أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عباس الشطري - شركاء ولكن اذكياء















المزيد.....

شركاء ولكن اذكياء


عباس الشطري

الحوار المتمدن-العدد: 3217 - 2010 / 12 / 16 - 18:33
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


شركاء في الوطن لكنهم اذكياء
عباس الشطري

لم يقولو شيئا سوى البوح بحلمهم على الملا هذا ماحصل في المؤتمر الثالث عشر للحزب الديمقراطي الكوردستاني الذي انعقد قبل ايام في مدينة اربيل عاصمة اقليم كوردستان العراق فامام اركان الدولة العراقية الاتحادية جميعهم والبعض منهم كانو اصدقاء له ايام المعارضة ضد نظام صدام اطلق الرئيس البارازاني حلم الكورد المكبوت منذ عقود اطلقه امام العالم .
انهم يعرفون اللعبة جيدا ويستغلونها بشكل مذهل فالكرد العراقيين اثبتو انهم ليسوا قادرين على فهم اللعبة ومعرفة الاعيب اللاعبين الكبارفحسب بل اللعب معهم والامساك ببعض خيوطها وتحريكها احيانا خدمة لحلمهم انهم يلعبون جيدا يقودون اللعبة من الاعلى والاسفل فرئيس العراق كوردي وربع الوزارة العراقية من الكورد والسياسات العامة للدولة العراقية توضع بالاتفاق معهم وطبعا مايخص الاقليم يخضع لموافقتهم بالدرجة الاولى حسب نص الدستور ايوجد وضع للكورد افضل مما هو الان وفوق هذا وذاك اقليم كوردي عراقي بدستور وبرلمان ورئيس اثبت براغاماتيه عالية الدقة تدعمها خبرة سياسية اختزنها الرجل من تراث نضال الكورد ايام زعامة والده الملا مصطفى ومن خزينه السياسي وضروف نضاله اثناء تبوئه الزعامة للحزب لعدة عقود خلت
انه يستغل الاوضاع بشكل جيد فقد اضافت مبادرته لحلحلة الوضع السياسي المستعصي وتشكيل الحكومة العراقية زخما كبيرا لنجوميته لقد اصبح زعيما اكثر مقبولية في المنطقة والعالم فالاميركان اللذين فضلو الابتعاد عن الخوض في معمعة تشكيل الحكومة شكلت مبادرة البرازاني ارتياحا لديهم لقد حسمت مسالة محرجة لهم والزعماء العراقيون على اختلاف علاقاتهم به والتي يعتبرها البعض منهم علاقة ستراتيجية كلهم مستعدون لسماع خطابه في كل المناسبات فالرجل يبحث عن الحلول في اطار الدستور ويكررذلك كثيرا اذن انه اكثر العراقيين ايمانا بالدستور والدستور يحرجهم فهم من اسهم في كتابته, وتعديله يحتاج الى موافقة الكورد والمصالح اصبحت اكثر تشابكا معهم وبرغم ان ذاكرة الزعيم الكوردي لاتزال تحتفظ بموقف الاميركان ان لم نقل غدرهم بوالده ايام الثورة الكوردية وتخليهم عنه لصالح صدام حسين لكنه لايدع هذا الموضوع يورق باله ويؤثر على العلاقة الوثيقة مع اميركا فهو يدرك ان الامور تتبدل طبقا للمصالح حتى لو كانت هذه المصالح بنت اللحظة وهذه العلاقة هي التي سمحت حتى الان على الاقل بقيام اقليم كوردي محاذي للحدود التركية الامر الذي كان اشبه بالمستحيل حتى من وجهة نظر الكورد انفسهم قبل اربعة عقود خلت انه يحسب حساباته بامتياز فالوضع الدولي تبدل كثيرا فالدولة العراقية لم تعد مركزية والاقليم العربي منقسم على نفسه بين شيعة وسنة وقد اثخنته جراحات دكتاتورية نظام صدام والحرب الاهلية بعد عام 2003 ولايمكن اعادة الثقة بين طائفتيه الرئيسيتين بل ان هاتين الطائفتين اخذتا تفكران بالفدرالية حفظا لمصالحهما في اطار الدولة الواحدة وابهرهما نجاح الفدرالية في كوردستان العراق
لقد امن الكورد بالفدرالية سابقا كهدف تكتيكي املته الضروف وكانت مطلبا جديا تحقق الان واصبحت حلم اخرين في هذا الوطن المركب فما الضير ان ينتقل الكورد الى مرحلة اخرى من النضال الى التفكيرجديا في حلمهم الابدي ذلك الحلم الكوردي القديم
نعم لقد شعر العديد من السياسيين العراقيين الحاضرين بالحرج لخطابه امام مؤتمر حزبه واتخاذ المؤتمر تقرير المصير شعارا له لقد فاجاهم بطرحه الان لكن الرجل استغل الفرصة جيدا فامام الجميع باح بحلم شعبه .
وسيقول الكورد حتما لماذا الحرج لم يقل الزعيم اننا الكورد سننفصل عن العراق بل اتخذنا تقرير المصير شعار لمؤتمر حزبي وستخف وطاءة الحرج انهم مبدعون في البروبغاندا
والسؤال المهم الذي علينا الاجابة عليه لماذا الان بالذات يكون هذا الشعار لمؤتمر حزب سياسي كوردي زعيمه رئيس الاقليم
يدرك الزعيم خطورة الشعاروطرحه كمايدرك ومن خلفه النخبة السياسية من شعبه ان وضع العراق والمنطقة والعالم الذي سمح بقيام اقليم كوردي جنوب تركيا لن يسمح بانفصال هذا الاقليم عن الدولة العراقية الان وسيقولون ان حق تقرير المصير لايعني ذلك فقط .
فهذا الحق الذي اطلقه الرئيس الاميركي ولسن بمبادئه الاربعة عشر اثناء الحرب العالمية الاولى والذي شكل فيما بعد اساسا لقيام عصبة الامم المتحده لايعني بالضرورة الانفصال فهو يحتكم الى حق الشعوب في تقرير مصيرها وحق البقاء ضمن دولة واحدة هو ايضا من مباديء تقرير المصير وتقرير المصير يحتكم الى استفتاء شعبي وتفاهمات ليس بالضرورة تقود الى الانفصال
اطلق الرئيس ذلك لهدف محدد هدف حان الوقت لتهيئة الاذهان لتقبله فهو يعتقد ان الامور تسير بالاتجاه الصحيح لمصالح الكورد فموضوع كركوك سيحسمه الدستورعاجلا ام اجلا والذي سيكون لصالح الكورد حتما اذا ماسار حسب المادة 140 منه والدولة العراقية المترنحة والتي يقودها حلفائه الشيعة ستقبل ذلك لانها مؤمنة بالنظام الجديد وراضية عنه وان السنة العرب سيقبلون بالتالي الامرالواقع كونهم ايضا اصبحو يبحثون عن الفدراليةخاصة وان الفدرالية ستتيح لهم حكم مناطقهم برغباتهم والمشاركة بحكم العراق ايضا كما هو الحال مع الكورد بعد ان اقتنعو بالوضع العراقي الجديد وخسارة رهانهم بدعم عربي حقيقي لمطالبهم لمسوه واضحا في مسالة تشكيل الحكومة وتعلمو ان التوازن الداخلي غالبا مايحسم الامر بالرغم من تاثيرات الدول المجاورة ومصالح الدول الكبرى اذن فالامور تبشر بالخير بالنسبة لمصالح الكورد وعليه يتعين عليهم اطلاق هدفهم الاستراتيجي المتمثل بالدولة الكوردية المنشودة تلك الدولة التي ظلمتها تفاهمات اتفاقية سايكس بيكو ووئدت حلم الاكراد حينها.
اطلاقها الان لتصبح حلما يسير جميع الكورد باتجاه تحقيقه ولتبدا منذ الان كل الجهود الاعلامية والسياسية والاقتصادية لترغيبه للكورد وتقبل وجوده في الذاكرة الجمعية للشعب العراقي للجميع عربا وكوردا لعرب العراق كحقيقة واقعة ولو بعد حين وتحمل دول المنطقة لحصوله وشلاميركا للاسهام في غض النضر عن الخطوات المستقبلية للتهيئة لوجوده مستقبلا .
ربما يحتاج الامر لعقود من السنين لتحقيق ذلك لكن مسيرة الالف ميل تبدا بخطوة هذا مايريده البرازاني ومن خلفة امته الكوردية نعم هذا ماسيحصل بالمستقبل
العالم يتجه الان الى التقبل والمقبولية بالاخر فكوسوفو وجنوب السودان خير مثال لماتريده الشعوب وماتقره الامم المتحدة ومن خلفها المصالح الدولية للاعبين الكبار .



#عباس_الشطري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان بمناسبة الذكرى التاسعة والخمسون لتاسيس اتحاد الشبيبةالد ...
- بيان اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي بمناسبة الذكرى الثامنة ...
- اي دستور نريد
- مركز ابحاث الاهوارجهود حثيثة لاعادة الاهوار الى وضعها السابق
- لقاء مع سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي
- البو حاجي اسم منسي على ضفاف الغراف
- رحلة الوصول الى بغداد بعد تفجير الجسرين
- ايران والطموحات النووية
- هتلر في مدينتنا
- الدولة العراقية الجديدة بين الديمقراطية والالغام
- موسم الهجرة الى الجنوب


المزيد.....




- مشتبه به بقتل فتاة يجتاز اختبار الكذب بقضية باردة.. والحمض ا ...
- في ظل استمرار الحرب والحصار، الشتاء يضاعف معاناة نازحي غزة و ...
- قصف إسرائيلي عنيف يزلزل الضاحية الجنوبية لبيروت
- صدمة في رومانيا.. مؤيد لروسيا ومنتقد للناتو يتصدر الانتخابات ...
- البيت الابيض: لا تطور يمكن الحديث عنه في اتصالات وقف النار ب ...
- نائب رئيس البرلمان اللبناني: لا توجد عقبات جدية تحول دون بدء ...
- استخدمت -القرود- للتعبير عن السود.. حملة توعوية تثير جدلا في ...
- -بيروت تقابلها تل أبيب-.. مغردون يتفاعلون مع معادلة حزب الله ...
- مشاهد للجيش الإسرائيلي تظهر ضراوة القتال مع المقاومة بجباليا ...
- ماذا وراء المعارك الضارية في الخيام بين حزب الله وإسرائيل؟


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عباس الشطري - شركاء ولكن اذكياء