أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلام كوبع العتيبي - بين القرامطة والفاطميين ..














المزيد.....

بين القرامطة والفاطميين ..


سلام كوبع العتيبي

الحوار المتمدن-العدد: 3220 - 2010 / 12 / 19 - 14:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قالوا لم تعادل سرعة العرب المدهشة في فتح العالم , خلال القرن الاول للهجرة , سوى سرعة وانحطاط سيطرتهم في النصف الثاني من القرن الثالث والنصف الاول من القرن الرابع . مدينة واحدة شاهدت ولادة القوة التي جمعت المشرق والمغرب تحت صولجان واحد, والى مدينة واحدة مع مايليها , اختزلت آنئذ تلك الامبراطورية العملاقة . يقول ( ميكال يان دي خويه ) في عرضه العام أن اسباب ذلك التفكك السريع يكمن في طابع الفتح نفسه , وفي نمط ادارة ذلك الجسم العظيم . ولكن اكثر من سلطة الحرس التركي المتصاعدة . ومن مشكلة الخلفاء , كانت الجرثومة القاتلة الاكثر فعالية تتمثل في قوة هائلة , تحولت من فرقة مغمورة عند نشوئها الى سلالة ملكية آل امرها الى الشطر الغربي من الخلافة .
حقد قديم على العرب والاسلام وطموح بلا حدود . حوالي منتصف القرن الثالث للهجرة , الى رجل يدعى عبد الله بن ميمون ,كان طبيب عيون من حيث المهنة وفارسي من حيث المنشاء والاصل . بمشروع مدهش لاتقل جرأة صاحبه وذكاؤه في التصور عن مهارته وقدرته على التنفيذ .
أراد عبد الله بن ميمون أن يربط الغالبين والمغلوبين في حزمة واحدة . بمعنى ان يجمع في جمعية سرية واحدة , تشتمل على درجات متفاوتة يرقاها السالكون ؛ كلا من المفكريين والاحرار الذين لم يروا في الدين سوى قيد كابح للشعب ؛ والمتعصبين للدين من الفرق جميعها ؛ ان يستخدم المؤمنين ليسلط غير المؤمنيين ؛ ويستعمل الفاتحين للاطاحة بالامبراطورية التي أسسوا ؛ واخيرا أن يؤلف حزبا وافر العدد ؛ متماسكا ومعتادا على الطاعة ؛ قادرا ؛ متى آن الآوان ؛ على منح العرش امنا له وامنا لاولاده من بعده ؛ لاغرو في كونها فكرة غريبة وجريئة ؛ بيد انه حققها بالباقة مذهلة وبراعة لاتضاهي ودراية عميقة بالنفس البشرية . وللوصول الى هذه الغاية ابتكرت مجموعة من الوسائل التي يمكننا بحق ان نصفها بالشيطانية . اعتمد فيها على كل مواطن ضعف الانسان ؛ فاظهرت التقوى للورعيين والحرية وحتى الاستهتار لغير المبالين ؛ والفلسفة للنفوس الكبيرة والواعية ؛ والآمال الصوفية للمتعصبيين والعجائب للعامة . كذلك منح اليهود مسيحا والمسيحيون مختارا . والمسلمون مهديا واخيرا قدم لاهوت فلسفي لاتباع الوثنية الفارسية والسورية ؛ وقد وضع هذا النظام موضع التطبيق بهدوء وحزم يثيران الدهشة ؛ ويكادان ؛ اذا غض النظر عن الهدف ان ينتزعا اعجابنا الشديد .
ان العرض الكامل لهذا المشروع وليفية تطبيقه لحري بالاشتمال ؛ لاعلى تاريخ الخلفاء الفاطميين فحسب بل على تاريخ الاسماعيلية أمو الحشاشين اللذين طار صيتهم ابان الحرب الصليبية . بيد انه ليس في نيتنا ان ننجز هذا العمل ؛ لاننا سنقتصر على امتحان تاسيس هذه الفرقة ؛ واتيان كون القرامطة والفاطميين فرقة واحدة في حقيقة الامر . ورواية تاريخ القرامطة في الشرق حتى بداية القرن الخامس للهجرة .
يروي ابن خلكان انه لمادخل المعز لدين الله ؛ رابع الخلفاء الفاطميين عاصمة مصر في العام 362 ؛ سأله رئيس البيت العلوي عن أصله ؛ فوعده المعز أن يعطيه جوابا شافيا في خلوة يعقدها لكبار العلويين . فما انفرد بهم حتى أستل الامير سبفه من غمده وقال : (هذا نسبي ) ثم نثر حفنات من القطع الذهبية حوله وأضاف : ( وهذا حسبي ) لكن هنالك من يشك في صحة هذه الرواية ومنهم ( دي سيلان ) حيث كان محتجا على هذه الرواية وقال ان المعز لدين الله كان احرص من ان يقضي على ادعاءات اله في حقهم في الخلافة ؛ ثم يضيف في الكتاب الذي اقتبس منه ابن خلكان روايته , يحتوي فضلا عن ذلك ؛ على عدد من الاخطاء . ولقد لاحظ ابن خلكان نفسه ان رئيس البيت العلوي المشار اليه في هذه الرواية كان قد توفي منذ أربع عشرة سنة , ولكنه يظن ان اسما مشهورا قد أحل محل اسم شخص مغمور . على اية حال فمما لا ريب فيه أن المعز لم يصرح بشيء من هذا القبيل في مجلس علني .

غدا نلتقي في حلقة ثانية



#سلام_كوبع_العتيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عربان الويكيلكس .؟!!
- تمشي رويدا فوق القمر .؟!!
- من كان منكم صداما فاليعترف .؟!!
- حتى الدنكه ..؟!!
- نواب العوازة ... حكومة المادة اربعة ارهاب ..؟!!
- عقد التحالف ؟!!
- فانوس .... نوص ..؟!!
- اسرائيل والممارسات الارهابية
- أممية الحوار المتمدن .؟!
- عراق .... بين قائمتين ..؟!!
- دروب الرجاء .. وجني السوداني ..؟!!
- سور الطين .. يحور العين ..؟!!
- زيارات بوس الواوا ..وجرب الطاوه ..؟!!
- بوس الواوا ... وجرب الطاوه
- لا تنتخبوا الذين دفعوا لكم الدنانير .؟!!!
- الناخب والمنخوب والوطن المنهوب ..؟!!
- لا تعود لي .... ولا تحاول فأنا ...؟!
- عذرا أقبح من فعل ..؟!!
- تاتي... تاتي ...تواتي ..؟!!
- أده ... أده ... بلورة...؟!!


المزيد.....




- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلام كوبع العتيبي - بين القرامطة والفاطميين ..