|
إطلاق فضائية علمانية يسارية
أميمة أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 3219 - 2010 / 12 / 18 - 10:50
المحور:
ملف مفتوح – أهمية و إمكانيات إطلاق فضائية يسارية علمانية
السادة المحترمون في موقع الحوار المتمدن تحية طيبة تريدون وفق المحاور أدناه مساهمة رأي حول فضائية يسارية علمانية الهوى قبل الإجابة على أسئلتكم أود التوضيح كإعلامية ، أن رسالة الإعلام إذا حملت ايديولوجيا انتفى عن وسيلة الإعلام الموضوعية والحياد ، والإعلام باعتقادي من مهامه الرئسية نقل المعلومة الصحيحة للمواطن كحق من حقوق الإنسان ، لذا نجد الفضائيات الحكومية شغلها الشاغل الترويج للنظام وللحاكم " القائد الفذ الهمام ، الذي لولاه لعاش الشعب يتما مابعده يتم " ، وللأسف من يقوم بهذا الترويج التافه هم مثقفون وإعلاميون وحالهم يقول " من تزوج أمنا ناديناه عمنا " لأنهم فعلوا الشيء مع نظام سبق الحالي القائم . طبعا في وسط هيمنة الأنظمة الحاكمة ، ورأس المال ، فإن الاختيار بين السجن والتشرد وبين النعيم والمهمات لبلدان لم يحلم بزيارتها يصبح قلة من يختارون صدق الكلمة للأسف . وثمة مسألة أخرى على قدر كبير من الأهمية ، أن تأسيس فضائية تروج لليسار بطروحات الخمسينات في وقت شهد العالم انهيار المنظومة الإشتراكية كما يتهاوى قصر من الكرتون ، لن تكون مقنعة على الإطلاق ، والتبرير أن تلك الأنظمة انحرفت عن الإشتراكية ليس منعا أيضا ، لأن أي نظام يأتي تكون احتمالات الانحراف قائمة مالم يكن هناك قانون يعلو فوق الحاكم ، ويكون الجميع سواسية أمام القانون ، ويمكن لكا مواطن مقاضاة اكبر مسؤول. إذن والحالة هذه يجب التفكير بفضائية لاتحمل لونا ايديولوجيا ، بل تحمل رسالة إعلامية مهمتها توعية الناس بحقوقهم ليدافعوا عنها ، ويطالبوا بها . أما فضائية للحديث بماركس ولينين وأنجلس فلا داعي لها على الإطلاق . والآن أجيب عن أسئلتكم ، وإن كان بعضها غير واضح القصد . دعوة للمشاركة : ملف مفتوح – أهمية و إمكانيات إطلاق فضائية يسارية علمانية هناك المئات من الفضائيات العربية وهي في تزايد مستمر , ومعظمها إما تابعة للحكومات أو القوى الدينية والقومية أو الشركات الرأسمالية الكبرى ، إذ القوى اليسارية والعلمانية والديمقراطية في العالم العربي باتت اليوم بأمس الحاجة إلى فضائية يسارية علمانية تحررية متفتحة ، تقدم الأفكار التقدمية المتعلقة بقضايا اليسار, العلمانية, الديمقراطية, حقوق الإنسان, حقوق المرأة, الحركة العمالية والنقابية, التنمية والبيئة والتراث الإنساني والثقافة, وتروج لمجتمع إنساني, مدني, علماني, يكفل الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية الأساسية للإنسان, والعدالة الاجتماعية والمساواة. الحوار المتمدن يدعو كافة كاتباته وكتابه وقارئاته وقرائه, وكل المهتمين للمشاركة في هذا الملف لكي يكون مشروع دراسة وتحليل جماعي يمكن أن تستفيد منه أية جهة أو مجموعة جهات تنوي إطلاق الفضائية المقترحة. عليه نقترح الأسئلة والنقاط أدناه كمواضيع للنقاش: 1. أسباب عدم وجود هكذا فضائية إلى ألان؟ تصفون " القوى اليسارية والعلمانية والديموقراطية ....باتت بأمس الحاجة إلى فضائية ( تصفونها) يسارية علمانية تحررية متفتحة ) هذا التوصيف منذ البداية يحكم بالفشل على فضائية بهذه المواصفات ، ماذا يقول اليسار وقد انهارت قلعة اليسار في الاتحاد السوفيتي ومابعده ؟ يبدو هذا الإخفاق كان وراء حتى عدم التفكير بفضائية علمانية ، وهذا تقصير من اليسار الذي لم تستوعب قواه في العالم ، والعالم العربي خاصة أسباب الانهيار المريع لأحلام عاشت عليها طيلة القرن العشرين . 2. مدى أهمية و ضرورة الفضائية المقترحة؟ لن يكون لهذه الفضائية أية فائدة أو إضافة إذا حملت إيديولوجية شأن القنوات الدينية التي تشكل 70 بالمائة من القنوات العربية والتي يربو عددها عن 600 فضائية . تكون القناة مهمة عندما تكون رسالتها واضحة وهدفها النهوض بالإنسان بمعالجة قضايا الإنسان التي يعيشها راهنا ، وهذا الإنسان في العالم العربي مقهور ، مذلول ، حقوقه منتهكة ، تأخذ حقوقه حفنة من الأوغاد جعلتهم القوى العالمية حكاما على هذه الشعوب . أهمية المحطة : عندما تستطيع استنهاض هؤلاء بؤساء القرن 21 ليدافعوا عن حقوقهم . 3. توجهات الفضائية المقترحة وهل تكون بخط سياسي واحد أم متعددة الاتجاهات, وهل يصلح الخط اليساري-العلماني المتفتح للحوار المتمدن لذلك؟ أنا ضد اللون السياسي لأي وسيلة إعلام ، لأن ذلك يكبلها في سقف محدد ، وأعتقد سقف الإنسان أعلى بكثير من سقف الأحزاب مهما بلغ انفتاح هذا الحزب أو ذاك . لذا أرى أن تكون ليبرالية ، بمعنى حرة في الطرح ، مفتوحة لكل القوى الاجتماعية لتعبر عن نفسها ، ومن يدير الحوارات عليه أن يكون ملما بالفسيفاء الاجتماعية كي لايكون الحوار استفزازي أو مديحا أو منافقا ... 4. سياستها تجاه الأنظمة العربية الحاكمة وقوى التعصب الديني والقومي والطائفي والجنسي. تعودت المعارضة العربية عند الحديث عن الأنظمة أن تشتم تلك الأنظمة ، وهذا برأيي عجز لأنها لم تقدم البديل عن النظام القائم ، فالمعارض هو من يقدم بديلا محدد المعالم وطرق تحقيقه ، أما المختلف هو من لاتعجبه سياسة النظام ويكتفي بالنقد والشتم . وعليه إذا وجدت المعارضة بديلها عليها طرحه بموضوعية ، وقد يكون هذا البديل : تغيير النظام برمته ، أو إصلاح النظام ، وفي كلا الحالتين يجب تحديد الوسيلة للتعامل مع النظام. لكن المؤكد أن التشهير بالنظام وأزلامه لايقدم بديلا للنظام . وبشأن القوى الموصوفة " التعصب الديني والقومي والطائفي والجنسي " هي أدوات الأنظمة الحاكمة لتستمر بالحكم . وبالتالي الهجوم على تلك القوى هو تعصب مضاد لايثمر ، وباعتقادي أن التعصب ينشأ عندما يشعر المرء بغياب القانون فيلجأ إلى خيمة الدين والطائفة لتحميه . وبالتالي يجب أن ترتكز سياسة القناة على أهمية سيادة القانون ، والانتهاكات التي تمارسها الأنظمة . 5. كيفية إدارتها بإمكانيات محدودة ؟ طرح الإمكانيات يكون حسب عمل القناة ، فإذا كانت مثلا لتغطية إخبارية ومراسلين في دول العالم وموقع ألكتروني واستكتاب كتاب بالموقع ، هنا لايمكن مطلقا الحديث عن محدودية الإمكانيات ، بل امكانيات مفتوحة وإلا كانت لاتقدم شيئا ، سوى إعادة انتاج ماتقدمة قنوات أخرى . وهذا مرفوض . أما إذا كانت الفضائية للحوار ، يعني استديو وضيف أو ضيوف وصحفي محترف يدير الحوار فالأمر مختلف يمكن بإمكانات بسيطة تأسيس الفضائية ، وحتى ليس بالضرورة البث على مدى 24 ساعة . كل ما تحتاجه هكذا فضائية : استئجار الاستديو ، وبساعات محددة ، وتعويض الضيوف ، لأن لا احد في عالم الإعلام يتكلم مجانا . كله مدفوع ، سواء تذكرة السفر والإقامة وتعويض اللقاء . ثم هل الحوارات يومية ؟ أسبوعية ؟ يمكن إعداد برامج تلقي الضوء على واقع الإنسان في الدول العربية ، وهذه يعدها صحفيون ، يحتاجون التنقل إلى تلك البلدان لإعطاء صورة مقنعة للمشاهد . 6. التمويل , من ؟ وكيف ؟ والاهم كيفية إدامة ذلك. التمويل ؟؟؟؟؟؟؟ هنا مربط الفرس ، هناك مقولة بالإعلام " من يمول يتحكم بالخط الافتتاحي " يعني لايمكن أن يمول المحطة النظام السعودي مثلا وبنفس الوقت تنتقده ، وتلاحظو مجموعة mbc لاتقترب لا من بعيد ولا من قريب إلى مثلا " نظام الكفيل وما ينطوي من عبودية للعامل في دول الخليج " . الممول يجب أن يكون مقتنعا برسالة القناة ، مثلما كان طلعت حرب مقتنعا بالسينما في القرن الماضي . وأعتقد في زمن تغول المال والربح على رقاب الناس أشك بوجود طلعت حرب آخر في القرن 21 ، لذا الصيغة المثلى للتمويل : شركة مساهمة ، تتكون من إعلاميين ومثقفين ، كل يساهم قدر استطاعته ، وتكون فيها مساحة للإشهار تحقق دخل للمحطة لتستمر ، وايضا ربح للمساهمين . نتحدث عن الممكن وليس التبشير والدعوة في زمن طغت فيه المادة على كل سلوكات الإنسان . 7. من أين تبث في ضوء قوانين الإعلام وسطوة الأنظمة العربية في تقيدها محليا وعالميا؟ البث غير ممكن من أي دولة عربية ، حيث قوانين الإعلام مقصلة للرأي الآخر ، لذا التوجه إلى أوربا، حيث تسمح قوانيها بإقامة قنوات فضائية تتمتع بهامش كبير من الحرية ، هناك تجارب في بريطانيا ، فرنسا ، ألمانيا ، ولكن شريطة ألا تتدخل تلك الدول بالقناة . 8. هل يمكن البدء بها في ضوء إمكانيات محدودة وبالعمل التطوعي , وكيف؟ البدء كقناة للحوار ممكن ، وبشركة مساهمة . والعمل التطوعي ؟؟؟ أشك بذلك لفترة طويلة ، لأن الصحفي يجب أن يكون له دخل ليعمل . 9. من يدعمها؟ وهل من الممكن أن تكون داعما لها بأي شكل من الإشكال؟ مسألة الدعم تتحدد حسب الجهة الداعمة ، ولكن الإشهار يعتبر وسيلة ممكنة إذا اقتنع المعلن باتساع شريحة المشاهدين لهذه القناة . يمكن أن أساهم تطوعيا في إعداد برنامج أو حوار ولكن من يكون دخله مما يكتب يصعب عليه التطوع طويلا. 10. هل أن تلفزيون يبث عبر الانترنت يمكن أن يكون مرحلة أولية للفضائية المقترحة؟ إذا كان معدل انتشار الأنترنيت في الوطن العربي لايزيد عن 5% ، والإمارات العربية والسعودية كانت الأعلى 18% ، فمن يتفرج على قناة بالأنترنيت في وقت توجد 600 قناة على الستاليت ؟ هذا فضلا عن الأمية في استخدام الحاسوب ، علما نسبة الأمية الهجائية في الوطن العربي تزيد عن 40% مشروع قناة على الأنترنيت تكون للنخبة الميسورة فقط ، واعتقد الفكرة المطروحة عندكم تكون القناة لعامة الناس . 11. أي نقاط أخرى متعلقة بالموضوع مرحب بها يمكن طرح مشروع القناة للاكتتاب العام ، ولكن من أي دولة تصدر السندات الاسمية للاكتتاب ؟ ختاما : أتمنى تأسيس قناة منفتحة علمانية الهوى ، هدفها الإنسان وليس الإيديولوجيا ، فالناس سئمت التنظير.
#أميمة_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأصولية والعنف في الجزائر
-
مريم مهدي إحدى ضحايا الشركات الأجنبية بالجزائر
-
إلى روح الإعلامية السورية سلوى الأسطواني
-
حفاظا على لبنان وسورية نقول
-
عفواً سيادة الرئيس الأسد الابن
-
هل النظام السوري جاد في التحول الديمقراطي؟
المزيد.....
-
الحوثيون يصدرون بيانا عن الغارات الإسرائيلية: -لن تمر دون عق
...
-
البيت الأبيض يتألق باحتفالات عيد الميلاد لعام 2024
-
مصرع 6 أشخاص من عائلة مصرية في حريق شب بمنزلهم في الجيزة
-
المغرب.. إتلاف أكثر من 4 أطنان من المخدرات بمدينة سطات (صور)
...
-
ماسك يقرع مجددا جرس الإنذار عن احتمال إفلاس الولايات المتحدة
...
-
السجن مع وقف التنفيذ لنشطاء مغاربة مناهضين للتطبيع مع إسرائي
...
-
OnePlus تودع عام 2024 بهاتف مميز
-
70 مفقودا بينهم 25 ماليا إثر غرق قارب مهاجرين قبالة سواحل ال
...
-
ضجة في إسرائيل بسبب صدور أمر بالتحقيق مع زوجة نتنياهو
-
-هذا لا يمكن أن يستمر-.. الجنود الأوكرانيون يأملون في التوص
...
المزيد.....
|