أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو اسماعيل - عزرائيل- آليتنا لتداول السلطة والتغيير














المزيد.....

عزرائيل- آليتنا لتداول السلطة والتغيير


عمرو اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 965 - 2004 / 9 / 23 - 10:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أدرك العالم كله منذ قرنين او يزيد ان التداول السلمي للسلطة من خلال نظام اسمه الديمقراطية اخترعه اهل اليونان و أعاد أحيائه فلاسفة التنوير في الغرب بعد قرون من اهدار الدماء دون طائل كان عزرائيل ملك الموت هو الوسيلة الوحيدة لاقصاء الحاكم عن كرسيه وهو الوسيلة الوحيدة للتغيير .
لقد استبدل العالم كله عزارئيل ملك الموت في السياسة بصناديق الانتخابات و أصبح صندوق الانتخاب الذي تحول الي صندوق زجاجي ضمانا للشفافية هو الذي يقبض روح اي حكومة لا ترضي شعبها بينما في عالمنا مازلنا نعيش ثقافة عزرائيل في تغيير الحكام .
وملك الموت له وسائل عديدة في القبض علي الارواح منها المرض والشيخوخة والحوادث و الكوارث الطبيعية . . بينما في السياسة والحكم وسيلة ملك الموت هي في الغالب القتل سحلا او طعنا او رميا بالرصاص الافيما ندر عنما تصبح الشيخوخة او المرض هما نهاية الحاكم ليس لانه عادلا ارضي الشعب ولكن لأنه كان قويا يملك من اجهزة التجسس و القهر ما يضمن له ان يطيح ملك الموت بروح من يفكر في الاطاحة به حتي قبل ان يحاول ان ينفذ ما في رأسه من أفكار .. ولنا في زعمائنا النشامي أسوة حسنة .. وعلي رأسهم البطل الهمام صدام حسين الذي انقذه من الوسيلة المفضله في التغيير في العراق وهي السحل في الشوارع أن قبض عليه هولاكو القرن العشرين وليس هولاكو القرون الوسطي .. فهولاكو القرن العشرين يؤمن بتغيير حكوماتنا بصواريخ كروز والقبض علي الحاكم في حفرة و أذلاله حتي يعتبر الباقين من أمثاله.
هل تعتبروني مخرفا .. من حقكم .. ولكن من حقي ان أذكركم أن عزرائيل ملك الموت كان هو الوسيلة الوحيدة في التغيير في عالمنا منذ عهد الخلفاء الراشدين رغم عدالتهم وكونهم من العشرة المبشرين بالجنة وحتي الآن .
فسيدنا ابو بكر الصديق هو الوحيد منهم الذي تغير بالموت الطبيعي علي فراش المرض بينما كان الموت طعنا هو مصير من خلفوه واستمر نظام الحكم بعدهم يعتمد علي السيف في وصول اي حاكم الي السلطة وعلي السيف في تغييره الا من أعمل السيف في رقاب شعبه ومعارضيه فوقي نفسه شرهم حتي يأتي ملك الموت ليقصف روحه مرضا نتيجة آثار التخمة من كثرة الاكل او الارهاق من كثرة الجواري والزوجات وما ملكت الايمان .
هل أقول غير الحقيقة ..من عنده غيرها فليأتي بها ..
حتي في العصر الحديث .. لم يتخلي عزرائيل ملك الموت عن دوره في تغيير الحكام عندناالا في الفترة التي كنا فيها تحت الاحتلال من قبل الامبراطورية المتخلفة المسماة بالبريطانية التي كانت تؤمن بتلك الوسيلة المتخلفة في التغيير السلمي للحاكم عزلا عندنا وانتخابا عندهم .
ثم رجعت ريما لعادتها القديمة
تم تغيير ملك العراق سحلا وعبد الكريم قاسم رميا بالرصاص ثم ممارسة نفس الهواية بعد ذلك ..
وكانت ثورة يوليو اكثر رحمة بالملك فاروق لانها تعرف ان نهمه للأكل والخمر والنساء سيقوم بالمهمة ولكن هذا لم يمنع ان يتم تغيير ناصر بالسكتة القلبية والسادات قتلا بالرصاص.
هل يوجد اي رئيس او ملك عربي سابق .. الا ان كان منفيا ليتم قتله في المنفي في الغالب باستعمال السم الهاري .. فنحن نعتبر ان اي رئيس او ملك سابق هو تهديد محتمل للحالي حتي لو لم يكن بيده حيله ومشغولا بالاستمتاع بما نهبه من نقود شعبه وهربها الي الخارج .
ومما يدعو الي الاستغراب و الحيرة ان الاغلبية في عالمنا تتغني ليل نهار بنظام الحكم الذي كان يعتبر عزرائيل هو ملك التغيير وتريد ان نرجع اليه وتترحم علي الخلافة التي كان آخرها الخلافة العثمانية التي استبدلت السيوف والمشانق بالخوازيق فاستطاعت السيطرة بفضلها لمئات السنين علينا واجبرتنا علي ان نغلق عقولنا بالضبة والمفتاح حتي لا يخترق العقول خازوق سفلي علوي .. واحتجنا هولاكو فرنسي اسمه نابليون لنعرف ان هناك شيء في العالم اسمه الحرية والاخاء والمساواة وان هناك مخترعات حديثة لم يعجبنا منها الا المدفع والبندقية والبارود فاستبدلنا السيوف بها ليستعملها عزرائيل في قصف ارواح الحكام طلبا للتغيير او قصف ارواح المعارضين طلبا للأستقرار ..الاسم الحركي في بلادنا للجمود و الديكتاتورية وسيطرة حكامنا الطغاة علي الارض وما عليها و ما في جوفها .
ثم نسمع في الصحف و القنوات الفضائية وتنظم حكوماتنا المؤتمرات التي تتغني بالاصلاح والتغيير ولا اري في الحقيقة ان الاصلاح الذي يطالب به الجميع ألا كيف يستعمل عزرائيل ملك التغيير في بلادنا اي وسيلة للتغيير .. الموت علي فراش المرض ..لنثبت للعالم انسانيتنا ..او الموت نحرا او نسفا او رميا بالرصاص لنثبت للعالم ثوريتنا ومقاومتنا وجهادنا .
هذه هي الحقيقة يا سادة رغم مأساويتها .. هذه هي حقيقة نظام الحكم الذي يطالب به الزرقاوي وبن لادن وحتي الاخوان المسلمين التي تعتبر اكثر جماعات الاسلام السياسي اعتدالا و انسانية .. فعزرائيل ملك التغيير عندها هو اكثر انسانية من الجماعات الاخري و التغيير يكون بالموت الطبيعي .. فهل تغير مرشدها العام الا بالموت ..الا تنادي بالخلافة وتعتبر الخلافة الراشدة هي المثل والغاية ..فهل تغير اي حاكم في هذه الخلافة الا بالموت .
اني لا اري املا في المستقبل المنظور الا ان اقتنعت شعوبنا فعلا وليس قولا فقط انه آن الاوان ان نستبدل ملك الموت كآلية لتغيير الحكام بصناديق الانتخابات ويا حبذا لو كانت صناديق زجاجية شفافة يشرف عليها القضاء وتراقبها الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان و المنظمات الغير حكومية حتي نضمن ان لا يصبح تزييف الانتخابات هو البديل للموت كآلية للتغيير .. فحكوماتنا خبيرة في الضحك علي الذقون و خاصة دقن بوش وبلير ومن يشبههم ويتبعهم .



#عمرو_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقد جنت علي نفسها براقش
- من حق صدام أن يدعي أنه كان علي حق!!
- متي نعي الحقيقة المرة ؟
- كفانا نفاقا .. لابد ان نجد حلا لهذه النصوص
- رؤوس أفعي الارهاب الثلاث
- هل هذا هو الاسلام ؟
- الدين والسياسة في عصر الديمقراطية
- فكرسيد قطب .. قوة ونتيجة واحدة ..العنف والارهاب
- الي المرشد العام للأخوان المسلمين ..التنديد لا يكفي
- دعوة للتأمل .. لماذا لا نقاوم بوضع السلاح ؟
- فلسطين و العروبة
- هل دماء العراقيين رخيصة ؟
- المتحدثون الرسميون باسم الله ..عمائم ومصائب
- تخاريف.. النجف والفلوجة نماذج رائدة فلما لانعممها
- أزمة العقل العربي
- لماذا لا يرفع العرب وايران أيديهم عن العراق
- لماذا نصر علي تحميل الله مساوئنا؟
- لا عزاء للفقراء
- ثقافة القطيع وراعي الغنم
- من غير الاصلاح الدستوري سنظل في انتظار أوامر السيد الرئيس


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو اسماعيل - عزرائيل- آليتنا لتداول السلطة والتغيير