الناصرية وعبد الرزاق الزهيري ..........!

نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 3218 - 2010 / 12 / 17 - 17:24
المحور: المجتمع المدني
    

تقبع مدينة الناصرية في الطرف القصي من الدمعة ، وقد صنعتها الالهة من دمى الطين وشجن الامهات وفرمان والي نصبته الاستانة سلطانا على العراق اسمه مدحت باشا ، ومن يومها والمدينة افضل الف مرة من كل المصانع اليابانية والامريكية في صناعة النقاء والابداع والعطر ورسائل الغرام والكرم والشهداء والطيبة المفرطة ..
الناصرية مدينة أجمل ما فيها أنها تهب من القلب ولاتهب من الجيب او اليد وأبناءها في ولاءتهم اليها يملكون اسراراً لاتحصى من اساطير الشوق واناشيد الذكريات والمناجاة .وهي لاتترك ابناءها في قضبان الدمعة والندم حتى وان سهوا واخطأوا في مسارات الحياة .وهي تواسيهم بالقبلة والمغفرة .انها من المدن التي تمارس فضيحة المحبة والعلن حتى مع القسوة لتثبت ان قلب المدن الرائعة اكبر بكثير من قلب الوردة ....!
وحتما من يقدرهُ الله من ابناءها سيكون السباق للمبادرات التي تعيد للذين اعطوا للمدينة ماء عيونهم وحلاوة اعمارهم الاعتبار والتقدير ..وسمعت ان صديقي القديم / الجديد ( عبد الرزاق الزهيري ) سعى لأقامة حفل رائع لتكريم نخب معطاء من ابناء الناصرية واغلبهم في قطاع التعليم وبقية المناشط واغلبهم كانوا من اساتذتي واصدقائي ، وقد شاهدت امس صور الاحتفالية فغسلتها بدموعي وحنيني لكل لحظة حب ومودة وحنان عشتها مع هؤلاء الذي سعى صديقي عبد الرزاق الزهيري ليمنحهم اعتبارا يليق بهم وبمكانتهم في مجتمع مدينة الناصرية ...
ربما عبد الرزاق الزهيري غني الان بماله بفضل مشاريعه الناجحة ولكني اعرفه من سنوات طوال غني بروحه اولا ولايهتم لجاه المال .وظل متميزا في محبة الناس ولم يسعى ليسئ لاحد او يسيس حياته لحزب سوى حزب قلبه وضميره ومحبة الناس له.
تربطني بالزهيري صداقة عائلية ووظيفية واغبطني جدا مبادرته الرائعة وشعرت انها صورة وفاء نادر في زمن قلة الندرة فيه ، وضع في ديدن روحه وشغاف قلبه هدفا ليعكس صورة الرجل المنتمي الى مدينته ووطنه .المنتمي الى اخلاقه وكرمه وعاطفته واجده بارعا في خطوته الانسانية والحضارية والاجتماعية واتمناها تقليدا سنويا له .حتى لو غادر مناصبه الاجتماعية والمهنية فهو كما اعرف الان رئيسا لغرفة تجارة ذي قار .ولكنه وكما عهدته وخبرته ميال الى فعل الخير حتى في محنة ضيق اليد.
هذا الانسان الجنوبي والعاطفي والناصري نسبة الى ناصرية الدمعة والفقراء والمبدعين ومساءات عكد الهوى يمثل بالنسبة لي الانموذج الرائع للمواطنة والانتماء للمدينة .
رجل ممتلئ بمرايا الابتسامة بكرم القلب وطيبة المسامحة والوفاء ومد العون لمن يقصده من ابناء مدينته التي جار ببعضهم عوز الحياة ومحن الدهر والظروف التاريخية القسرية والقهرية التي عاشتها المدينة في ازمنة حروبها وحصاراتها ونقص الخدمات فيها.....!
عبد الرزاق الزهيري ....
من عائلة مسكت وعيها اليساري والانساني بخطوط مستقرة وثابتة ولم تنحاز لظالم ومتعسف .وخدمت الرياضة والثقافة ومجالس المجتمع منذ ان شب ابناءها في جسد المدينة وانتموا الى الضمير والناس قبل ان ينتموا للمال والجاه والمناصب .لهذا احب هنا وانا لاامسك نحيبي لارى ابائي واساتذتي واخواني يكرمون في حفل كبير من مبادرة من صديقي الزهيري أن امنح ( ابي هنادي ) نوط محبة الفرات وقيثارة شبعاد وختم فتاوي الشيخ عباس وحنجرة داخل حسن .........!

دوسلدورف 15 كانون اول 2010

#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات