أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - أور ..رباعيات الخيام وممثلات هوليوود..!














المزيد.....

أور ..رباعيات الخيام وممثلات هوليوود..!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 3223 - 2010 / 12 / 22 - 13:44
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


1
يوم قررت الألهة ان تشارك البشر شهواتهم عن طريق طقوس الغرام والفتاوى ، سكن الأناث هاجس التمرد عندما شعرن أن انوثتهن ليست فقط مثار رغبة الرجال بل الآلهة ايضا ، ولهذا ولدت هواجس جديدة في الحياة الارضية وكتبت اساطير وقصائد وحكايات واغاني تتحدث عن مواسم تقدم فيها بعض الشعوب اضاحيها من النساء تلبية لشبق الهي بممارسة الغرام معهن .
وبفضل علم الميثلوجيا والدراسات التاريخية والانثروبولجية والسايكولوجية اكتشف العلماء ليس هناك آلهة من يود ممارسة هذا الغرام لانها اصلا غير موجودة .بل كانت تلك الاضاحي تذهب الى احضان الكهنة والعرافين وهم زمرة من المخادعين الذين يتخذون من الاله طريقا وعبرا لاستغلال البشر واشباع نزواتهم ، وأن الهة الماء والشمس والرعد والريح وغيرها لاتملك اعضاء ذكورية حتى تمارس الغرام .بل كانت مجرد قوى حسية غيبية لم تظهر بصورة مادية في يوم ما .....!
وبالرغم من هذا .عاشت البشرية وهي تصنع معجزتها الادبية والابداعية على هكذا هواجس كما في الشعر والحكاية والرسم والاغاني ، وبهذا يكون هذا الخداع والوهم والدجل صاحب فضل في تطوير المنتج الانساني وتطوره وكنا في مراهقة النشوء الابداعي والكتابي نتخيل ان تلك الغيبيات وحدها من تصنع معجزة القصيدة والامنية والاستمناء السريع ومنها غرفنا خزين المشاهد والمخيلة وكتبنا القصائد والخواطر ورسائل الحب ومحاضر السياسة ومواضيع الانشاء المدرسي ...
من اول دمية طين اتخذها الانسان الهةً ..والى آخر رمش يغازل مخيلتي في ماسنجر الهوتميل والياهو والفيس بوك عاشت الارض عصورا من المتغيرات واظن ان احلى مافيها كان هذا التنوع الذهني العجيب الذي صنع رحلة جلجامش وسفينة نوح وحوت يونس وغار حراء وكبرياء المتنبي ودمعة قيصر في عيون مغتاليه ولحية ماركس وطقس الفراش الملحد بين سارتر وسيمون دي بوفار ..والوهم الوثني لعولمة الدبابات وهي تصنع من المفخخات الارهابية لقتل الاطفال والأبرياء والشرة الوطنية حجة لتولد هي وكواتم الصوت في البلاد التي قررت فيها الالهة ان تشارك البشر شهواتهم عن طريق طقوس الغرام والفتاوي...
هذه مقدمة لهاجس بسيط يتوسم في دمعته رغبة استعادة البوما من ذكريات ما كان ...معتبرا أن ما يحدث الان لايمت بصلة لما كان ..فالهجين في المشهد لاينبئك ان ما يحدث اليوم هو وليد الامس إلا بشعور عام يقول :أن ما نحصل عليه اليوم مزروعا في امس الحاكم وطغيانه ...
انا هنا مللت من الحاكم ومن طغيانه ومن الاتكاء على ارائك الامس لنعالج محنة ضمائرنا ..اريد لحظة تأملية مخادعة كما امس الاسطورة والتعميد .فقط لأشعر انني اصنع لحظة جميلة حتى لو كانت كاذبة ، لشعوري ان اللحظات المدهشة لاتصنعها سوى المعجزات ...!

2
تقع مدينة اور عند حافة تلال الرمل ، وقريبة بأمتار من مدينة هوليوود السينمائية واقصد القاعدة الامريكية العسكرية في مدينة اور التي حتما بعض جنودها وضباطها من سكنة هوليوود وبهذا وبفضل الموروث الحسي والروحي لازمنة الالهة تكون اور وهوليوود المصنوعة من الانتفاخ الشهي لصدور ممثلاتها واغراتهن الشهية متجاورتان بالجغرافية والهاجس والأذن الذي لايمكن لزائر مدينة اور حتى لو كان من ابناءها ليحصل عليه من الضابط الامريكي عندما يريد ان يزور مدينته ويعيد زمان الوصل في الاندلس مع اجداده واحبابه من سكان سلالة اور الثالثة ( ( كان ذلك قبل ان تسلم قاعدة الامام علي الجوية في اور الى القوات الوطنية من قبل جيش ( الأمريكي ) .وربما اليوم بمقدورك ان تزور اور انى تشاء..!))
كان سائق السيارة الفورد الخشبية التي تقل تلاميذ مدرسة الكاظمي الذاهبين بسفرة مدرسية الى منطقة اور الاثرية لايمل من وضع اغنية ام كلثوم ( رباعيات الخيام ) في مسجله البدائي الفيليبس الذي يحرص جيدا على وضع بطاريات جديدة له ليستمتع بالاغنية على مدى الساعة التي يستغرقها بالطريق الترابي بين الناصرية واور ، وكنت اكثر متعة منه وانا اتخيل الشاعر عمر الخيام وقد عرفت قصة جنون روحه من اخي الكبير الذي كان يحفظ رباعيات الخيام بترجمة احمد صافي النجفي كاملة ولم يكن يحبها بترجمة احمد شوقي..
مات أخي مبتلياً بهواء اليورانيوم الذي لوث هواء حروب العراق الكثيرة وظلت رباعيات الخيام تثير صدى رعشة الغرام في صدري كلما اتذكر لمعان عيون سائق سيارة الفورد وهو يخبيء بين عينيه شعاع امراة يعشقها لحظة سماعه الاغنية وكنت اشاهدها تتلوى عارية على وسادة اجفانه كما يتلوى الرمل في شهوة صيف الشمس.
رباعيات الخيام ورباعيات عينيك لم يبق منها سوى رباعيات الدمعة وجواز السفر وصعوبة تعليم ابنتي لهجة معدان جنوب القلب وهي تصر ان تلقي تحية الصباح في الألمانية ( كوتن تاك فادر ).
فأرد :صباح الخير ايتها الشموس البعيدة في اناشيد السفرات المدرسية ، صباح الخير ام كلثوم وانت تلوكين بحنجرة الغرام شهوة الخيام لجارية انسته الله وارقام حسابات الفلك وعطر فلسفة الروح .صباح الخير دمعة امي وافلام صوفيا لورين واغاني شامي كابور ومجلات الوطواط وحكايات بساط الريح السحري ومصباح علاء الدين وفانوس غرفتي الطينية...
أور هناك ...
أنا هنا ....
بين الهنا وهناك تتلوى عارية قبلة غرام ترتدي قميصا صينياً ، افتح ازاره زراً زراً ، وارفعه الى الاعلى كما ترتفع الاراجيح في شوق سريالية الاعياد لتمضي سيارة الفورد بعيدا الى ازمنة سلالات الاجداد ، تكشف لنا اساطيرها واحلامها ، ومثلنا تنظر شزرا لملازم من جيش هوليوود يوقع بغيض على ورقة تسمح لنا بأن نعيد ثانية سماع رباعيات الخيام على زقورتها ولكن هذه المرة نسمعها بدموعنا وليس بنشوة سائق السيارة الفورد.....!

3
في الحب تفترش الأوهام صناعة المشهد في ذروته القصوى ...
ولكن في تمني المدن البعيدة الذروة لن تتحقق ...لأن المستحيل الذي تصنعه الكواتم والحواسم والغنائم تجعلك تلوح بمنديلك للوطن من بعيد فقط........!

22 كانون اول 2010



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملائكة في سماء زولنكن (( Die Engel am Himmel Solingens ))
- نعيم عبد مهلهل ضيفا على الصالون الثقافي العالمي في تونس
- انا ودمعتي وباريس وعكد الهوى* ...............!
- الناصرية وعبد الرزاق الزهيري ..........!
- دار الجمل للطباعة والنشر ومحنة الأميرة البابلية ماري تيريز أ ...
- حوار مع المفكر الشيعي والمثير للجدل احمد القبانجي
- سرمد الطائي أدفع التعويض.واكتم كما الكاتم ....!
- العراقيون وإبراهيم تاتليس ......!
- نجاة الصغيرة ...هل يسمعها النواب في العراق ....!
- المندائيون في هجراتهم فوق الغيوم .........!
- الأجانب والمعدان ..المنصف الحقيقي
- الأهوار ( العطش بين قربة العباس ( ع ) .وبندقية عبد الله أوجل ...
- الناصرية بلد المليون عريف ........!
- فصل من رواية ( الشفاه تحرق الفلفل الأحمر)
- قمر لوركا ..قمر الناصرية ..قمر عينيك..!
- المطرب رعد الناصري رئيسا لوزراء العراق ....!
- شيء عن حضارة المجانين والقياصرة....!
- أيام الدشداشة* والخرخاشة* وسارتر ......!
- بَسْ ( أنتَ وحديقتكَ تصلحُ عطراً لأخلاقِِ هذه الأرضْ)..!
- شيء عن المطرب مسعوده العمارتلي ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - أور ..رباعيات الخيام وممثلات هوليوود..!