معرفة اللّه عن طريق معرفة النفس

أحمد عبد الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 3221 - 2010 / 12 / 20 - 14:32
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

قـد انطوى في وجود الانسان ببدنه وروحه ما لا تحصى من الاسرار، فنتأمل بعض هذه الأسرار في عملية الهضم والتنفس
لقد كتبت لحد الان آلاف الكتب حول الهضم وكيفية عمل جهاز الهضم , ولكن الاكتشافات الجديدة في كل سنة تجعل الموضوع جديدا وحديثا دائما.
فـاذا شـبـهنا جهاز الهضم بمختبر كيميائي والمواد الغذائية بالمواد الاولية لهذا المختبر , عندها سنقع في الحيرة , فكم عمل الهضم كامل بحيث انه بامكانه هضم وتحليل كل ما يؤكل في العالم ؟ والمعدة تقوم بانتخاب ما يفيدها من الاطعمة المختلفة الواصلة اليها ,ثم تمزجها مع المواد الكيميائية الـتي تفرزها وتدفع المواد الزائدة وتقسم الباقي الى انواع مختلفة تستخدم لترميم اللحم , العظم , الـجـلـد , الشعر ,الدم والعروق وغيرها , ويتغذى عليه المليارات من الخلايا الموجودة في جسم الانسان .
المراحل المختلفة لجهاز الهضم :
سنقوم هنا بتأمل عدة مراحل من جهاز الهضم :
الـهضم في الفم : خلقت الاسنان الامامية للتقطيع والاسنان الخفلية للطحن , والقوة العضلية اللازمة هنا كبيرة جدا , مثلا ثنايا الاسنان الامامية يمكنها ايجاد قوة تعادل 34 كيلو غرام , لكن الطواحن من الاسنان الخلفية تولد قوة تعادل 42 الى 100 كيلو غرام .
اللعاب ( ما الفم ) : يبدا التغيير في التركيب الكيميائي للطعام من الفم بواسطة (( اللعاب )) وهو اول سائل يغير تركيب الطعام , لوجود مادة ( البيتالين ) فيه التي تقوم بتحليل النشا الى سكر.
ويفرز اللعاب من ثلاثة ازواج من الغدد اللعابية :
الغدد التي تحت اللسان .............. الغدد التي جنب الفم .................... الغدد التي تحت الفك .
ثـم ان تـرشـح الـلعاب وافرازه دائمي حتى في الحالة الاعتيادية ويزيد افرازه عند المضغ والبلع وفائدته جعل اللسان والخدين رطبين ونظيفين مضافا الى منع الاسنان من جرح الفم عند التكلم .
البلع : تقسم عملية البلع الى ثلاثة مراحل :
الـمـرحلة الاولى : جمع الطعام الممضوغ على اللسان , ثم استعلا اللسان فجاة , و رمي لقمة الطعام الى داخل الحلق .
الـمـرحـلـة الثانية : عبور اللقمة من الحلق , وبمجرد وصول الطعام الى الحلق يغلق مجرى الانف بـواسـطـة ارتـفاع لسان المزمار الملتصق بانتها سقف الفم , ثم ان انقباض العضلات الموجودة في اطـراف الـحـنـجـرة يـضيق على منطقة الاوتار الصوتية وبالتالي يمنع دخول الطعام الى الرئتين وتقوم العضلات المضيقة للحلق باخذ اللقمة وارسالها الى المري .
المرحلة الثالثة : عبور المادة الغذائية من المري .
ان عـضـلات الـقسم الاعلى لمري الانسان حلقوية الشكل , بينما عضلات القسم الاسفل مستقيمة الـشكل , ويقوم المري بحركة دودية مولدا آمواجا تستغرق كل موجة حوالي 5 ـ 6 ثانية , والقوة الجاذبة ايضا عامل مهم يساعد على دفع الطعام من المري الى المعدة .
ان الـمري كالاقسام الاخرى لجهاز الهضم محاط بالاغشية المخاطية ,وهذا المخاط يحافظ عليه من الخدش الذي قد ينتج عن الذرات الصلبة الموجودة في اللقمة .
المعدة : هـي العضو العجيب الملي بالاسرار , ومحطة التوقف في الجهاز الهضمي التي من خلالها تتعرض المواد الغذائية الى التجزئة والتحليل والتركيب .
وعند تواجد الطعام في المعدة فان جدارها ينقبض انقباضات دودية .
ان الـقسم الاعظم من الجدار السميك للمعدة يتكون من طبقات عضلية تنقبض انقباضات قوية تظهر عـلـى شكل حركات دودية , ونتيجة لانقباض العضلات تغلق مقدمة المعدة ومؤخرها ويبقى الطعام في هذا الكيس لمدة ساعة الى ساعتين .
يـغطي السطح الداخلي للمعدة غشا مخاطي يحتوي على عدد كبير من الغدد الصغيرة التي تقارب ( 000 / 000 / 35 ) غدة خاصة لافراز سائل المعدة .
ان الـسـائل الـموجود في المعدة حامض ومحرق الى درجة انه لو وقع على اليد لاحدث انتفاخا في الجلد , وكذلك هناك مادة محافظة اخرى في المعدة لا يمكن لاي مادة ان تمر بها وتضرر او تخدش جدار المعدة .
وهـنـاك غـدد مختلفة في جدار المعدة كل منها خاص بافراز مادة معينة تؤثر على تجزئة نوع من انواع الطعام , مثلا بعضها يفرز مادة تؤثر على تحليل البروتين .
وبـعضها يؤثر على الدهون ويحللها وبعضها يؤثر على اللبن ويجعله مخثرا وبعضها يفرز مادة تؤثر على انواع الفيتامينات فتجذب الفيتامين وتخزنه في الكبد .
وعـنـدمـا يكون الطعام في المعدة يكون (( اسفنگرپيلور )) مغلقا , الى ان يتحول القسم الاعظم من مـحـتـويـات المعدة الى شبه سائل , فيقل اثر الهضم المعدي تدريجيا ويقل افراز السائل الحامضي ويتحول الطعام الى سائل بشكل كامل , فيسمى هذا السائل بـ (( كيموس المعدة )) ويدخل الكيموس من المعدة الى الامعا .
تبدا المعدة بالانقباض كل ثلاث او اربع ساعات وهذه الانقباضات اللاارادية تعرف بالم الجوع .
الكبد : هو اهم معمل كيميائي للبدن , وكل مادة تدخل البدن ولم يمكن تجزئتها حتى تحرر طاقة او تـصـبح جز من البدن , ترسل الى الكبد لدفع التسمم , وهنا يقوم الكبد باضافة مواد كيمياوية عليها ويجعلها محلولة لكي يسهل دفعها واخراجها عن طريق الادرار .
لقد احصوا اليوم اكثر من ( 500 ) عمل وفائدة عجيبة للكبد , ويجب القول انه لم توضح ولم تشرح تلك الوظائف والاعمال بشكل دقيق لحدالان .
وللكبد آلاف الاعمال والفعاليات الحفاظية , فهو يمزج المواد الضارة مع مواد اخرى وينتج تركيبات غـيـر ضارة , ويعدم بعض العناصر الضارة للجسم فورا , ويخزن بعضها الاخر ويطرحه بمرور الزمان وبمقادير معينة .
الامعا : يـصـل الـطـعـام الـى الامعا على شكل (( كيموس )) ـ كما تقدم ـ هذا السائل الناتج من المعدة مع التغييرات الكيميائية والفيزيائية عليه .
يـغطي السطح الداخلي للامعا لتؤات وارتفاعات عديدة كالمنشفة تعرف هذه الارتفاعات بـ ( پرز ) ان وجود هذه الارتفاعات يوسع السطح الداخلي للامعا ويسهل عملية جذب الطعام , كما ان لحركتها الدائمية الاثرالمهم في الاسراع بعملية الهضم , لتاثيرها في السوائل المجاورة لها.
ويـوجـد فـي اصـل كل ارتفاع , مجموعة من الخلايا التي تفرز سائل المعدة الحامضي , الذي ينهي هضم المواد بشكل كامل .
تمر المواد القابلة للهضم من جدار الامعا.
الامعا في كيس يتكون من طبقتين , ويسمى بـ (( الصفاق )) , يحافظ عليها من الالتهاب , فاذا لم تكن الامعا بين الصفاق هذا الستار الظريف الدقيق الرطب لم يمكنها الحركة في البطن .
بعض آيات اللّه في جهاز التنفس :
ان هـدف جـهـاز الـتـنـفس هو ايصال الهوا النقي الى الرئتين , لنقل الاوكسجين الى الدم من جهة , واخراج الهوا الذي اخذ منه الاوكسجين من جهة اخرى وتسمى عملية استقبال الهوا النقي بـ : (( الشهيق )) وعملية دفع الهوا الفاسد بـ : (( الزفير )).
بنا الرئة وخلقتها :
للرئة شكل اسفنجي ذات فتحات صغيرة جدا لا ترى بالعين المجردة , ويخمن عددها بـ 600 مليون فـتحة واذا جعل سطح جدار هذه الفتحات بشكل عرضي الواحدة بجوار الاخرى ستكون مساحتها 200 مترمربع اي ( 25 ) مرة ضعف سطح جلد الانسان .
ولـكـل مـن هذه الفتحات او البيوت الصغيرة للتنفس شبكة من الشعيرات الدموية على شكل خيوط العنكبوت .
ان هذه الشبكة ظريفة ودقيقة جدا بحيث ان كريات الدم الحمرا تعبر من خلالها واحدة واحدة فمن خـلال هذا الجدار اللطيف لهذا البنا الدقيق يطرح الدم ((اينودريد كربنيك )) وياخذ الاوكسجين النقي بحيث ان لون الدم في جهة من الشبكة اسود مائلا الى الازرق الغامق وفي الجهة الاخرى بلون الاحـمـر الفاتح , وخلال عدة دقائق يجب ان يمر الدم كله ـ اي ذخيرة الجسم باجمعها ـ من خلال هذه الشبكة الدقيقة.
ان هـذا الـعـضو الاسفنجي اللطيف يفتح ويغلق في كل يوم وليلة حوالي (000 / 28) مرة ويصفي سنويا حوالي 4 آلاف طن من الدم .
فما هذه الدقة في الخلق ؟ البدن .
فـهـل يـمكن لاحد ان ينظم هذه الامور الظريفة الدقيقة بان يستفيدالجسم من لب الطعام وجوهره ويطرح او يخرج الفضلات , الى خارج البدن ؟ فاذا لم يشعر الانسان بالجوع فما اعظم الخطر الذي سيواجهه , وبهذه السهولة يستطيع كل انسان ان يتفكر ويتدبر في خلق بدنه وبنا جسمه ويتعرف على خالقه من هذا الطريق .

#أحمد_عبد_الرحمن (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات