أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد البابلي - برناردشو في جزيرة العرب ، سائحا وتائها














المزيد.....

برناردشو في جزيرة العرب ، سائحا وتائها


عماد البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 3215 - 2010 / 12 / 14 - 22:28
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


برنارد شو ، كاتب مسرحي عظيم من بريطانيا ، طبعا ، الكل ســـمع بهذا البلد وسمع بأسم هذا الكاتب الكبير .. برنارد قبل يومين ترك هذا البلد ورحل لبلد أخر ، سافر عبر فجوة حلزونية كانت قد خلقتها تفاوت طبقي بين عقارب الساعة ، ميل الســاعة الكبير يشعر بأنه أفضل من الميل الصغير البطيء ، ميل الساعة الكبير يملك تسع وتسعون نعجة والصغير يملك واحدة ، الميل الكبير لم تشبع عينيه الســيارة الفخمة والقصر الذي بناه من مقاولات فاسدة مشبوه .. وهكذا سمحت الظروف لبرنارد بالسفر عبر الزمن ، وعلى شكل غريب وحتى برنارد لم يفهم أصلا هذا ، وجد نفسه في جزيرة العرب قبل أربعة عشر قرنا مع هاتف جوال ، بضعة خيام هنا وهنا وتماثيل يطوف حولها الناس ، كان أعلاها تمثال رئيس الحكومة ، وتمثال رئيس الجمهورية الذي بقى على كرسي العرش لعشرة دورات انتخابية متواصلة ، كان هو ورئيس الحكومة هما من أصحاب الدم النقي المبارك من الله ومن المرجعية الدينية .. برنارد بدا يتجول في أسواق هذه المدينة العتيقة ، غنى فاحش وفقر فاحش ، بشر مخدر ومعدم فقط ، كانوا حفاة وعرايا لا يملكون المال لشراء شيء ، كانوا ينامون ويأكلون ويتكاثرون بأمر جمهوري مقدس .. لفت نظر السيد برنارد جمع من الناس يجتمعون حول فتاة يرجمونها بالطابوق وحصى الشارع ، تسائل عن الســــبب فأخبرته سيدة تحمل طفل قريبة منه ، بأنها فكرت فقط بلبس بنطلون جينز !!! لفت نظر السيد برنارد منظر الطفل ، كانت أذناه طويلتان تشبه أذان الحمير .. قرية غريبة جدا هذه التي وجد نفسه بها .. راح يتجول أكثر ووجد الناس يجتمعون حول ناسك شاب يضع على عمامته شعار المنجل والمطرقة ، كان يوعد الناس بفردوس قادم ، واللحم يزور كل البيوت ، كان يوعدهم بالكثير الكثير ، كان ينطق بنغم غريب جدا ، نغم يخدر من حوله ، كلمات مموسقة توحي بالتنويم والتأكيد اللا شعوري على ما يقول .. تحدث الناسك الشيوعي عن قصة غريبة ، مجموعة ثوار مع كلبهم الصغير ، هربوا من قسوة السلطة نحو الجبال ، ليعلنوا الثورة من هناك ، وبعد عدة فصول ، قرروا الانتحار الجماعي .. سئل الناسك من حوله ، كم كان عددهم ؟؟
( سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا )
راح الناس يتساءلون عن عددهم ، أطروحة غريبة جدا ما قدمه الناسك لهم ، لم يشرح لهم أسس الثورة التي فكروا بها ، لم يشرح لهم من هم وكيف تجمعوا ، لم يشرح للناس ما حلموا به !!!! لكن وفقط تسائل عن عددهم ، بقى الناس طيلة الليل يتساءلون عن إجابة هذه الأحجية .. فكر برنارد بكتابة مسرحية لهم ، فكر برنارد بتقديم عمل فني يوقظهم من حالة النوم الكامل الذي يعيشون فيه ، نصحه بائع باقلاء متجول ، مســـــرحية فقط ستعجبهم ، مسرحية أبطالها حيوانات داجنة تنتظر دورها في مقصلة السلطان .. طوال تجواله في شوارع القرية والحوادث الغريبة التي شاهدها ، كان الهاتف يخبره برســـــائل نصية من زوجته الإنكليزية ، كانت تعتب عليه لأنه لم يحضر للميلاد ، كانت تعتب عليه لأنه لم يحضر لشرب الشاي معها ، لم يحظر معها للمسرح .. الرسائل كانت تجن جنونه جدا .. لم ينجح بالعودة السيد برنارد ، وبعد طول كآبة قرر الانتحار أخيرا ، بجرعة سيانيد مركزة .. قرر الانتحار لأنه أدرك أي قرف حمل العرب !!



#عماد_البابلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعريف جديد للأمومة
- مختارات من علم الباراسيكولوجي
- سايبر أحادي المسكن !!!
- تأملات فلسفية غير متسقة في نقطة أوميكا !!!
- وليد مهدي .. كامل النجار .. الحوار بأكثر من لغة
- الفنانة اسيا كاريرا .. سيرة مختصرة وقبسات من اقوالها
- قريش .. القبيلة الذهبية !!!
- فتاة الحانة .. قصائد لنبية !!!
- الأغتراب الروحي عند نازك الملائكة
- سوسن
- المعتقدات الدينية للسيد أينشتاين
- روح الله .. مقاربة بارا سيكولوجية واجتماعية
- الفكر في زمن الكوليرا .. أخر كتابات السيدة هاجر
- عراق مابعد عام 2003 .. الكعكة الفاسدة !!!
- حينما حاولت ثقافة ال ( ...... ) نقد نظرية دارون
- دفاع عن الإلحاد .. !!!
- حفلة موت على طريقة ( حاحا وتفاحة ) في مدينة الكوت
- مسرد ميثولوجي متواضع مهدى لزمن مبعثر
- أبن الراوندي .. شيء واشياء أخرى !!!
- دليل متواضع لسلامة الدماغ العربي غذائيا


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد البابلي - برناردشو في جزيرة العرب ، سائحا وتائها