جميل عبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 3221 - 2010 / 12 / 20 - 19:32
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
كلمة مؤتمر حق العودة للاجئين وقرارات الأمم المتحدة والتي أللقاها اليوم 20/1202010
الرفيق ولاء تمراز
في مركز رشاد الشوا الثقافي
الأخوة الأخوات ,الحضور الكريم :
غزة شعب للإعلام: بداية.. نترحم على من لم يغب عن كل محفل تطرح فيه قضية اللاجئين، نترحم على من حمل لوائها في أصعب المراحل نترحم على القائد الوطني والقومي الكبير عبد الله الحوراني ابومنيف ، كما نترحم على كل الشهداء الذين قضوا على درب الحرية والعودة والاستقلال.
الأخوات والإخوة الحضور :
نلتقي اليوم لنطرح معا واحدة من ابرز حقوق شعبنا الهامة و يناضل شعبنا منذ عقود على مختلف الأصعدة السياسية والقانونية وإلانسانية لتحقيقه,ألا وهو حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم طبقا للقرار الاممي رقم 194 الذي مضى على صدوره قبل أيام 62 عام . إن شعبنا الفلسطيني يتعرض منذ أكثر من قرن لسياسة التطهير العرقي التي مارسته الحركة الصهيونية وما زالت تمارسه الحكومات الاسرائلية المتعاقبة , هذه السياسة التي تهدد اليوم الوجود الفلسطيني على أرضة , مما يهدد بنكبة جديدة تخطط لها الحكومة الاسرائلية المتطرفة ، حيث يتعرض شعبنا في هذه المرحلة لعدوان مستمر وحملات تهجير ومصادرة الأراضي , وقد طالت هذه الاعتداءات المتضامنين الأجانب مع قضيتنا الفلسطينية وحق تقرير المصير في الحرية والعودة وقد شكل نموذج المتضامنة الأمريكية " راشيل كوري " وقتلها بدم بارد خير دليل على عنصرية إسرائيل وعدائها لحقوق شعبنا الفلسطيني ولكل من يتضامن معه.
إن هذه الهمجية والإرهاب هي سياسة عامة لدى حكومة إسرائيل التي تدعي زيفا أنها واحة الديمقراطية في المنطقة، فسياسة تهويد القدس وهدم البيوت وجدار الفصل العنصري واعتقال الأطفال ونهب الأرض ، دليل واضح على إن إسرائيل تضرب بعرض الحائط كل المواثيق وحقوق الإنسان , ولا ننسى الحرب الهمجية على قطاع غزة عام 2008 .
وبالرغم من كل هذه السياسية العدوانية فقد استجاب شعبنا وممثله الشرعي الوحيد منظمة التحرير الفلسطينية للتعاطي سياسيا مع حل عادل حسب قرارات الأمم المتحدة التي تعترف بدولة فلسطين في حدود 67 وحق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم طبقا للقرار 194ولكن إسرائيل مازالت تتهرب من استحقاق عملية السلام، وتحرم شعبنا من العيش كباقي الأمم في حدود دولة كاملة السيادة نعيش بها كباقي بني البشر.
إن قضية اللاجئين الفلسطينيين التي ولدت معها القضية الفلسطينية بالأساس ومثلت بحق جوهر هذه القضية , إن لم يتوفر لها الحل العادل في إطار حل سياسي شامل نفهمه ,فان المنطقة ستبقى برمتها ساخنة وعرضه لعدم الاستقرار ومرشحة لاستمرار العنف،ولها انعكاساتها التي تطال الجميع , إن شعبنا مازال يطرح قضيته العادلة أمام المجتمع الدولي وفي كل المحافل و ويصطدم بموقف الولايات المتحدة المنحاز لإسرائيل كراعية للمفاوضات، وهي ترفض يوما بعد الأخر أن تضع حدا لهذا لهذه السياسة الإسرائيلية اليمنية المتعطشة لتدمير المجتمع الفلسطيني والإنسان الفلسطيني ، بل نجدها تتواطىء معها وفقا لما دلت عليه التجربة الأخيرة للمفاوضات المباشرة التي وصلت لجدار الفشل.
الأخوة والأخوات الحضور الكريم :
حين نتحدث عن قضية اللاجئين إننا نتحدث عن رحلة قسرية من اللجوء الفلسطيني هي قاسية منذ أن بدأت عام 48 حين أجبر الفلسطينيين تحت وطأة الإرهاب على النزوح إلى خارج فلسطين إلى الأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة , فقد قامت العصابات الصهيونية بطرد الآلاف من الفلسطينيين من المدن والقرى والبلدات الفلسطينية, ونادرا ما تجد أسرة فلسطينية لم ينالها نصيب من القتل أو التشرد أو كليهما معا , وخلال الحرب عانى شعبنا من صعوبة الرحيل خاصة في فترة اندلاع الحرب, فكانت حياة كل فرد مهددة بالخطر في كل لحظة , حيث لم تكن الطرق التي سلكها اللاجئون مأمونة وكانت عرضة للقطع من قبل العصابات الصهيونية , وحتى بعد وصول اللاجئين إلى احد المناطق الخمس التي لجئ إليها الفلسطينيون وجد اللاجئ نفسه في كثير من الأحيان غريبا في مجتمع جديد خاصة إذا كان وحيدا لا يرافقه احد من أهلة , ولم تكن عملية الاندماج في المجتمع الجديد سهلة بسبب الأثر النفسي العميق الذي تركته هذه المأساة , ومن ثم لم يكن من السهولة إطلاقا عليهم حتى الحصول على عمل يكفل لهم أدنى متطلبات الحياة الكريمة , فقد لجاء الفلسطينيون إلى خمس مناطق وتوزعوا في 51 مخيما , حيث بدأت معاناة جديدة تتمثل بسوء الظروف المعيشية وخاصة في المخيمات التي تعاني من الارتفاع الكبير في الكثافة السكانية ومن التلوث والازدحام ومن وجود المباني غير الملائمة للسكن , إضافة إلى المشاكل الاجتماعية التي نجمت عن سوء ظروف الحياة وتفشي الفقر والبطالة وفقدان العمل والتشرد واليأس والإحباط وفقدان الأمل . كما عانى اللاجئون في البلدان التي لجوء إليها من قوانين مجحفة حرمتهم من حق العمل والتملك حيث عانوا أشكال شتى من الحرمان والتمييز ودفعو أثمانا باهظة ، لكنهم رغم المعاناة حملوا الثورة بين ضلوعهم فكانت المخيمات في الداخل والخارج حامية للثورة والانتفاضة وحاملة لوائها وبدماء أبنائها تزينت قوافل الشهداء .
كما أدت حرب حزيران في عام 67 إلى تفاقم مشكلة اللجوء الفلسطيني حيث أضافت الحرب موجة لجوء جديدة إلى الأردن وقطاع غزة , وكان التهجير في هذه المرة أكثر إيلاما وعنفا , وكان تحت وطأة القصف الجوي الإسرائيلي لأهداف مدنية في الضفة الغربية مما دفع أكثر 189الف شخص من الفلسطينيين إلى الضفة الغربية تحت وطئه السلاح , وكانت إسرائيل تدعو الفلسطينيين إلى مغادرة بيوتهم بالتهديد ودفعهم بالتالي إلى الهجرة ونجم عن هذه الحرب لجوء مرة أخرى .
إن قضية اللاجئين هي قضية سياسية وقانونية تتطلب من العالم العربي العمل على الضغط من اجل إعادة اللاجئين إلى ديارهم والعمل على توفير حياة أمنة كريمة للمقيمين في كل دولة عربية , ويجب على الحكومات البدء بتنفيذ استراتيجيات وطنية " اجتماعية " وهدفها هو تحسين حياة الفئات الأقل حظا وهم اللاجئون دون أن يؤثر ذلك ولا بأي شكل من الإشكال على حقوقهم السياسية التي ما زالت قيد البحث والتفاوض , وتتضمن الإستراتيجية زيادة الرعاية والاهتمام باللاجئين في آماكن تواجدهم وفي المقدمة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين .
الحضور الكريم:
لقد انتهت سياسة الابارتهيد في جنوب إفريقيا والفاشية في ايطاليا والنازية في ألمانيا ولم يبقى في العالم سوى الاحتلال الإسرائيلي الجاثم على أرضنا الفلسطينية , إن المخططات الإسرائيلية تهدف إلى تفريغ فلسطين من سكانها الأصلين , وذلك باستخدام شتى الوسائل والأساليب التي بدأت بالذبح من اجل إيقاع الرعب في قلوب السكان لإجبارهم على الفرار والهجرة , ومن ثم هدم المنازل والقرى , فقد تم تدمير أكثر من 350 قرية فلسطينية دون أية مبررات سوى المبرر الأمني فقط .
في الختام :
إن قضية اللاجئين الفلسطينيين هي إحدى قضايا الحل النهائي والتي تحتاج لتشكيل جبهة حقيقية للدفاع عن حق العودة وتتحمل مسئوليتها منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية والقوى السياسية ومكونات المجتمع الفلسطيني , وان أية محاولة للتنازل عن هذا الحق المقدس والقانوني والشخصي لن يمر وستكون طعنة حقيقية لنضالات شعبنا الفلسطيني كما لن يكون هناك حل شامل إلا بعودة اللاجئين إلى ديارهم طبقا للقرار194 .
#جميل_عبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟