أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسين عجيب - التجمع الليبرالي في سوريا














المزيد.....

التجمع الليبرالي في سوريا


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 966 - 2004 / 9 / 24 - 10:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


التجمع الليبرالي في سوريا إطار يسع جميع المواطنين, ولكن
بوجود حالة تتيح التعبير عن الذات بدون خطر,والتجريب والتعلم بدون أذيّة, والانتماء بدون فقد الخصوصية, حالة تتسع للفردانية وللانتماء بنفس الوقت,ما الذي يمنع أحدا ما في سوريا وغيرها من المشاركة في لعبة أقلّ قسوة من الحياة وأكثر تشويقا من الفرجة!؟
إجابتي البسيطة والمركّزة: الإعاقة الذاتية والمناخ السيئ.
الإعاقة الذاتية أولا وثانيا المناخ غير الملائم ثانيا مكرر مقصود, والكارثة في تبديل الأولويات, عندها تتقدم الذرائع والتبريرات على الإمكانية المتوفرة دوما للإنجاز.
لم تنتصر ثقافة الحياة بعد, ولم تدخل في الدور الثانوي حتى. لكل منّا نصيبه الكامل من الموت, ونصيبه الزائد عن الحاجة من ثقافة الموت. الموت بأبسط صيغه,هو إلغاء فعالية الكائن الحي. والفعالية تشمل المساحة والفضاء ولا تقتصر على المحرم والممنوع,هي الممكن النظري بإطلاق.
ما الذي يمنع (الفرد)هذا الجرم الصغير الذي انطوى عليه العالم الأكبر عن الحياة!؟ أمراضه وعقده أولا. والممانعة والتهديد الذي يشكله العالم الخارجي ثانيا. بين التهور والحذر توجد التجربة والجديد,الحدود ليست واضحة ومحددة,بل هي متغير وتتأثر بعوامل مختلفة يتعذر تحديدها بصيغ ثابتة.

*
في الليبرالية الإطار والحاضنة والأسس للأفكار والممارسات الديمقراطية, وهي تشمل التعبيرات والأنشطة المختلفة للفرد الإنساني بوصفه المسؤول عن حريته والجدير بها. ما زال الواقع السوري كما أراه بمستوياته المختلفة الأخلاقية والسياسية في مرحلة ما قبل الفرد والفردية,وذلك يفسر الجدل البيزنطي حول الهوية والوطنية والخصوصية والعولمة... إلى آخر النسق اليابس, الذي حوّل الكل إلى رقيبا وقاضيا وسجانا للكل,وفيه خسارة مجانية سورية معممة, حتى للمرضى النفسيين وللجناة,لأن المفقود هو الفرح والثقة,هبة الحياة الأغلى.
مع الليبرالية ظهر الفرد,حين هبط الكهنة والسلاطين والملوك إلى الواقع البشري,مع ارتفاع الرعية والجماهير إلى الواقع البشري في دولة القانون البشري كذلك,صارت المرأة والطفل والمريض والمختلف أفرادا,يشملهم القانون بالحق والواجب,يحميهم من الاعتداء ويدفعهم إلى تحمل المسؤولية,وهو إنجاز إنساني يشترك مع الآلة البخارية واكتشاف الجوانب المختلفة على كوكب الأرض,في تحقيق النقلة الأهم في الحضارة الحديثة,المتمثلة في تحويل معارك القتل والدمار إلى المعركة الانتخابية, حيث يربح الجميع في التخلص من لعبة الموت. المنتصر يتحرر من عقدة الذنب والخاسر يكتسب خبرات ومعارف جديدة.

*

يتكرر في المنطق الثنائي,القاتل والقتيل, والبطل والتافه, والمصيب والخاطئ, بصيغ جديدة وجوهر موحد وثابت,الخسارة مجانية وتتمثل بخسارة الحوار والمعرفة والمشاركة,جميع أل أيديولوجيات تكرر وتكرس المنطق الثنائي,أليست الليبرالية أيديولوجيا هي الأخرى, أجل لكنها أيديولوجيا التعدد,فهي تسمح بنشوء الدولة الحديثة المتعالية على الأفراد ومختلف التوجهات السياسية,تسمح كذلك بنشوء آليات التصحيح الذاتي,ميزتها الأساسية.
لو استطاع التجمع الليبرالي السوري فتح حوار موسع حول الليبرالية والديمقراطية وحقوق الإنسان, فهو منجز معرفي وسلوكي,وإذا نجح في الإضافة للموروث الجمعي السوري, أو تحرير بعض الأوهام,فستكون الخطوة المشتركة في طريق الألف ميل لبنات وأبناء المسؤول السوري والمعارض السوري, في بناء البيت المشترك ولا يهم ماذا سيسمى حينذاك. في خلاف ذلك ستكون محاولة أخرى للخروج من عنق الزجاجة,قبل أن تكسر وتدمي شظاياها الأكثرية المطلقة, حيث تتكاثر أل: ليت و ليس و لعل ولو, وقبل أن نتحول جميعا إلى كتاب ورواة سير ذاتية لا يقرأها أحد إلا متثاءبا أو سائحا.

*

هل يوجد في سوريا ميراث أو ارث أو حتى متحف, مشترك, لا يمثل توجها أيديولوجيا؟ في سوريا كما في جوارها تسود أسطورة الأربعينات والخمسينات,وهي تشبه صورة الجد,لا شئ سواها يذكر بها,وهي الفترة الليبرالية كما يقولون,ولا أعرف اختلافا حول ذلك,كما لا أعرف أي تفصيل كافي,يشاركني في ذلك أكثرية السوريات والسوريين. عندما تعامل الأسطورة بعقل سحري تتحول إلى منبع للخرافات,وبعقل علمي تتحول إلى أحد مصادر المعرفة والخبرة.ما الذي يعيق فتح الأسطورة الليبرالية السورية للحوار المفتوح!؟
ذلك السبب الثاني في ترحيبي ومشاركتي في التجمع الليبرالي السوري, والأول اختبار مقدرتي على قبول المختلف والآخر واختبار مقدرتي على التعلم, فقد أدركت بعد الأربعين أني لا أعرف شيئا.

اللاذقية_ حسين عجيب



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حالات
- الليبراليون السوريون في الميزان
- نحن لا نتبادل الكلام
- الارهاب واليأس
- لا تتركوا الارهاب يخطف الاسلام
- المشي على القدمين
- المهرجان والانسان الصغير
- يتامى جبلة
- حارس النجوم
- المهرجان السوري
- تفكك الشخصية
- الرجل الصغير يحكم قبضته على المستقبل
- تعدد المعايير
- معايير مزدوجة
- وردة المتوسط
- موقع الرأي
- رأي هامشي سوري حول موقع الرأي الشيوعي السوري
- خيبة الثقافة العربية
- الشخصية اللصوصية
- جفاف عاطفي 2


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسين عجيب - التجمع الليبرالي في سوريا