أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بلقيس حميد حسن - إبعاد سيدة الحكمة والحزن الكوني من صنع القرار














المزيد.....

إبعاد سيدة الحكمة والحزن الكوني من صنع القرار


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3222 - 2010 / 12 / 21 - 19:36
المحور: المجتمع المدني
    


أطلقت عضوة البرلمان العراقي والناشطة النسوية السيدة ميسون الدملوجي بيانا وزع بعد تشكيل الحكومة العراقية المعلن عنه يوم 21-12-2010. وقد صدر البيان تحت عنوان:
" بيان حول تراجع دور المرأة في العراق وإبعادها عن التشكيلة الحكومية الجديدة"
وقد ذكر البيان ان جميع الكتل المساهمة في العملية السياسية بما فيها القائمة العراقية التي تنتمي لها السيدة ميسون قد تخلت عن وعودها بإشراك المرأة العراقية بصناعة القرار..
من المؤلم والمرعب حقا ان تكون كل القوى السياسية التي ستقود المجتمع العراقي في الحكومة الجديدة من الذين لا يؤمنون بدور المرأة وامكانيتها على الاسهام بقيادة المجتمع, فالتشكيلة الحكومية التي تخلو من المرأة أكبر دليل على مانقول هنا.
ان أغلب النساء العراقيات الطامحات بمجتمع يرقى الى احترام حقوقهن ويعترف بآدميتهن عن طريق المساواة مع الرجل في صنع القرار, كن يتوقعن هذا الانحدار وهذا التراجع اتجاه دور المرأة وتقديره رغم التضحيات الجسيمة التي قدمتها عبر التاريخ, وخاصة التاريخ الحديث, المليء بالحروب والاقتتال والصراعات السياسية وصراعات الكراسي والمال التي صنعتها ارادة الرجال, قبل وبعد سقوط النظام السابق, والتي جاءت لجميع النساء العراقيات بالأهوال والفقدان والتشرد والضياع والامراض والكوارث, لهن ولفلذات اكبادهن وذويهن, حتى لتستحق أن تحصل المرأة العراقية وبجدارة على لقب سيدة الحكمة والحزن الكوني.
ان المرأة العراقية لم تكن تعمل يوما من أجل نيل المكاسب والكراسي والأموال, إذ كان نضال المرأة العراقية من اجل هدف انساني نبيل, الا وهو رفع الحيف عنها وهي عمود الأسرة وصانعة الحياة ومربية الأجيال وهي المعلمة الاولى, والتي لا يستوي أي مجتمع بشري بدون دورها العظيم كأم أو رفيقة درب وحياة أو موظفة وعاملة أو ربة منزل ساهرة من أجل رعاية جميع أفراد الأسرة التي هي الخلية الأولى والأهم في بناء المجتمع وتربية الاجيال.
لم تكن المرأة العراقية تعمل يوما من أجل حقوقها هي فقط, ولم تدافع دفاعا عن طموحات شخصية محدودة, كما هو بالنسبة لبعض الساسة من الرجال في تاريخ العراق القديم والحديث حيث لا يرعوي احدهم عن اشعال الحروب او التآمر وإرسال من يقتل منافسه دفاعا عن منصب او مكسب مالي, بل ناضلت نضالا نظيفا وسلميا من اجل العائلة والطفل ومن اجل حياة سوية للأجيال, ناضلت من اجل حياة كريمة ومستقرة للرجل ايضا, اذ ان نضال المرأة وعملها ينسحب لتحقيق رفاه وسلامة المجتمع كله, ومن أجل إنقاذ افراده من السقوط والتشرذم والحقد الذي ينهش بابناء طوائفه ومكوناته حتى يصل الى الرغبة بالابادة والتعدي على المقدسات, في حين تعمل المرأة بصمت وبروح التفاني والاخلاص الوطني, بعيدا عن العداوة والأحقاد والعنف.
من هنا فان مساهمة المرأة بالقرار يكون معادلا ضروريا لصحة المجتمع العراقي, كضرورة العلاج لمجتمع مريض أو كالماء الذي يطفيء النيران, فالمرأة مخلوق مسالم يحب الحياة ويقدسها, وبدون اعطاء المرأة الحرة دورا هاما في الحكومة, ستسقط حتما صفة المدنية عن المجتمع مهما كان, كما ان القرار الذي لا تساهم فيه المرأة قرارا ناقصا لا يعبر عن الأغلبية التي تشكلها نسبة المرأة في العراق, وبالتالي هو قرار بعيد كل البعد عن الديمقراطية التي من معانيها "حكم الاغلبية".

للأسف قد حصل ما توقعناه, فان من لا يؤمن حقا بمساواة المرأة بالرجل, لا يؤمن حتما بقدرتها على العطاء كمسؤولة وصانعة قرار, وان كان قد اضطر الى اشراكها في العملية السياسية كواجهة اظهرها في البداية كي يوهم العالم بالصورة الديمقراطية والحضارية للحكومة فهو الى حين, وقد جاء هذا الحين وانكشفت البراقع اليوم وجاءت الحكومة بلا حقيبة للمرأة العراقية ولا دور يتناسب مع كونها تشكل اكثر من نصفه.
اذا صمتت المرأة اليوم عن هذا الاجحاف, فسيُسحب البساط من تحتها شيئا فشيئا, لتتطاول أيديهم وعقولهم المظلمة وتأتي على جميع حقوق المرأة المدنية التي نالتها بنضالها ومثابرتها وتضحياتها.
وان صمتها سيتبعه تنازلا ثم يتبعه تنازلات, وهكذا, الى ان نجد من يلغي ويحرم على المرأة كل حقوقها البسيطة المتبقية, بل ستحرم حتى من خروجها الى الشارع مستقبلا, فينتشر الجهل والخنوع بين صفوف النساء وسيدخل العراق في نفق اكثر عتمة من نفق اليوم, وسيتم الاستهتار بكل طموحات المرأة في الحقوق التي تدافع عنها الاتفاقيات الدولية ايمانا بالمرأة كانسان متكامل له ما للرجل من عقل ومشاعر وطاقات, وسيتراجع المجتمع العراقي الى الوراء اكثر فأكثر. وستواجه المرأة موجه من الحرب الاجتماعية لتحجبها وتبعدها عن دائرة النور, ولنا في بعض الدول الاسلامية مثلا واضحا وضوح الشمس..

فلتتهيأ العراقية الصابرة لمواجهة الظلمة القادمة بحزم, ولتتذكر بأن تاريخ العراق علـّمنا بأن من يتسلم زمام الأمور في بلاد الرافدين قد يطغى- متسترا بستار الاسلام- وقد لا يتورع عن فعل أي شيء مهما كان قاسيا ولا إنسانيا, كما علمنا التأريخ ان أول ضحايا المتسترين بالدين هو المرأة.

فيا سيدة الحكمة والحزن الكوني, لا تصمتي ولا ترتضي بالظلم إكراما للحياة..
21-12-2010
www.balkishassan.com



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهمجية وقتل الجمال
- الخروج من الظلام.. ودفاعا عن العقل
- الفنان منذر حلمي, خفيف الظل حتى برحيله
- تقاسم السلطة, هل تتناسب مع الديمقراطية؟
- شهداء سيدة النجاة
- عذرا أبا جنان, عرفت برحيلك متأخرة
- إهمال المسؤولين, وفواجع الجسور في سوق الشيوخ
- المثقفون ووضع المرأة في العراق
- أخطاء فضائية العراقية في تكريس الطائفية
- -هناك في الأعالي, في كردستان-
- لاحجة للحكومة مهما كانت التبريرات
- ومازال الغناء العراقي دمويا
- هل استطاع الاعلام العربي التأثير على الغرب؟
- السعودية تذبح المتهمين بلامحامي؟ فأين العدالة؟
- من مستلزمات الحضارة الحلقة الخامسة/ الضمان الاجتماعي حق للمح ...
- هل ان الصامت عن الحق يصلح للقيادة سيادة الرئيس؟
- الدراما العربية, جودة يقتلها العنف
- حَرروا الله من فتاواكم
- خُذِلنا
- شكرا أمل بورتر, فالزمن أكد نبوة الأميرة البابلية ...


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بلقيس حميد حسن - إبعاد سيدة الحكمة والحزن الكوني من صنع القرار