أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جابر جنزيل - صهيل العباءات العراقية














المزيد.....

صهيل العباءات العراقية


جابر جنزيل

الحوار المتمدن-العدد: 966 - 2004 / 9 / 24 - 09:40
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


في جلسة المجلس الوطني العراقي المؤقت ليوم أمس، نوقشت موضوعة ( اجتثاث البعث)، لقد تتبعت الجلسة بكل تفاصيلها، الأمر المفرح الذي جلب انتباهي هو تلك المشاركة الواسعة والمضمخة بالغضب العراقي الأصيل للنساء لابسات العبي. اللواتي اعتمدن على الارتجال في الإلقاء على عكس أصحاب الأوراق المكتوبة والنظارات الموضوعة على الأنوف. أعتقد أن كل من شاهد وسمع الجلسة سيخرج بذات النتيجة التي خرجت بها أنا، حقاً، أن النساء أقدر على التعبير عن المأساة والظلم وتلمس المعانات من الرجال،. قد تكون هي الخصلة التي زرعها الله فيهن منذ الأزل، استشعار الخطر المدفون. ألم يكن على مدى سنين البغي والظلم هن الضحية القريبة من الجلاد.. ألم نترك مجبرين، الأم والزوجة والأخت و الأبنة.. رهائن عانت من رعب البعث، وقساوة البعد والفراق وحنين الشوق وكم من الأشواق والرغبات والأحلام، قد دفنت في نفوسهن وكم كظمن من الآه كي لاتيبس الروح ويجف ماء الحياة فيها.
إحساس بالزهو تملكني، وأنا أشاهد العباءات العراقية تصهل في المجلس، تحتج وتندد وتحذر كل من أراد أن يخفف من بشاعة البعث، والمساواة بين الجلاد وضحيته. لقد حاول البعض وبكل وقاحة من أجل تنزيه البعث ورجاله من كل المداهمات، التي كانت تروع العوائل العراقية، وإلصاقها بأجهزة الأمن والمخابرات فقط، وكأن من كان يتسلق جدران المنازل بالسلالم ، ويطأ سطوح البيوت هم أشباح المخابرات فقط وليسوا من جرذان الفرق الحزبية، والبعض الآخر راح يستدر عطف المجلس، للعوائل البعثية التي لم تصرف لها رواتب منذ أشهر، ومنهم من طالب بكل وضوح للكف عن إيذاءهم، لكن أحداً من هؤلاء لم يتجرأ على الإجابة على صرخة إحدى العضوات الملوحة بالغضب ( دِلوني على بعثي واحد حُوكم حتى الآن).
ما أغاضني ذلك التدليس، وخلط الأوراق الذي مارسه نفر من أعضاء المجلس، وتلك الرخاوة التي قيلت من ممثلي بعض الأحزاب التي كانت هي قبل غيرها من اكتوى بنار البعث. أنا أعتبر أن الأمر ليس أمر تسامح بل هو صلافة اقترفها ممن ادعوا أنهم يمثلون الشعب العراقي.
وأخيراً وليس آخراً، أليس من المفارقة أن نشغل أنفسنا بترتيب أماكن محترمة وحياة لائقة لمن أجرم بحق العراقيين، ونترك في ذات الوقت ضحاياهم للعوز والفقر. ألم توصد الأبواب بوجه المفصولين السياسيين بيد من كانوا حتى الأمس القريب هم السجانين.. ثم من يُقنع العراقي بأن العراق أصبح جديداً، وهو يرى بعثيي الأمس يمتطون العهد الجديد، وكأن شيئاً لم يكن. ألم يمسك السيد عبد الكريم المحمداوي عضو المجلس يد الحقيقة ،حين قال؛ ذهبتُ إلى وزارة الداخلية ، ورأيت الكل ما عدا وزير الداخلية وطبان الحسن ..!!
ثم ما هي هذه النغمة التي يراد بها تهديد المجلس وعبره تخويف الشعب العراقي، من مخاطر التعرض للبعثيين وتقديمهم للمحاكمة كي لا ينخرطوا في عصابات الإرهاب!! أنسينا أن البعثيين جبلوا على القمع وإيذاء الآخر وأن الحبال التي يمسكونها بأيديهم لم تكن يوماً لمساعدة الناس بل لصناعة الموت.
حدس الناس اليوم يتصاعد، بالخوف من عودة البعث، بلباس، ومسميات عدةت. أن من يتكأ على كتف الأمريكي كي يتحصن به، لابد أن يعي أن الأمريكي يضع قدمه حين تكون مصالحة مضمونة، دون الالتفات إلى ملامح صاحبه إن كان بشعاً أو حسنا.
ما رأيته أمس أن صهيل تلك العباءات العراقية كان مغسولاً بسواد الليل الطويل الذي خيم على بلادنا ومجبولاً بحزن أزلي، سمعت فيه أصوات ضحايا المقابر الجماعية تلعن قاتلها الطليق، وتحكي لوعة النسيان، وأصوات أنين من تيتم وشوه وعانى.. أصوات أرادت أن تذكي ذاكرة من أراد النسيان أو أنساه المنصب.. أن تفتح عيون من أعمته الرؤية عما يدور في العتمة.. صهيلها أ يقظ مآسي الأمس المكلومة.. صهيل كان نذيراً لنا من قرب إنتاج ظاهرة البعث مرة أخرى..
24/9/2004



#جابر_جنزيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !!مجموعة أل 19 عشر المبشرة بالجنة00
- !!عيب ياقنواتنا الفضائية..العراقية والشرقية..
- كيف تدار منافذنا الحدودية؟
- لنجعل من الدستور المؤقت( بروفة) لدستورنا الدائم
- لروح بالدم نفديك يا ....
- مطبات الحوار المفتوح


المزيد.....




- الكرملين يكشف السبب وراء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد على ...
- روسيا تقصف أوكرانيا بصاروخ MIRV لأول مرة.. تحذير -نووي- لأمر ...
- هل تجاوز بوعلام صنصال الخطوط الحمر للجزائر؟
- الشرطة البرازيلية توجه اتهاما من -العيار الثقيل- ضد جايير بو ...
- دوار الحركة: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
- الناتو يبحث قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ فرط صوتي قادر على حمل ...
- عرض جوي مذهل أثناء حفل افتتاح معرض للأسلحة في كوريا الشمالية ...
- إخلاء مطار بريطاني بعد ساعات من العثور على -طرد مشبوه- خارج ...
- ما مواصفات الأسلاف السوفيتية لصاروخ -أوريشنيك- الباليستي الر ...
- خطأ شائع في محلات الحلاقة قد يصيب الرجال بعدوى فطرية


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جابر جنزيل - صهيل العباءات العراقية