أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبو مطر - تفجيرات السويد: الإدانات وحدها لم تعد كافية















المزيد.....

تفجيرات السويد: الإدانات وحدها لم تعد كافية


أحمد أبو مطر

الحوار المتمدن-العدد: 3218 - 2010 / 12 / 17 - 11:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التفجير الإرهابي المجرم الذي حدث في العاصمة السويدية أوستوكهولم يوم السبت الحادي عشر من ديسمبر 2010 ، يضيف من قبل بعض الجهلة المغرّر بهم نقطة سوداء لصفحة وسجل الإسلام في هذا البلد الآمن المحايد، الذي يعتبر من أكثر الدول دعما للقضايا العادلة في العالم وتحديدا قضية الشعب الفلسطيني، واستقبل في الوقت ذاته عشرات ألالاف من العرب والمسلمين من مختلف الجنسيات، حيث منحوا الجنسية والعيش الكريم بعد هروبهم أو لجوئهم من بلادهم حيث الظلم والفساد والاستبداد، وإلا لماذا بذلوا كل الجهود للوصول إلى هذا االبلد وغيره من البلاد الإسكيندينافية والأوربية والأمريكية، التي فعلا (أطعمتهم من جوع وآمنتهم من خوف)، وغالبيتهم في سنّ العمل ورغم ذلك لا يعملون ولا يدرسون، ويعيشون عالة على حساب دافع الضرائب الأوربي، من الراتب الشهري الذي تمنحه لهم بسهولة مؤسسات الضمان الاجتماعي، حيث تنصّ دساتير وقوانين هذه البلاد على أنّ هناك أمور ثلاثة ينبغي أن توفرها الدولة للمواطن أيا كان أصله وهي: حق السكن، حق العلاج،حق الطعام.

كيف أصبح إرهابيا؟

هذا السؤال لا يوجه لحالة إرهابي السويد تيمور عبد الوهاب (من أصل عراقي، 34 عاما)، بل لكافة حالات وعمليات الإرهاب في العالم التي قام بها عرب مسلمون من مختلف الجنسيات العربية. هذا الشاب جاء إلى السويد بمحض اختياره واحترمته ومنحته جنسيتها وراتب شهري يعيش منه بكرامة هو وعائلته، وذهب إلى بريطانيا فاستقبلته ودرس فيها وما زالت أسرته تقيم فيها، كيف يتحول لمجرم إرهابي يخطط لقتل أبرياء من البلد الذي احترمه وحفظ له كرامته، ويموت تاركا زوجته وأطفاله؟. إنّه سؤال مهم ينبغي دراسته لأنّ هذه الحالات الإرهابية تكاد لا تتوقف في مختلف دول العالم، وأغلبها من عرب مسلمين. لماذا لم نشهد أية عملية إرهابية من مسلم هندي مثلا؟. هذا يقودنا إلى طبيعة التربية والثقافة العربية التي تخرّج منها هولاء الإرهابيون، لأنها تربية أنتجت إرهابا لم تنجو منه دولهم العربية أيضا، بدليل التفجيرات الإرهابية التي شهدتها خاصة المملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية. ألم يقم المجحوم (من الجحيم) أبو مصعب الزرقاوي (الأردني الجنسية) في التاسع من نوفمبر 2005 ، بتفجيرات فنادق عمّان الثلاثة التي راح ضحيتها أكثر من 160 مواطنا أردنيا؟. أي ضمير عند هذا المجرم؟ وأية ثقافة وتربية أوصلته لقتل أبناء شعبه؟. لذلك كان يوم السابع من يونيو عام 2006 يوما مجيدا بالنسبة للشعب الأردني، حيث تمّ قتل هذا الإرهابي في العراق، وقيل آنذاك أن الوحدات الخاصة من المخابرات الأردنية شاركت في تتبع الإرهابي وصولا لقتله، وإذا صحّ ذلك فهي تشكر عليه، لأنه انتقام من مجرم قتل أكثر من 160 مواطنا من الأردنيين.

استنكارات متوالية لتفجيرات السويد

لذلك توالت الاستنكارات العربية والإسلامية لتفجيرات السويد الإرهابية، لأنها تسيء لصورة العربي المسلم، وتدعم حجج اليمين الأوربي الذي يدعو لوقف هجرة العرب المسلمين، ومعهم حق في ذلك بناء على هذه الأعمال الإرهابية الموجهة للأبرياء الذين غالبا يتعاطفون مع قضايانا الفلسطينية والعربية.

إدانة الشيخ الإمام حسن موسى

لقد كانت أقوى وأوضح وأسرع هذه الإدانات العربية لتفجيرات السويد الإجرامية، هي الإدانة الصادرة عن فضيلة الشيخ الإمام حسن موسى، إمام مسجد "سود مالم " بالسويد، وعضو الأمانة العامة بالمجلس الأوربي للإئمة، والمجمع العالمي الإسلامي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، وعضو مجلس إدارة المؤسسة الأوروسويسرية (ميثاق). اتصلت به هاتفيا بعد إدانته العلنية لهذه التفجيرات الإرهابية، وسألته السؤال التالي:
ما هي مبرراتك الشرعية والأخلاقية لإدانة هذه التفجيرات الإرهابية؟.

فكان جواب فضيلته:

أولا: قول الله تعالى: ( ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله إلا بالحق ) – سورة الأنعام، 151 -.

ثانيا: لقد بيّن الله عزّ وجل في كتابه العزيز ( أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا) – سورة المائدة، 32 -.

ثالثا: هو رفضي الشرعي للمساس بالسلم الاجتماعي للمجتمع السويدي، انطلاقا من الأمر بالوفاء بالعهود التي اتخذها الشخص على نفسه عند التوقيع على طلب التأشيرة أو الحصول على الإقامة والجنسية، فهذا يعني التزامنا أن نكون مواطنين أوفياء لهذا المجتمع، ولا نكون سببا في أذيته، خاصة أنّ القرآن الكريم علّمنا ونصحنا ( وأوفوا بالعهد إنّ العهد كان مسئولا)، سورة الإسراء، 34 .

لذلك بناءا على كل هذه التعليمات والإرشادات القرآنية، وجدت من واجبي الديني الإسلامي إدانة هذه التفجيرات، التي لا تخدم الإسلام بل تقدّم صورة سيئة عنه، عندما يكون مرتكبها عربي مسلم ".

وفي إذاعة السويد العربية،

كرّر فضيلة الشيخ حسن موسى إدانته هذه في القسم العربي بالإذاعة السويدية حيث قال: ( لقد حدث أمر منكر وفعل إجرامي وعمل إرهابي، مخالف للشريعة ولمقاصدها، وحتى لا يقع الناس في ريبة ولا في شكّ، ولا يتردد أي متردد، فإني أقول بإذن الله وبه التوفيق، أنّ هذا العمل محرّم شرعا ومدان وغير مقبول، والشريعة الإسلامية لا تقرّه ). واستشهد فضيلته بكافة الآيات القرآنية السابقة وبحيثيات شرعية أخرى تدين هذا العمل وترفضه، مضيفا : أنّ الأمن والاستقرار في السويد هو واجب ديني واجتماعي. وللشيخ حسن موسى رؤى اجتماعية تقدمية تخدم وتؤسس لوجود عربي إسلامي طبيعي في المجتمعات الأوربية، فهو يرى أنّه فيما يتعلق بهذه الأعمال الإرهابية، فإنّ ( الإدانة وحدها لا تكفي، فلا بدّ من أن ننتقل من الأقوال إلى الأفعال، في إطار خطة وبرامج تشمل كل مناحي الوجود الإسلامي ، خاصة وأنّ الوجود الإسلامي انتقل من التوطين إلى المواطنة ومن الجالية إلى الأقلية).

وتوالت الإدانات

من مختلف الفعاليات العربية والإسلامية، حيث أعرب (اتحاد المنظمات الإسلامية في أوربا) عن إدانته الشديدة واستنكاره لحوادث التفجير المرعبة، مندّدا بالمحاولات المشينة الرامية لزعزعة الاستقرار التي جسّدتها هذه التطورات العنيفة، مذكّرا أنّ الإسلام يحظر قتل الأبرياء ويمنع الانتحار بكافة أشكاله. وكذلك استنكرت الجالية العراقية في السويد ( هذه الاعتداءات الظالمة التي استهدفت العاصمة السويدية من قبل الإرهابيين والتكفيريين بهدف خلق أجواء الخوف والقلق والفتنة لدى الشعب السويدي المسالم ).

لذلك فلا بد أن تتبع هذه الإدانات المهمة، إدانات أخرى من المرجعيات الإسلامية المشهورة، مثل اتحاد العلماء المسلمين والأزهر الشريف والحوزات العلمية في إيران وغيرها، كي تعرف المجتمعات الإسكيندينافية والأمريكية والأوربية، أنه ليس كل العرب والمسلمين إرهابيين. إنّ سكوت هذه المرجعيات غير مقبول، كي لا يصنّف ضمن خانة ( السكوت علامة الرضا). وتظلّ هذه الإدانات وحدها أيا كان حجمها ومصادرها ليست كافية، فلا بد من مراجعات عميقة لكافة شؤون حياة العربي المسلم لمعرفة أسباب هذا الجهل والتجهيل والتغرير الذي يوصل شباب في مقتبل العمر لهذه اللحظة، التي يضحي فيها بحياته ويرمّل زوجته وييتّم أطفاله، ليقتل أناسا أبرياءا نهى قرآنه ودينه عن قتلهم. لا بد من حملة قوية واسعة عبر مئات الفضائيات الدينية من الشخصيات الإسلامية المشهورة بتأثيرها في عقول النسبة الغالبة من هؤلاء المغرر بهم، ليقولوا لهم صراحة وبصوت عال مسموع: كفى...فما تقومون به لا علاقة له بالدين الإسلامي. كفى..لا جنّة ولا حور عين تنتظر قتلة أمثالكم...كفى فمصيركم حسب تعاليم القرآن هو الجحيم وبئس المصير. لا بد من هذا التحرك وإلا سيظلّ اليمين الأوربي والأمريكي معه حق في حملاته ضد الوجود العربي والإسلامي، لدرجة الدعوة لرحلات طائرات خاصة بالمسلمين ، كل ركابها وطياريها ومضيفيها من المسلمين، فإن فجّرها واحد من هؤلاء القتلة الإرهابيين، عندئذ ( فخار ويكسر بعضو)، رغم أنّ الركاب والطيارين والمضيفين المسلمين أبرياءا لا يجوز قتلهم....فمن يبدأ هذا التحرك يا شيوخ ودعاة المسلمين ذوي التأثير والنفوذ؟.
[email protected]
www.dr-abumatar.net



#أحمد_أبو_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أثرياء أمريكا وأثرياء العرب: ليس ممكنا المقارنة!!
- هل من الضروري إطلاق فضائية يسارية علمانية؟
- هل تؤمن حماس فعلا بحق العودة؟
- من سيذهب بلبنان إلى المجهول؟
- الرئيس الأسد يلغي خيار المقاومة صراحة
- ما هي مسؤولية الشعب الكويتي بعد خطاب الأمير الواضح الحاسم؟
- قراءة في نتائج الانتخابات البرلمانية الأردنية
- قراءة في البيان الختامي للقاء اليساري العربي
- الإنتخابات الأردنية على الأبواب: النزاهة مسؤولية من؟
- نفس العمل الإرهابي وردود فعل مختلفة
- الإتحاد العام للأدباء والكتاب العرب: ديكور وزخارف شكلية
- لبنان على كف عفريت حزب الله
- تسعة أعوام وجائزة مميزة...ماذا تعني؟
- أحمدي نجاد في لبنان: لا خوش ولا آمديد
- شهزاد والحكم المؤبد
- إنها جائزة تستحقونها وأكثر
- حماس على خطى طالبان بسرعة ضوئية
- توقف المفاوضات المباشرة: فما البديل؟
- ياسر الحبيب وزوجة الرسول والمزايدات السياسية
- هل مقاطعة الحركة الإسلامية للإنتخابات قرار خاطىء؟


المزيد.....




- الأكثر ازدحاما..ماذا يعرقل حركة الطيران خلال عطلة عيد الشكر ...
- لن تصدق ما حدث للسائق.. شاهد شجرة عملاقة تسقط على سيارة وتسح ...
- مسؤول إسرائيلي يكشف عن آخر تطورات محادثات وقف إطلاق النار مع ...
- -حامل- منذ 15 شهراً، ما هي تفاصيل عمليات احتيال -معجزة- للحم ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية مسؤولين في -حماس- شاركا في هجوم ...
- هل سمحت مصر لشركة مراهنات كبرى بالعمل في البلاد؟
- فيضانات تضرب جزيرة سومطرة الإندونيسية ورجال الإنقاذ ينتشلون ...
- ليتوانيا تبحث في فرضية -العمل الإرهابي- بعد تحطم طائرة الشحن ...
- محللة استخبارات عسكرية أمريكية: نحن على سلم التصعيد نحو حرب ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبو مطر - تفجيرات السويد: الإدانات وحدها لم تعد كافية