول وهو حامل الرسالة من أي سلطة على الناس فليس هو جبارا ولا حفيظاً ولا حسيبا ولا حتى وكيلا على الناس، وإنما عليه أن يبلغ الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" و "من اهتدي فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فعليها". وهذا المبدأ الحكيم الذي يجعل الرسل أنفسهم دعاة لا قضاة أرسي حرية الفكر والاعتقاد وهي الحرية التي حاربت أوربا قروناً حتى نالتها فثبتتها في دساتيرها كما ضمنتها المواثيق الدولية كالإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي صدقت عليه مصر بل وشاركت في وضعه. لقد رأيت رداً على هذا الإجراء من المجمع أن أرسل كتبنا الأخيرة (ثمانية) ليكون المجمع بين أمرين إما أن يعيد النظر في هذه المهمة الرقابية البغيضة وإما أن يقول رأيه في كل كتاب من هذه الكتب ويرد عليها بالحجة والبرهان. وهناك أمر آخر هو أن من حقي أن أطلع على الحيثيات التي بني عليها "سيادته" أقواله ففي كل العالم يخطر المتهم بتفاصيل الاتهام الموجه إليه فأرجو إرسالها بالطريقة نفسها التي أرسلتم إخطاركم أي بالفاكس. والسلام على من اتبع الهدي. جمال البنا (يتبع) [email protected]
#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أقباط مصر ليسوا عورة !
-
القدوة الحسنة
-
مصر : حكومة الفرصة الأخيرة والرئيس المنتظر
-
حرب الظلاميين الفيروسية ضد المسلمين المستنيرين
-
إذا وصلوا إلى الحكم: ماذا سيفعل الإخوان بأقباط مصر..؟
-
التجربة التونسية رائدة في مكافحة الفقر
-
تعليق علي : -الحملة اللاأخلاقية الظالمة- ضد رمز -الاعتدال وا
...
-
المأزق العربي العرب في مواجهة الاستراتيجية الأمريكية الجديدة
-
مؤتمر -الحداثة والحداثة العربية- خطوة على طريق الحداثة
-
زعيم ثورة الفاتح والفتح الجديد
-
شافعي مصر المستشار محمد سعيد العشماوي مرشح للاغتيال
-
نداء عاجل للرئيس مبارك لحماية المستشار محمد سعيد العشماوي ال
...
-
أسباب عدم قيام حوار عربي – عربي ناجح
-
المرأة لعبة المتأسلمين
-
الحجاب وحجب العقل
-
الحجاب والإسترينج
-
هل تكره فرنسا الإسلام والمسلمين؟!
-
مشكلة المتأسلمين مع شيخ الأزهر ليست في الحجاب بل في تصفية ال
...
-
رداً على واصف منصور: الأمية ليست فضيلة بل رذيلة وأمة اقرأ لا
...
-
د. سيد القمني في حديث غني - إصلاح الإسلام فرض وواجب حتى لا ن
...
المزيد.....
-
تسفي كوغان: الإمارات تقبض على 3 أوزبكيين بتهمة قتل الحاخام ا
...
-
في رحلة لعالم الروحانيات.. وزان المغربية تستضيف الملتقى الدو
...
-
ثبت تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات وعرب سات
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 Toyor Aljanah نايل سات وعرب
...
-
اللواء باقري: القوة البحرية هي المحرك الأساس للوحدة بين ايرا
...
-
الإمارات تكشف هوية مرتكبي جريمة قتل الحاخام اليهودي
-
المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
-
أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال
...
-
كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة
...
-
قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|