أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - نعم، قدرُنا واحد!














المزيد.....

نعم، قدرُنا واحد!


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 3223 - 2010 / 12 / 22 - 19:33
المحور: حقوق الانسان
    


المصري اليوم. مخبزٌ تعلوه يافطةٌ مكتوبٌ عليها: "خُبز الإخلاص، حسن ومرقص". ثم يأتي بعضُ مشوهي الروح يضربون اليافطةَ، ويُسقطونها أرضًا، فيدخل صوتٌ نسائيٌّ عذبٌ يغنّي: "قلبي وجعني." تلك اليافطةُ المستهدَفةُ، تحملُ حدوتةَ وجع مصر كاملة. "الخبزُ"، نسميه بالمصري "العيش"، لأنه الحياة. "الإخلاص"، هو التحابُّ والمواطَنة. "حسن ومرقص"، هما مصر. وأما الفتاةُ التي تشدو، فهي صوتُ مصرَ الحزينة، الموجوع قلبُها، مما نفعله، نحن أطفالُها، في بعضنا البعض. سقوطُ اليافطة وتحطّمُها، يعني تحلّلَ مصر وانهيارَها. لا قدَّرَ اللهُ، ولا سمح.
جماعةٌ من شباب مصر الجميل، صنعوا كليب، وبثوه على You tube. عنوانُه: "قل لهم إنك معايا". كلمات: رمزي بشارة، ألحان: سامح عبيد، توزيع: جورج رمزي، غناء: إيريني أبو جابر، وإخراج: فادي نشأت. على خلفية من مشاهد فيلم: حسن ومرقص. هنا: http://www.youtube.com/watch?v=XbJMOLTkTgg&feature=player_embedded
"قد إيه قلبي وجعني/ لما أخدوا مني ولدي/ يا عدرا دانتي أم/ يعني/ دُقتي همّي ودمع خدي/ آه يا وجعي يا مراري/ يا إلهي/ طفّي ناري/ مش باقول هاخد بتاري/ بس عدلك هو قصدي/ نفسي بنتي لما تخرج/ تيجي تاني بالسلامة/ وأبقى مش خايفة عليها/ م المشاكل والمخاطر/ نفسي أي وشوش حزينة/ تلقى تاني الابتسامة/ نفسي للعِشرة اللي بيننا/ نبقى نعمل ألف خاطر/ مدّ إيدك يا رجايا/ ياللي بيك كل الحماية/ قل لهم إنك معايا/ أصلهم فاكرني وحدي/ إيه اللي يمنع نبقى واحد/ رغم أي فروق في ديننا/ ياللا إيدك ويّا إيدي/ نحطّ للكراهية آخر/ إفهموا ده الله محبة/ زي ما هو رحمن وغافر/ قولوا للظالم كفاية/ ذنبهم إيه الضحايا/ باطِّحِن تحت الرحايا/ يا إلهي خُدْ بيدي." ثم يختتمون الكليب الجميل بالآية 82 من سورة "المائدة": "وَلَتَجدنَّ أقربَهم مودَّةً للذِين آمنوا الذِين قالوا إنَّا نَصارى، ذلك بِأنَّ منهم قِسِّيسين ورُهبانًا وأَنهم لا يستكبرون." ثم عادل إمام/ حسن، وهو يقول: "قلوبنا المنكسرة لا تخذلها يا رب. ارحمْنا، واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضًا للمذنبين إلينا." ثم يأتي العظيم عمر الشريف/ مرقص، ليقول: "اللهم ألِّفْ بين قلوبنا. وأصلحْ ذاتَ بيننا. وأهدِنا سُبُلَ السلام. ونجّنا من الظلمات إلى النور." ثم يلتقي المصريان: حسن ومرقص. ويسأل مرقص: "هانروح على فين يا شيخ حسن؟" فيجيب بيأس وحيرة: "والله منا عارف يا مرقص!" ثم يضع كلاهما يده في يد أخيه ويقولان في تصميم: "الظاهر إن قدرنا واحد."
هؤلاء الشباب الذين صنعوا هذا الكليب الزكّيّ الذكيّ، ربما من أبناء الثمانينيات أو التسعينيات، زمن توهّج المدّ السلفي الوهابي في مصرَ، الذي خرَّب فطرتها الطيبة. يعني لم يشهدوا عصرًا أجملَ لم يكن فيه للعقيدة دخلٌ بالمحبة والمواطَنة. لو كانوا أكبر قليلاً، لأضافوا لعبارة: "إيه اللي يمنع نبقى واحد/ رغم أي فروق في ديننا"، عبارةً تقول: "زي ما أهالينا كانوا." أنا لحقتُ شطرًا من ذاك الزمن الجميل. كبرتُ في مدرسة قبطية، ولم أسمع طوال سنوات طفولتي وصباي عبارات مثل: مسيحي ومسلم، دينك وديني، ولا مصطلحات دخيلة، مثل: "الوحدة الوطنية، عنصري الأمة". تلك مستورداتٌ هبَّتْ علينا مع عواصف الرمال. فلماذا نفتح للغبار عيوننا حتى أعمانا؟!
نعم قدرُنا واحد. وعلينا مواجهةُ مصير واحد يُنذرُ بالويل. الجوعُ والفقرُ والأوبئةُ والفسادُ والبطالة والماءُ المسرطن، جُماعُ ما سبق وأكثر، هو العدو الواحدُ الذي علينا مواجهته مسلمين ومسيحيين. بدل أن نفتتُ بعضُنا البعض! الحبُّ سهلٌ جدًّا، مثلما الكراهيةُ صعبةٌ ومُرّةٌ وقبيحة. الحبُّ هو الذي يفصلنا عن الهمج والحوشيين والأجلاف. مَن تعلّم أن يحبَّ اللهَ، لابد أن يتعلم كيف يحبُّ صنعَ الله. وكلُّ البشر صنعُ الله. كتب الصديق د. أيمن حامد تعليقًا على أحد مقالاتي يقول: "كنّا: حسن ومرقص وكوهين. وصرنا الآن: حسن ومرقص. ونرجو ألا يأتي يومٌ نكون فيه: حسن!" هل نسعى حقًّا إلى ذلك اليوم، لكي نُبكي مصرَ أكثر؟



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بطلوا اإفترا بالتي هي أحسن!!
- الشعبُ، يدُ الحكومةِ الباطشةُ
- السوبر غاندي-آينشتين
- فلنعدْ للخطّ الهمايوني، إلا قليلا
- إنها دارُ عبادة يا ناس!
- بِدّي خبِّركم قصة صغيرة
- غاضباتٌ وغاضبون
- أنيس منصور، حنانيك!
- «أغنية إلى النهار» للشاعر المصري السمّاح عبدالله تحيي المسرح ...
- أحمد عبد الفتاح، الفنانُ المَنسيّ
- القتلُ الرحيم
- الزمن الأخير، اللعبةُ على نحوها الصحيح
- حبيبتان، من مصر!
- الأحدبُ في مصعد العمارة
- لستُ إرهابيًّا، بل مريضٌ بالجمال
- في صالون الرئيس مبارك
- ولاد العمّ- دراما تنتصر لكل ما هو إسرائيلي، ضد كل ما هو مصري ...
- تخليص الشباب، في تلخيص الكتاب
- رغم إن اللصَّ مازال طليقًا! شكرًا وزارة الداخلية
- آسف على الإزعاج- مضطرون أن نعيش الحُلمَ مادام الواقعُ مُرًّا


المزيد.....




- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...
- أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه ...
- أوبزرفر: اعتقال نتنياهو وغالانت اختبار خطير للمجتمع الدولي
- -وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس ...
- الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل
- بورل: أندد بالقرار الذي اعتمده الكنيست الاسرائيلي حول وكالة ...
- بوريل: اعتقال نتنياهو وغالانت ليس اختياريا
- قصف الاحتلال يقتل 4 آلاف جنين وألف عينة إخصاب
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - نعم، قدرُنا واحد!