أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد زكريا توفيق - جرب فكري ودعارة خلقية














المزيد.....


جرب فكري ودعارة خلقية


محمد زكريا توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 3223 - 2010 / 12 / 22 - 08:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


طبعا الكلام بجد هذه الأيام يجيب الضغط. لذلك قررت أن أقلب الموضوع إلى كوميديا. إننا لا نشاهد الآن سياسة، وإنما ملهاة وعبث في مسرح الامعقول. إننا نشاهد عرض لتياترو الحاج حنفي الصول الذي كان يطوف الأرياف في الخمسينيات.

فتاوى الفضائيات، جرب فكري، لأنه معدي. ودعارة خلقية لأنها يتكسب من ورائها الشهرة والمال. عندما يتفوه فحل من فحول التخلف، ويعلن على الملأ بوجوب استباحة دم أطهر وأنظف رجل ظهر على الساحة السياسية في الآونة الأخيرة، فقل على الدنيا السلام. القيامة قربت. إنك لا ترى الآن، إن دققت النظر مليا، سوى العفن والقبح والجيفة،بثور تشوه وجه الساحة السياسية في الدولة المصرية الحديثة.

مجتمعاتنا الآن مصابة بفيروسات معدية. تصيب العقل فتسمم الفكر، وتحول المخ إلى كيس بطاطس مهروسة، لا يصلح للفصل بين الصواب والخطأ، أو العدل والظلم. فيتحول الإنسان إلى مخلوق عجيب. تخين يمشي يترجرج مثل أكياس الدهن، تطول ذقنه حتى تصل إلى كرشه، وتشحظ عيناه، ويتصاعد بخار الغباوة من رأسه.

إذا نام فله شخير وخوار، وإذا استيقظ شحظت عيناه وتصاعد بخار الغباوة من رأسه. يلبس الجلباب الأبيض الناصع رمزا للبراءة والطهارة، مكوي مطرزة أطرافه بخيوط الذهب. يخفي شعره وصلعته بالطرحة البيضاء المنمقة. يتزوج أربعة ويبدل فيهم بالتطليق والتشريد مثل فرد الكاوتش.

ينقبهم جميعا بالسواد وهم راضين، فهم أيضا مثله، مصابين بنفس مكروب التطرف والغباء. لا تستطيعن النظر إلا ببياض العين اليسرى. مخلوقات أحفورية كنا نظن أنها انقرضت منذ سنين مع الديناصورات، لكن شاء الله ولحكمة لا نعلمها، بعثت من جديد، ووجدت مرتعا خصبا في الفضائيات السلفية، فلعنة الله على فلوس البترول. وكما يقول الشاعر:
يا لك من قنبرة بمعمر ... خلا لك الجو فبيضي واصفري
ونقري ما شئت أن تنقري ... قد رحل الصياد عنك فابشري
ورفع الفخ فماذا تحذري ... لا بد من صيدك يوما فاصبري

مولانا حامي حمى الإسلام والمتحدث الرسمي باسم جمعية أنصار التخلف، يفتي باراقت دم رجل نبيل أراد أن يوقظ أمة من سباتها، الدكتور البرادعي الغني عن التعريف، رجل القانون الذي تبرع بجائزة نوبل المالية بكاملها إلى الفقراء والمساكين، ولم يترك منها مليما واحدا لعائلته، والذي يتحلى بالخلق النبيل، ولم ينافق أو يكذب أو يعد ولا يوفي.

مولانا، لا فض فوه، أفتى في السنين الغابرة، بوجوب تنصيب الرئيس مبارك خليفة للمؤمنين. وبدلا من ضربه بالنعال أو على الأقل بالشلاليت على قارعة الطريق، خالت الفتوى على السذج من العامة. وتبسم المسؤولين ضاحكين مسرورين من قوله ولم يردعه أحد قائلا اسكت ياهبل، أو روح إلعب في مناخيرك، أو احلق ذقنك.

ثم أتبع الفتوى بفتوى العن منها وأشد. وهي فتوى وجوب التوريث لولي العهد الجديد أمير الصعيد، وحامي حمى المستثمرين من أجانب وانتهازيين. مولانا صاحب الفتوى، ينتظر الآن الرغيف الملعبط من فرن الحزب الوطني. في صورة وظيفة يمكن يهلب منها قرشين.

لقد باضت الدجاجة للحزب الوطني بيضة كبيرة، بعد أن بلطج ونافق ورشا وزور تزويرا كبيرا. بعد أن قال: أنا ابن جلا وطلاع الثنايا، متى أضع العمامة تعرفوني. بعد أن وضع المعارضة في القفص، وطلب منها أن تبيض كما تبض الدواجن. وبعد أن أمر الأحزاب بالقيام بعجين الفلاحة وتقليد نوم العازب.

الحزب الوطني عمل كل اللي في نفسه من موبقات، وكله بثوابه. وكل مرة تسلم الجرة. المعارضة ومن ورائها الشعب الغلبان، ليس أمامها سوى اللب والسوداني، أو عمل برلمان موازي للتسالي. ولتذهب المعارضة إلى الجحيم. أو ولتذهب لكي تمص قصب أو تشرب بيبسي كولا لكي تطري على قلوبها.

كل سنة وانتم طيبين، والسودان وفلسطين متفككين. والحزب الوطني وقانون الطوارئ مستمرين إلى أبد الآبدين.
[email protected]



#محمد_زكريا_توفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عدم اليقين في العلوم الحديثة
- جان بول سارتر والفلسفة الوجودية
- سيجموند فرويد والتحليل النفسي 1
- قصص وحكايات من عالم الأحياء 03
- الديموقراطية والحالة المصرية
- فولتير رائد من رواد فلسفة التنوير فى القرن الثامن عشر
- قصص وحكايات من عالم الأحياء – 02
- قصص وحكايات من عالم الأحياء - 01
- الإمام محمد عبده - رائد من رواد الإصلاح والنهضة المصرية الحد ...
- مونتسكيو وروح القوانين
- ملاحظات زائر لأرض الكنانة
- تداعيات نظرية التطور لداروين (4)
- تداعيات نظرية التطور لداروين (3)
- تداعيات نظرية التطور لداروين (2)
- تداعيات نظرية التطور لداروين (1)
- الفرق بين الكمبيوتر ومخ الإنسان
- خيارات الرئيس مبارك
- قصص وحكايات من زمن جميل فات (13)
- قصص وحكايات من زمن جميل فات (12)
- قصص وحكايات من زمن جميل فات (11)


المزيد.....




- الصليب الأحمر يتسلم المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وجادي ...
- القناة 13 العبرية: وصول الاسيرين يهود وموسيس الى نقطة التسلي ...
- الكنائس المصرية تصدر بيانا بعد حديث السيسي عن تهجير الفلسطين ...
- وصول المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس إلى خان ي ...
- سرايا القدس تبث فيديو للأسيرة أربيل يهود قبيل إطلاق سراحها
- سرايا القدس تنشر مشاهد للأسيرين -جادي موزيس- و-أربيل يهود- ق ...
- قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد زكريا توفيق - جرب فكري ودعارة خلقية