أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - امين يونس - حُكم الاسلام السياسي .. جحيمٌ مُبّكر














المزيد.....

حُكم الاسلام السياسي .. جحيمٌ مُبّكر


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3221 - 2010 / 12 / 20 - 18:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


" أسد بابل " الشهير على مُستوى العالم ، و" نصب الحُرية " الذي أصبحَ علامةً مُميزة للعاصمة بغداد منذ نصف قرن ، " مسّلة حمورابي " ، تمثال " عشتار " الذائع الصيت ، " نبوخذنصر" .. ومئات التماثيل الفريدة من نوعها .. المعروفة في العالم أجمع على نِطاقٍ واسع ... تلك الشواهد الدّالة على عظمة الشعوب التي قطنتْ في هذه المنطقة من العالم ، ورُقي الحضارات التي خلقَتْها.
تسعى الاحزاب المتنفذة والمُسيطرة على الحُكم في العراق الجديد ، الى إهمالها والحَط من قيمتها ، بل جعلها من ضمن الممنوعات .. وتصويرها على انها مُجرد [ أصنام ] ، ينبغي ان لا تُحتَرَم ولا تُصان .. كخطوةٍ تمهيدية ، نحو تحريمها والدعوةِ الى تحطيمها وإزالتها !. كما فعلتْ عصابات طالبان ، مع تمثال بوذا في أفغانستان .
وليسَ غريباً ان تعمل أحزاب الاسلام السياسي في هذا الإتجاه .. فمنذ الأشهر الاولى بعد التغيير في 2003 ، ظهرتْ مفارز مُستنسخة من مثيلاتها في ايران والسعودية ، تحت يافطات شتى ، مثل الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر ، في البصرة والعمارة ومدينة الثورة التي " حارتْ بين تقلب اسمها ما بين صدام والصدر " ، والعديد من المدن الاخرى ،وحّولتْ حياة الناس الى جحيم ، ورفعتْ " دولة العراق الاسلامية " رأسها في الموصل وبعقوبة والرمادي وتكريت وبغداد ، لتفرض تشريعاتها الرجعية المُجرمة حيثما إستطاعتْ الى ذلك سبيلا . ليس هنالك الكثير من الفروق بين مُتطرفي الاسلام السياسي مَهما كانتْ طائفتهم .. فتصرفاتهم وأساليبهم وسياساتهم في البصرة والموصل ، في العمارة وكركوك .. هيَ هيَ ، ونتيجتها ، قمع الحريات وإذلال الناس وإجبارهم على إنتهاج سلوكيات مُحددة ، وفرض الأتاوات عليهم ، وإستعباد النساء ...الخ . كما انه ليس من الغريب أيضاً ان يتماهى إرهابيو الاسلام السياسي المُتطرف بشَقيهِ السني والشيعي ، مع بقايا البعث الفاشي ومع مُخابرات دول الجِوار التي تعمل بكل جد من أجل تقويض الحالة العراقية الجديدة ووأد التجربة الديمقراطية الوليدة .
في الظاهر فقط ، هنالك تناحرٌ بين مُتطرفي الشيعة ومُتطرفي السنة ، ولكنهما متفقان في أمورٍ كثيرة ، وخصوصاً تلك التي تمُس حياة الناس والتي تحدُ من حرياتهم ، ففي الوقت الذي كانت عصابات "دولة العراق الاسلامية" و"حزب العودة" و"أنصار الاسلام" تُفّجِر محلات الموسيقى وصالونات الحلاقة ودور السينما والمكتبات وقتل وإغتيال المتنورين في الموصل والرمادي وبغداد ، كان زملاءهم من التيار الصدري وعصائب الحق وحزب الله ، يقومون بمنع الإختلاط وخطف وقتل النساء وتدمير المحلات التجارية وترويع الاهالي ، في البصرة ومدينة الثورة والعمارة وغيرها .
في الستة أشهر الأخيرة ، بل منذ سنة تقريباً ، برزتْ ظاهرة خطيرة للغاية ، لم تأخذ نصيبها من التركيز في وسائل الإعلام ، بل مّرتْ وكأن شيئاً لم يكن : كّشرتْ مراكز القوى في مجالس المحافظات وخصوصاً في المحافظات الجنوبية والوسطى وكذلك مجلس محافظة بغداد .. عن أنيابها المسمومة .. فقامت هذه المجالس التي يُسيطر عليها الاسلام السياسي بالكامل ، بمنع تداول وبيع وشراء وحتى مرور .. المشروبات الكحولية ، من المحافظتين المقدستين كربلاء والنجف ، وكذلك البصرة وإمتدت الى بقية المحافظات .. منع الإختلاط في المدارس في جميع المراحل .. إلغاء كُل فقرات الموسيقى والغناء من " مهرجان بابل الفني الثقافي " ! .. غلق سيرك مونت كارلو في البصرة .. إلغاء مادتي الغناء والموسيقى في معهد الفنون الجميلة ، والسعي الى إلغاء أقسام الموسيقى والغناء والنحت والرسم والتمثيل في اكاديمية الفنون الجميلة ( ماذا سيبقى ) !!. أي بالمُجمل .. ان أحزاب الاسلام السياسي الحاكمة ، تتحين الفُرص لإلغاء كُل ما يُشير الى [ الجمال ] من حياة الشعب العراقي ... فإذا مُنعتْ الموسيقى والغناء والرسم والنحت والرقص والتمثيل والمسرح والسينما .. وإذا فُرِضتْ الرقابة الصارمة على الكتابة والنشر والإعلام .. وإذا مُنِعَ الاختلاط بين الجنسَين في المدارس والمعاهد والجامعات والشارع ، وإذا فُرِض نمطٌ متخلف واحد على الجميع ... ماذا سيبقى غير صحراء قاحلة وحياةٍ جافةٍ خاوية ؟!



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون التظاهر .. خطوة الى الوراء
- الرئيس نفسه يقول : كُفوا عن التمجيد !
- ما هي مطاليبنا ؟
- الخروج من السابع .. الى أين ؟
- دجلة بغداد في خطر
- أعطوه ألف ألف درهم
- على هامش مؤتمر ح د ك في أربيل
- إعفاء مُزّوري الشهادات من العقاب
- هل يُغادر - إبليس - العراق ؟
- إتقاء شرور ويكيليكس
- لا تستطيع ان تستبدل اُمك !
- لو كُنتَ شُجاعاً .. تعال الى الميدان
- جواد البولاني .. بالدشداشة والعقال
- المالكي .. والمُعّلِم المسيحي
- الكُل راضون ولهم حصتهم .. ماعدا الشعب !
- خسَرْنا أمام الكويت .. بصورةٍ مُتَعمدة !
- أياد علاوي ... شرطي مرور وحّلاق !
- عادات سيئة .. -3- عدم الإلتزام بالطابور
- تقاليد وعادات بالية .. -2- الأعراس
- تقاليد وعادات بالية .. -1- التعازي


المزيد.....




- رئيس وزراء الإحتلال الأسبق ايهود باراك: الإطاحة بوزير الحرب ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف موقع الراهب بقذائف المدفع ...
- لماذا يصوت مسلمو أميركا لمرشحة يهودية بدلا من ترامب وهاريس؟ ...
- غدا.. الأردن يستضيف اجتماعا للجنة الوزارية العربية الإسلامية ...
- بعد دعمها لفلسطين.. منظمة أوقفوا معاداة السامية تختار غريتا ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف تجمعا لجنود الاحتلال في ت ...
- الهيئة الإسلامية المسيحية تحذر من تصاعد إرهاب المستوطنين الم ...
- “شغلها 24 ساعة وابسط ولادك” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ...
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد لدى استقباله الفرق الإيرانية المش ...
- قائد الثورة الإسلامية: منعوا دولة من المشاركة في الألعاب الأ ...


المزيد.....

- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - امين يونس - حُكم الاسلام السياسي .. جحيمٌ مُبّكر