|
فتوى القرضاوي جريمة قانونية بحق الانسانية
حكمت أبو شهاب
الحوار المتمدن-العدد: 966 - 2004 / 9 / 24 - 12:35
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
ولا علاقة لها بالاسلام والاديان السماوية
في الوقت الذي أدان الأزهر خطف الرهائن وقتلهم والتمثيل بجثثهم حيث دانت (اللجنة الدائمة للازهر لحوار الاديان) بشدة خطف الرهائن وقتلهم، مؤكدة في ذلك أن الاسلام براء من هذه الافعال الوحشية ، وقد أصدرت اللجنة المذكورة بياناً أكدت فيه ادانتها خطف الابرياء المدنيين العزل كماأدانت كذلك بكل قوة ذبح وقتل الرهائن والتمثيل بجثثهم، وأضاف البيان "ان اللجنة تعلن بكل حزم ان من الجريمة بحق الاسلام أن يدعي مرتكبو هذه الجرائم انهم يرتكبونها باسم الاسلام والاسلام براء منهم"، وأشار البيان الى أن شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي جدد التأكيد أمام اللجنة "أن اسلوب خطف الرهائن سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين وأي كانت جنسيتهم مرفوض بكل وضوح وحزم في تعاليم الانسان ديناً وأحكاماً وخلقاً". أما الداعية الاسلامي الشيخ القرضاوي فقد أكد أن المدني في العراق صحيح هو من لا يقاتل أو يعاون المقاتلين المحتلين، مضيفاً لكن المدني الذي يعاونهم فيأخذ حكمهم، أي بمعنى يحل قتله وأكد الشيخ القرضاوي لجريدة الحياة من خلال جوابه على سؤال الجريدة بوجود مسلمين مدنيين في العراق وهم يعملون بحكم الواقع مع قوات الاحتلال ، فما هو الموقف من هؤلاء؟ فكان رد القرضاوي" بما أن الاحتلال يقاتل المسلمين فمن يعاون الاحتلال له حكم العسكريين" وأضاف قائلاً: "القتال ليس ضرب المسلمين فقط فالذي يسهل للاحتلال فهو معه، وكل من يخدم الاحتلال هو معه ويأخذ حكمه". من دون الدخول في تفصيلات الحياة الشخصية لشيخنا يوسف القرضاوي، لأن هذه الامور متعلقة بحياته الخاصة لا علاقة لنا بها وهو يمتلك كامل الحق والحرية في أن يعيش بالطريقة التي يريدها ويخطط لها لنفسه وأفراد عائلته، ولكن الذي يهمنا هنا هو التحريض على قتل الاخرين دون وجه حق، وبودي في هذا السياق أن اسجل لشيخنا يوسف القرضاوي الملاحظات الآتية: 1- ان كاتب هذه السطور كان واحداً من المعجبين وما زال بالبرنامج التلفزيوني الاسبوعي الذي غالباً ما كان يظهر فيه القرضاوي وهو برنامج (الشريعة والحياة) وبودي هنا أن أتسائل عن أي حياة تتحدث يا شيخنا؟! الا تتحدث عن حياة الانسان من أجل سعادته، وبالتالي فالاسلام وبقية الاديان السماوية الاخرى جاءت لتسعد الانسان وترفع من شأنه وتحترم آدميته وليس بدفع الاخرين وتشجيعهم على نحره والتمثيل بجثته. 2- ان تمدن الشعوب اليوم يقاس بمدى احترامها لحقوق الانسان والتزامها بمبدأ سيادة القانون واستقلال القضاء والفصل ما بين السلطات واحترام الشرعية القانونية، وتحرم في دساتيرها مباديء العنف والدعوة الى التفرقة العنصرية والطائفية والقومية والدينية والدعوة الى الحرب التي لا تخلف الا القتل والدمار وتؤكد على تآخي الشعوب والامم والاديان وتدعو الى الامن والاستقرار، فأين أنتم يا شيخنا القرضاوي من هذه المباديء الوطنية والاممية؟ وأين تقفون من هذه المباديء والقيم عندما تفتون بقتل الاخرين لا لجرم ارتكبوه الا لأنهم يريدون أن يعيشوا كباقي بني البشر. 3- كان العراق حتى الشهر السادس 2004 بلداً محتلاً وفقاً لقرار مجلس الامن 1483 ، وبعد التاريخ المذكور ووفقاً لقرار مجلس الامن 1546 تحول العراق الى دولة مستقلة وذات سيادة، ولكن في ظل وجود القوات متعددة الجنسيات والتي تلعب القوات الأمريكية فيها الدور الفاعل، وأن بقاء هذه القوات مقرون بموافقة الحكومة العراقية المؤقتة ومتى ما ترى الحكومة العراقية بأن حاجتها لهذه القوات قد أنتفت وتطلب منها الخروج من البلاد فأن على تلك القوات أن تترك العراق وفي حال عدم رضوخها لقرار الحكومة العراقية عندما تطلب منها ذلك فآنذاك لكل حادث حديث، وأن الشعب العراقي أقدر وأعرف من غيره أن يتصرف بالشكل وبالطريقة التي تخدم مصالح شعب العراق. 4- وفي سياق ما تقدم فأن كافة العراقيين ابتداءً من العاملين الذين يعملون في تنظيف شوارع المدن العراقية ومروراً بكافة موظفي الدولة العراقية من أصغر موظف فيها حتى رئيس الجمهورية يعملون من أجل بلدهم ويناضلون بهدف انجاز المهام التي يكون بمقدورهم فيها الطلب من القوات المتعددة الجنسيات الخروج من العراق، وبالتالي فكل هؤلاء العراقيون يعملون - حسب رأي الشيخ القرضاوي- مع المحتل وبالتالي فأن حكمهم هو حكم المحتل و يحل قتلهم وذبحهم. أليست هذه دعوة الى القتل الجماعي وقتل شعب بأكمله! حسب فتوى شيخنا القرضاوي. 5- ان شيخنا يوسف القرضاوي يعرف جيداً، كما يعرف الاخرون ، بأن المحرض على ارتكاب الجريمة شريك فيها وبالتالي فأن هناك قاعدة قانونية تقول( الشريك كالاصيل) ووفقاً لهذه القاعدة القانونية فأن الشيخ القرضاوي شريك في كافة الجرائم التي ارتكبت وسوف ترتكب في العراق بحق المدنيين من العراقيين والاجانب الذين يعملون فيه. 6- انني أدعو كافة منظمات حقوق الانسان في العراق وكافة المنظمات العاملة في مجال حقوق الانسان الاقليمية منها والدولية والحكومة العراقية الى ادانة وشجب فتوى الشييخ يوسف القرضاوي التي يعطي فيها الحق الشرعي بقتل المدنيين في العراق لأن فتواه هذه تشمل جميع العراقيين والاجانب العاملين في العراق لكونهم يعملون مع الحكومة العراقية المؤقتة في ظل تواجد القوات متعددة الجنسيات. وأطالب تلك المنظمات والحكومة العراقية بتقديم شكوى ضد الشيخ يوسف القرضاوي الى محكمة لاهاي الدولية بتهمة التحريض على القتل الجماعي وابادة الجنس البشري بطرق وحشية بعيدة عن قيم الاسلام والاديان السماوية والقوانين الوضعية وفي مقدمتها القوانين السارية في دولة قطر الشقيقة التي يعيش فيها شيخنا القرضاوي. د. حكمت أبو شهاب 22/9/2004
#حكمت_أبو_شهاب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مصر: جدل بسبب تصريحات قديمة لوزير الأوقاف عن فتاوى الشيخ الس
...
-
ماذا بقى من القواعد العسكرية الفرنسية في أفريقيا بعد انسحابه
...
-
محكمة روسية تدين مواطناً هولندياً بتهمة الاعتداء على ضابط شر
...
-
كله إلا سارة.. نتنياهو ينتقد وسائل الإعلام دفاعًا عن زوجته:
...
-
يورونيوز نقلا عن مصادر حكومية أذرية: صاروخ أرض جو روسي وراء
...
-
إطلاق نار في مطار فينيكس خلال عيد الميلاد يسفر عن إصابة ثلاث
...
-
إعادة فتح القنصلية التركية في حلب بعد 12 عاماً من الإغلاق
-
بوتين: روسيا تسعى إلى إنهاء النزاع في أوكرانيا
-
ماذا تنتظر عمّان من الشرع و ترامب؟
-
-يديعوت أحرونوت-: إسرائيل تهاجم اليمن بـ 25 طائرة مقاتلة
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|