أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - هذا الفزع !















المزيد.....

هذا الفزع !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 966 - 2004 / 9 / 24 - 12:34
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


بعض من المثالب التي يعدها القوميون العرب ، ومن لبس منهم رداء الدين اخيرا على العراقيين هذه الايام ، هو قيام علاقة قريبة ، او بعيدة بينهم وبين دولة اسرائيل ، او ان هناك يهودا عراقيين يريدون العودة لوطنهم ، او أن هناك علاقة ما ، اقتصادية كانت ام سياسية تلوح في الافق بين الدولة العبرية والعراق 0 وحال المواخذة هذه ينطق به بعض من العراقيين انفسهم الذين لا يزالون ينظرون الى تطور الوضع السياسي بين البلدان العربية واسرائيل نظرة رجل أعور ، فهم مازالوا يستندون في نظرتهم هذه الى مفاهيم بالية داس عليها العرب انفسهم قبل ان يدوس عليها عراقي واحد قبلهم ، فكثير من الدول العربية تربطها علاقات دبلوماسية مع اسرائيل بهذا الشكل او ذاك ، منهية بذلك حالة الحرب التي كانت قائمة بينها وبين اسرائيل ، واخص بالذكر هنا مصر والاردن والفلسطنيين انفسهم الذين اعترفوا باسرائيل ، وجلسوا معها على اكثر من طاولة مفاوضات في اسرائيل نفسها ، او في بلدان عديدة اخرى ، وكلنا يتذكر دموع السيد ياسر عرفات التي ذرفها ساخنة تحرق الخدين ، وهو يعزي بوفاة رئيس وزراء اسرائيل السابق ، اسحق رابين ، وذلك بعد ان قتله احد المتطرفين اليهود 0
اقول بعد كل هذا الدهن والدبس ما بين العرب واسرائيل يأتي من يلوم العراقيين على لحاق ركب العرب نحو تل ابيب ، وبدون حجة مقنعة ، أو بحجة واهية هي ان العراق ما زال في حالة حرب مع الدولة الاسرائيلية ، تلك الحالة التي شطب عليها الرئيس المصري ، انور السادات ، بنعل ، وطار الى اسرائيل ليجلس بزهو ، قريبا من مناحيم بيغن ، رئيس وزراء اسرائيل ساعتها ، وبمباركة العزيز ، جيمي ، مثلما كان انور السادات يحرص على هذه المناداة ، ويعني بها السيد جيمي كارتر ، رئيس الولايات المتحدة السابق 0
قبل ايام فزع الشيوعيون العراقيون من دعاية اطلقها قوميو العروبة من بيروت العرب التي تسبح عند شواطئها عناصر مخابرات عديدة و من دول العالم المختلفة ، وهي بيروت ذاتها التي كانت مصنعا للمؤمرات الغربية على البلدان العربية ، خاصة العراق بالذات زمن الانقلابات العسكرية القومية ! واخرها انقلاب 17 تموز المشؤوم سنة 1968 الذي حمل البعث وصدام الى السلطة فيه 0
تقول هذه الفزاعة : إن الحزب الشيوعي العراقي يريد ان يعيد للعراق من اسرائيل اعضاء يهودا كانوا في صفوفه سابقا ، ورغم النفي المتسارع لهذه الكذبة القومية من قبل الشيوعيين العراقيين ، يظل من حق أي مواطن عراقي هُجر من وطنه قسرا أن يعود اليه ، سواء اكان هذا المواطن يهوديا ، نصرانيا أم مسلما ، فتهجير اليهود العراقيين والعرب الى اسرائيل كان مؤامرة خدمت الصهيونية اكثر مما خدمت العرب انفسهم ، ثم ان اليهود العراقيين يظلون عراقيين مثل غيرهم من العراقيين الذين هجرهم نوري السعيد ، ومن بعده صدام الساقط، وفي جريمة كبرى لم يشهد لها التاريخ مثيلا ، اذ بلغ عدد المهجرين العراقيين الان اكثر من اربعة ملايين مهجرا ، وهو ما قد يزيد على عدد المهجرين الفلسطنيين انفسهم الذين هجرتهم اسرائيل بعد ان استولت على مدنهم وقراهم 0
في الغربة والتهجير الذي احرقنا فيه خيرة سنوات العمر ، بعيدين عن الاهل والديار جمعتني الصدفة برجل بائع ، وانا ابحث عن عمل مع زميل لي في دمشق من سورية بعد ان استبد بنا الافلاس ، وكانا نحن الاثنين من الذين كانوا يرفضون ان يمدوا ايديهم لحزب ، او منظمة عراقية املا في حفنة من مال 0
سالت الرجل الذي كان يبيع مساحيق التنظيف في سوق البزورية المتفرع عن سوق الحميدية الشهير عن امكانية الحصول على فرصة عمل في معمل من معامل تصنيع الصابون المعروف بالغار في سورية ، وبالرقي في العراق، رحب الرجل بنا ، ويبدو أنه تعرف على هويتنا من خلال لهجتنا العراقية ، وبادر الى ورقة صغيرة ، كاتبا فيها عنوان معملهم الواقع على اطراف دمشق ، قائلا : ستجدون أخي هناك 0
كنّا نظنه سوريا باديء الامر ، لكننا اكتشفنا ، حين زاولنا عملنا في اليوم الثاني مع اخيه ، وذلك بحمل الصابون سائلا باسطل ، ومن طناجر تصنيعه الضخمة التي تتميز غيضا من شدة الحرارة الى حواض معدة بشكل محسوب ، أن الرجل كان يهوديا عراقيا هجّره نوري السعيد الى اسرائيل ، لكنه هو واسرته جمعاء رفضوا الذهاب الى اسرائيل ، وفضلوا الذهاب الى سورية ، وكان ذلك سنة 1949 م ، وقد استقبلتهم سوريه على اعادتها في استقبال جميع العراقيين على مختلف قومياتهم ، ومختلف مللهم ونحلهم ، وها هم الان يملكون في سورية معملا ضخما لتصنيع الصابون ، وبمساحة شاسعة ، ويبلغ ثمنه الآن الملايين من الليرات السورية ، هذا بالاضافة الى محالهم التجارية 0
يبدو أن الرجلين سارعا لتشغيلنا كعمال بعد ان اخذتهما الوطنية العراقية التي ظلا حريصين عليها طوال سنوات الاغتراب هذه ، فكيف يريد ادعياء القومية المزيفة من حزب عراقي عريق هو الحزب الشيوعي العراقي والذي ضم في صفوفه الكثير من العراقيين بغض النظر من دياناتهم وقومياتهم أن يتنكر لاعضائه حتى لو كانوا يهودا هجروا قسرا الى اسرائيل ؟ هذا من جانب ، ومن جانب آخر لماذا يواخذ على العراقيين مصافحة مسؤول اسرائيلي ، أو زيارة مسؤول عراقي لها ، وبعد أن صافح العرب رجالات اسرائيل في السر والعلن ، وزاروها غير ما مرة ؟ ولماذا يحرم العرب على العراقيين ما يحلونه لانفسهم ؟ وها هي اخر اخبارهم تقول : لقد التقى وزير الخارجية الاسرائيلي ، سليفان شالوم خلال اجتماع الجمعية العامة وزراء خارجية كل من قطر وتونس وعمان، وعرض عليهم، كما افادت صحيفة معاريف الاسرائيلية، توسيع قاعدة العلاقات، التي تقلصت منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية قبل اربعة أعوام . ونقلت الصحيفة عن الوزير شالوم قوله لوزراء الخارجية العرب لقد كنتم في السابق روادا في ما يتعلق بالعلاقات مع إسرائيل، وباعتقادي لا يوجد سبب في ألا تكونوا كذلك، هذه المرة ايضا .وشارك الوزير شالوم ايضا في لقاء نظمته منظمة بذور سلام ، حيث جلس حول طاولة واحدة مع وزيري الخارجية المصري احمد ابو الغيط والاردني مروان المعشر، ومع وزير الشؤون الخارجية في السلطة الوطنية الفلسطينية الدكتور نبيل شعث.
فعلام يحرم القوميون العرب على رئيس وزراء العراق ومرافقيه مصافحته لوزير خارجية اسرائيل في اروقة الامم المتحدة ؟ وعلام يصيب الفزع بعض العراقيين من دعايات رخيصة مثل دعاية عودة العراقيين الشيوعيين من اسرائيل ، والذين قد يكون اكثرهم سكن القبور الان ! ؟



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يلطفون أخبار الارهاب !
- لا تؤجلوا الانتخابات !
- ارهاب وليس مقاومة !
- وأخيرا أفتى عنان !
- شارع الشهداء وعرب صدام !
- حتى أنت يا حواتمة !
- ظرف الشعراء ( 22 ) : حافظ الشيرازي
- حكومة علاوي وسياسة الرشوة !
- البديل الجاهز !
- الرئيس المزواج !
- الكاتب العراقي والمواقع !
- امارة العوران !
- أنصار السنة ومنطق عفلق !
- ظرف الشعراء ( 21 ) : الفرزدق
- بضائع الموتى !
- المتربصة !
- الحنكة الانجليزية والمدفع الأمريكي !
- دولة تعلق مصيرها برجل !
- الأزمة واحزاب الحكومة !
- الصمت !


المزيد.....




- روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر ...
- تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول ...
- ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن ...
- ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب ...
- -الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب ...
- أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد ...
- البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي ...
- موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
- -شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو) ...
- ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - هذا الفزع !