أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - وصفي احمد - أضواء على ولادة المجتمع العراقي المعاصر














المزيد.....

أضواء على ولادة المجتمع العراقي المعاصر


وصفي احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3220 - 2010 / 12 / 19 - 22:22
المحور: المجتمع المدني
    


أضواء على ولادة المجتمع العراقي المعاصر
عاش العراقيون حالة من الأنقطاع الحضاري امتدت لقرون طويل امتدت من سقوط بغداد على يد هولاكو حتى الحرب العالمية الأولى حيث تخلص من نير الحكم التركي الذي لم يولي أي أهمية للبنية التحتية للعراق و لم يكن واجب الولاة العثمانيين الذين تعاقبوا على الحكم في بلادنا سوى جمع الضرائب و الأتاوات و ارسالها إلى اسطنبول . لذلك تخربت الطرق و انقطع التواصل بين أجزاء العراق المختلفة بسبب انقطاع الطرق لانعدام الامن . و تدهوت الزراعة لهذا السبب و لانسدا قنوات الري و فقدان السدود التي تحمي المزارع من الفيضانات التي كانت تحدث سنويا تقريبا . دون أن ننسى دور الأوبئة التي كانت تحصد أرواح العراقيين بما يؤدي إلى انقراض مدن و قرى بكاملها .
و من يراجع الأبحاث التي قدها الباحثان : علي الوردي و حنا بطاطو , باعتبارهما أفضل من درس المجتمع العراقي , يلاحظ تركيزهما على أمر اساسي أسماه الأول تناشز , في حين أطلق الثاني عليه مصطلح تخلخل , و كلا المصطلحين يعطيان نفس المعنى .
يعزو الوردي التناشز الذي يعاني منه المجتمع العراقي المعاصر إلى التطور السريع الذي حصل في حياة العراقيين في أعقاب الحرب العالمية الأولى فيقول : (( من طبيعة التغيير السريع أنه لا يؤثر في الكيات الاجتماعي على درجة واحدة . فكثيرا ما يكون هناك جزءان مترابطان ثم يحدث التغيير في أحدهما أسرع مما يحدث في الآخر فيؤدي ذلك إلى صراع أو توتر أو تناقض بينهما . و هذا ما أسميه بالتناشز الاجتماعي )) .
و لدى تناوله لأشكال مقاومة الحضارة يقول الوردي :
(( لو أن الحضارة جاءت إلى العراق ببطء و تدرج على منوال ما جاءت به إلى بعض البلدان العربية كمصر و لبنان , لربما كان رد الفعل أضعف أثرا )) .
و يلاحظ أن الوردي وهو منخرط بدراسة المجتمع العراقي في ظل الاحتلال العثماني , قد أفرد إهتماما خاصا بمصر و الحجاز لأنهما كانا يمثلان القطبين المتضادين في المحيط الاقليمي العربي و الإسلامي للعراق , بقدر تعلق الموضوع بالانفتاح على الحضارة الاوربية . ففي سنة 1798 فتح نابليون مصر , و يمثل هذا التاريخ باكورة اتصالها بالتطور الحضاري الذي شهدته أوربا في القرن التاسع عشر و قد مهد ذلك لمحمد علي باشا الكبير لحكم مصر حقبة طويلة ( 1805 – 1848 ) و كان كما يذكر متأثرا بشخصية نابليون النهضوية و التوسعية , الأمر الذي أهل مصر للتطور المستقل عن الباب العالي .
وبهذا المعيار التاريخي فإن العراق قد تأخر عن مصر 12 عقدا , هذا إذا قابلنا إحتلال نابليون لها باحتلال الجنلاال مود للعراق سنة 1918 , و هذا يعني أن التطور في مصر قد حدث بشكل تدريجي بينما حصل في العراق بايقاع سريع جدا . فقبيل الجرب العالمية الأولى لم يكن لدى العراقيين مشروع وطني عراقي مستقل الذي ولد في رحم الاحتلال البريطاني للعراق بعد الحرب العالمية الأولى . و يمكن تشبيه المجتمع العراقي و هو ينخرط بتأسيس دولته المستقلة كمن يلقى في النهر وهو لا يجيد السباحة .
و مقابل التجربة المصرية تقف تجربة الحجاز , الذي ظل محافظا على بيئته البدوية , عصيا على التغيير . و حين أعلنت المملكة العربية السعودية سنة 1932 , كانت نموذجا لدولة العشيرة التي لا يجمعها جامع مع نمط الدولة المدنية الحديثة . لم يشهد مجتمع الحجاز أبان تأسيس دولته الحراك و التناشز الاجتماعي الذي حصل في العراق . فقد تحولت هناك القبيلة المتغلبة , بأعرافها و قواعد سلوكها و ثقافتها إلى دولة . و لم تستغرق تلك الدولة مشاغل صياغة دستور مدني يفصل بين السلطات : التشريعية و التنفيذية و القضائية .
لقد تمكنت المصالح الطبقية في المجتمعات الرأسمالية الصناعية من اختراق خنادق التقسيمات : العرقية و الدينية و الطائفية .... الخ مؤسسة بذلك لمبدا التعددية التي نشأت على أساسه المجتمعات المدنية في الغرب . أما في العراق و بسسب تأخر بدايات التصنيع , و ضعف تراكم رأس المال الخاص , فلم يقيض للمصالح الطبقية الجنينية أن تحدث اختلراقا حاسما في البنى الاجتماعية العصبوية التي تنتمي إلى ماقبل المجتمع الصناعي .



#وصفي_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انقلاب 8 شباط 1963 – الحلقة السابعة من الحكم الهزيل
- الاجراءات القمعية لسلطة 8 شباط ضد رموز العهد القاسمي
- الإجراءات القمعية لانقلابيي 8 شباط ضد الشيوعيين
- الحلقة السادسة: التناحر بين الأحزاب السياسية
- الصراع بين الاحزاب السياسية - الحلقة الخامسة من الحكم الهزيل
- الحكم الهزيل
- بغداد تستباح من جديد
- التذمر الجماهيري في العراق بين ضعف الوعي و غياب القيادة
- لنوقف الهجمة الحكومية على الطبقة العاملة
- الدولة العراقية الحديثة و اشكالبة التأسيس
- في سبيل بناء حركة شبابية – طلابية تحررية:
- الطبقة العاملة في العراق و متطلبات المرحلة
- حدث في مثل هذا اليوم
- التدخلات الخارجية وازمة تشكيل الحكومة
- من اجل اطلاق حملة ضد البطالة
- من المسؤول عن ازمة الكهرباء في العراق
- نظام الملالي في إيران بين مطرقة العقوبات الاقتصادية وسندان ا ...


المزيد.....




- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال ...
- البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن ...
- اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
- البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا ...
- جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س ...
- حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - وصفي احمد - أضواء على ولادة المجتمع العراقي المعاصر