|
الشعارات والهتافات التى رددتها الجماهير يوم عاشوراء
أحمد السعد
الحوار المتمدن-العدد: 3220 - 2010 / 12 / 19 - 22:42
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لم تكن مراسيم العزاء الحسينيه معزولة يوما عن احداث الوطن وعن الوضع السياسى ومعاناة الناس خصوصا الطبقات الفقيره من المجتمع العراقى المتأثره اكثر من غيرها بقسوة الوضع الأقتصادى والسياسى المتردى وعكست الشعارات والـ(ردات) والأشعار التى تتردد فى تلك المراسيم نبض الشارع العراقى وليس المزاج الشيعى فقط وكان للوضع النفسى الذى خلقته المناسبه والأحساس بفاجعة آل البيت وما تثيره فى نفوس الناس المقهورين من شعور بالقهر والأضطهاد أعمق الأثلر فى تهييج المشاعر وتحشيد العقول ضد الظلم، فهم يشعرون أن معاناتهم هى امتداد لمعاناة ولمأساة الحسين وبأن ثورة الحسين تلهمهم وتثير فيهم روح الحماس والجرأه فى مواجهة الحاكم وكشف العيوب والنقص والمعاناة فى حياتهم وبأن المستقبل أمامهم لا يبدو واضحا فى ظل تسابق السياسيين لأحتلال المناصب فى حين تبقى غالبية الشعب تعانى نقص الخدمات وسوء الحالة الأقتصاديه والمعاشيه والصحيه . وليست المرة الأولى أن تنطلق هذا العام شعارات تعكس المزاج العام للجماهير الفقيره وتجسد طروحاتها ورأيها بما يدور حولها من أحداث وظواهر حيث تحرك المناسبه بما تحمله من عبر وبما تثير من مشاعر الجماهير للأفصاح عما يعتمر فى داخلها من الم ومراره وهى ترى فى ذروة الحزن والأسى أن حياتها ومستقبلها لايسيران وفق مشتهاها وبأن المظلوميه التى كان الحسين وأهل بيته ضحيتها قد اصبحت تمارس عليهم من خلال الظواهر التى تفرزها الأوضاع الجاريه فى العراق اليوم من استشراء الفساد ونقص الخدمات وأنهيار هيبة الدولة العراقيه وتدخل دول الجوار فى الشأن العراقى فتعمل مخيلة المواطن البسيط الى الربط بين ما يعيشه المواطن من مظلوميه وحرمان وبين ما آلت اليه دولة الأسلام على ايدى خلفاء بنى أميه الذين شيدوا القصور وغرقوا فى الملذات بينما كان الناس يعانون الجوع والحرمان والظلم حتى ثار الحسين ليرفع الظلم عن الناس ويعيد دولة المبادىء ، الدولة التى وضع اسسها جده الرسول الكريم ومن بعده الخلفاء الراشدون . كانت مسيرات العزاء الحسينيه ايام عاشوراء تنطلق فى كافة المدن العراقيه الجنوبيه والوسطى ولم تتوقف الا عند اشتداد الحملات البعثيه عليها لشعور النظام البعثى انذاك بخطر هذه المسيرات وبما يتردد فيها من شعارات تعكس رأى الشارع فلقد نادت الشعارات التى رفعتها ورددتها المواكب بسقوط معاهدة 1930 وألثورة ضد الأنكليز ورددت هتافات بسقوط نورى السعيد والحكومات العميله للأنكليز حتى كانت بعض شعاراتها تتطابق مع شعارات القوى السياسيه اليساريه . وفى هذا العام ، لم تتخلف المواكب الحسينيه فى مدينة كربلاء عن تلمس نبض الشارع العراقى فترددت شعارات وهتافات نددت بالوضع المتردى للوطن ولتدخل دول الجوار وأهمال الحكومة لهموم الناس وأنشغال النواب بجمع الثروات وكل ما يفيض عن الوجدان الشعبى العراقى من هموم تتعلق بحياة الناس . وهى رساله موجهه الى المؤسسه الحاكمه وأحزاب السلطه والبرلمان والمسؤولين تنبه ولكنها تتوعد ايضا بأن صبر الناس يمكن أن ينفذ أذ أن الجماهير قد ذاقت الأمرين منذ سقوط الطاغيه ولم تجد لحياتها وواقعها تغييرا يذكر وتذكر ايضا السياسيين بالوعود التى قطعوها ايام حملاتهم الأنتخابيه والتى لم تر الجماهير منها شيئا على ارض الواقع بما يمس حياتهم وواقعهم : هاي الوزارة نوجه الهه العتب واقعنه نفسه باقي شنهو السبب معقولة هذا الصار ويصير الهاي الامور انريد تفسير تعال وشوف هذا الظلم يحسين وطبعا لم يغب الفساد وتفشيه فى مفاصل الدوله عن شعارات المواكب الحسينيه لأن الجماهير بحسها الوطنى البسيط تدرك أن أستشراء الفساد يعنى المزيد من الأفقار للجماهير والمزيد من الثراء للطبقه الحاكمه وأن السكوت عنه فساد اكبر : وين حامي الحرب على المفسدين ليش ماشفنه حكم على المجرمين رقابهم محد لواها لاقضاء ولا نزاهه تعال وشوف هذا الجور يحسين الجماهير الفقيره وهى تحيي مراسيم عاشوراء لم يغب عنها حسها الوطنى فهى ليست مغفله وساذجه كما يتصورها الحكام الجدد فهى تستلهم من ثورة الحسين على الظلم قوة وجرأه فى مواجهة واقعها المرير وتضع اصبعها على الجراح التى تنز من جسد الوطن : تدري جيران الوطن متآمرين على تمزيق الوطن متوحدين يا امام الثائرين على دربك سائرين يا حسين ولقد أثبتت الجموع المحتشده فى كربلاء ان شيعة العراق الفقراء مع وحدة الوطن وليسوا مع ما يروج له الحكام الجدد وأحزابهم فى تقسيم العراق الى ولايات او فيدراليات فهم عاشوا فى العراق الواحد وعرفوه عراقا موحدا يجمع الكل تحت خيمته سنة وشيعه ومسيحيين وصابئه وأيزيديين ، عربا وكردا وتركمانا وشبكا وأرمن وآشوريين وكلدان ، هكذا عرفوا العراق وهكذا احبوه : خلي الروح العدوانية تموت اليوم وارفع عنوان الوحدة يكفينا هموم وحدتنا العراقية ... هيه المرجيه هيه يا حسين اسمع هذا الصوت سأتركك عزيزى القارى لتطلع على الشعارات التى رددتها الملايين من الشيعه فى يوم عاشوراء ليعرف الجميع أن شيعة العراق ليسوا اقل وطنية من غيرهم وليسوا اقل اصالة وعروبة وألتصاق بالأرض والوحدة الوطنيه ، وبأن ما تروج له احزاب الأسلام السياسى بأن جماهير الشيعه هم قاعدتها الشعبيه وهم ( الأرقام) التى ترفع رصيدها الأنتخابى لأن هذه الجماهير قد قالت كلمتها يوم عاشوراء وستقولها بوجوههم فى يوم قريب . وين الاعمار الوطني .. وين الليحجون واحدهم جاي يفرهد ... خلي يسمعون كل القصة ومابيها .. حاميها حراميها يا حسين اسمع هذا الصوت شعبي كالجمل اكله صبح عاكول لكن على الظهر كله ذهب محمول شنهو الذهب مفعوله لو حاير بعاكوله يا حسين يا حسين ثروة ومنهوبه وتلعب بيهه الاحزاب وابن بلادي ضايع ما بين الاغراب والجمعية الوطنية ... رواتب مليونية يا حسين اسمع هذا الصوت انتبه شعبي واخذ كل الحذر منا الجوار اصبحت كلهه خطر إتحيطك افاعي تكطر سموم غايتهه توكع بعد ما تكوم محروس يا هل الوطن ... محروس يا هل الوطن كالو اجه التغيير ..كلنه انسعدنه تالي صفت مكلوب .. والله انمردنه نبقه اعله هل المنوال انريد اليغير الحال بالطف دمك سطع يا حسين الوطن من ينباك صوج النواطير الشعب ضحه هواي ماعنده تقصير نحجي ونظل انعيد ... حارس امين انريد بالطف دمك سطع يا حسين سجل يا شعب تاريخ الك مشهود كل هذا الجره وصبرك بلايه حدود لازم تعبر الشدة ... صيح بصوت واتحده اسمع يا وطن هاي الحناجر شمعنه على الجره سكتت حكومتنه جار النه يمد ايده على ثروتنه ليش يموت جندينه .... يا ناس بشواطينه اسمع ياوطن هاي الحناجر ماضي على العهد شعبك يبو الثوار كل جيل اليجي يستكمل المشوار لا ما نقبل الذلة ....والما يعرف انكله اسمع يا وطن هاي الحناجر يبو اليمه شعبك ايعيش ابمآسي والقوائم همهه توزيع الكراسي رشوة وارهاب وبطالة والشعب ساءت احواله والله ملينه الوعود ... كافي ملينه الوعود شع بكربلا ضيك يبو الاحرار علمنهج مشينه ومانهاب اخطار موكبنه بشهر عاشور ... ينهض على الظلم ويثور اسمع يا وطن هاي الحناجر نطالب يمجلس والطلب سجله انريد الحلول المقنعه وعاجله حكم ضميرك خلي احساس تخدير كافي ملت الناس محروس يا هل وطن ... محروس يا هل وطن انريد الرئاسة اتصير شدة ورد كل الاطياف بهل البلد تتحد نريد الحكومة القادمة بالعدل تخدم شعبنه وعنه لا ماتزل الشعب ضحه وضاك آهات انريد اليعوض عنه ما فات محروس يا هل الوطن محروس يا هل الوطن كافي جرعنه هواي هم وسكم مابينه بعد ردود نحمل هضم احنه صبرنه صبر ايوب يردون منه نصبر انوب محروس يا هل الوطن محروس يا هل الوطن عولمة امريكا صفت مشكله تقيد شعوب العالم بسلسله ناقوص دك بالخطر انذار نهج الجديد للاستعمار محروس يا هل الوطن محروس يا هل الوطن
#أحمد_السعد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دور المثقف فى عملية التغيير
-
خمس قصص قصيره جدا
-
الحراك السياسى العراقى والولادات الجديده
-
رسالة مفتوحه أسرة وكتاب وقراء الحوار المتمدن
-
هل انتهى شهر عسل حكومة المالكى والأدارة الأمريكيه
-
غرامة 400 الف دولار لصحفية سودانيه بسبب مقال حول لبنى الحسين
-
هل تستبعد الأيادى الأمريكيه عن أنقلاب هندوراس ؟
-
عن(أشرف) مرة أخرى
-
يا ترانه الجميله ....أمك ما زالت تبحث عنك
-
دفاعا عن حركة الجماهير الشعبيه من أجل الحقوق الديمقراطيه وال
...
-
عن اشرف مرة أخرى
-
بيان استغاثه
-
حزب توده يفتح النار علىمرشد الثورة على الخامنئى
-
من هم قراء الحوار المتمدن ؟
-
حول الأسرة والمدرسة
-
أنشطه ثقافية ينهض بها فرع البصرة للحزب الشيوعى العراقى
-
قاسم محمد...وداعا ايها الرائع
-
المجد للرابع عشر من نيسان
-
الطبقه العاملة العراقية وموقعها فى العملية السياسيه
-
سلاما ايها الحزب
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|