أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال البنا - الأديان لا ينسخ بعضها بعضًا ولكن يكمل بعضها بعضًا ( 2 3 )















المزيد.....

الأديان لا ينسخ بعضها بعضًا ولكن يكمل بعضها بعضًا ( 2 3 )


جمال البنا

الحوار المتمدن-العدد: 3226 - 2010 / 12 / 25 - 17:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أحد عشر دليلاً على تقرير الإسلام التعددية الدينية
رأينا في القسم الأول من هذا البحث أن إثارة التعصب أو غرس فكرة أن الدين الذي يؤمن به فرد لابد وأنه أفضل الأديان ، وإن هذا يعني الإيمان به ورفض غيره ، لا يعود في الحقيقة إلى الفرد نفسه ، ولا إلى الدين نفسه ، وإنما يعود إلى المؤسسة الدينية التي قامت بدور المحامي عن الدين ، وطبيعي أن ترى أن دينها هو وحده الحق ، وأن غيره هو الباطل ، وأنها وحدها التي تمثله وغيرها لا حق له ، وضربنا بعض الأمثلة لما قامت به المؤسسة الدينية في اليهودية والمسيحية في هذا الصدد .
فما هو موقف الإسلام ؟
إن الإسلام يختلف عن اليهودية والمسيحية في أنه جاء ــ بعدهما ــ وتعين عليه أن يحدد موقف الإسلام منها تحديدًا في القرآن والسُـنة ، أي في أصول الإسلام ولم يكن هذا متيسرًا لليهودية أو المسيحية ، لأن الإسلام لم يكن قد ظهر بعد ، أما موقف العداوة ، فهذا ما وقفته المؤسسة الدينية ، أما اليهودية والمسيحية نفسها ــ أي الكتب المقدسة ــ فليس فيها نص يعترض على الإسلام الذي لم يكن قد ظهر بعد .
والأمر الثاني الذي يختلف فيه الإسلام عن اليهودية والمسيحية هو أن الإسلام لا يعترف بمؤسسة دينية تقف بين الإنسان وربه ويكون لها سلطة التحليل والتحريم ، وتقوم بدور المحامي عن الإسلام ، بل إن القرآن ــ كما ذكرنا ــ حمل حملة شعواء على رجال الدين ــ اليهود والمسيحيين ــ وندد بهم واتهمهم بتحريف الكلم عن مواضعه .
وبانتفاء المؤسسة الدينية انتفت الهيئة التي كانت تغرس التفاضل الديني ، وأن ديناً معيناً هو وحده المنزل من السماء ، وأن غيره أديان مزيفة ؟
على أن هذا لم يكن كافيًا ، فلم يكن الإسلام يستبعد المؤسسة الدينية إلا لأنه يرى التعددية الدينية ، ويقرر التعايش السلمي بينهما ويستبعد فكرة نسخ الإسلام للأديان الأخرى .
ولدينا أحد عشر دليلاً على ذلك ، وهي كالآتي :
(1) أن الله تعالى استبعد إيمان الناس جميعًا بالإسلام ، واستنكر إكراه الناس على أن يكونوا مؤمنين :
• « وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ * وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ » (يونس : 99ــ 100) .
• « وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ » (يونس : 118ــ119) .
(2) نصت سورة « الكافرون » على أن الكافرين لن يؤمنوا بالإسلام ، وأن المؤمنين لن يؤمنوا بالكفر ، أي أن الآية أبدت بقاء الكفر والإيمان وأكدت على ذلك بنهاية الآية الأخيرة فيها « لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ » .
وتعبير « الكافرون » الذي يثير غير المسلمين ، إنما أريد به الذين لا يعترفون بالإسلام ، ولم يكن القرآن ليعدد هؤلاء من مسيحيين أو يهود أو صابئة أو بوذيين .. الخ ، فالمسيحيون بالنسبة للمسلمين كفار لأنهم لا يؤمنون بالإسلام ، والمسلمون كفار بالنسبة للمسيحيين لأنهم لا يؤمنون بالمسيحية .
إن سورة الكافرون قننت وأبدت التعددية الدينية .
وقد يؤكد هذا دعوة القرآن المسيحيين واليهود ليحكموا بكتبهم :
• « وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ » (المائدة : 47) .
• « وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمْ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ » (المائدة : 43) .
(3) إن الإسلام يؤمن بالرسالات السابقة ، وبأنبيائهم ، ويصل هذا الإيمان درجة ، « لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ » أي من الأنبياء ، وهنا لفتة هامة أن الإسلام يؤمن بالأنبياء لأنه يرى أنهم بلغوا رسالة الدين الحقة ، ولكن هذه الرسالة تعرضت للتحريف على أيدي المؤسسة الدينية وخلال الترجمات :
• « قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ » (آل عمران : 84) .
• « قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ * فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُمْ بِهِ فَقَدْ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمْ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ » (البقرة : 136ــ137) .
(4) النص على تعدد الشرائع :
• « لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ » (المائدة : 48) .
• « وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمْ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ » (البقرة : 148) .
(5) النهي عن التفاضل ما بين الأديان :
• « وَقَالَتْ الْيَهُودُ لَيْسَتْ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتْ النَّصَارَى لَيْسَتْ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ » (البقرة : 113) .
• « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ » (المائدة : 105) .
• « وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ » (العنكبوت : 46) .
(6) حرية الفكر والاعتقاد :
• « لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ » (البقرة : 256) .
• « وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً » (الكهف : 29) .
ويتبع حرية الاعتقاد أن القرآن ذكر الردة مرارًا ولم يرتب عليها عقوبة دنيوية ، كما أن الرسول  ارتد في حياته كثيرون فما عاقبهم ، إلا إذا اقترنت الردة بقتل وانضمام إلى الأعداء ، وما يرتبه الفقهاء ، فهو أمر من « المؤسسة الدينية » التي حاول الفقهاء غرسها في الإسلام ، وسيأتي الحديث عنها .
كما يجدر الإشارة إلى أن القرآن حرم الرسل من أي سلطة باستثناء مهمة التبليغ ، وهي على كل حال ليست سلطة ، ولكن رسالة « وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ » (يونس : 41) .

[email protected]
www.islamiccall.org
gamal-albanna.blogspot.com



#جمال_البنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكمة باب يفتحه الإسلام على الزمان والمكان
- امريكا افضل من صدام
- الرد على شاكر النابلسي
- دعوة لإعمال العقول
- فصل من كتاب ( مسؤولية فشل الدولة الاسلامية) الذي منع نشره
- يا نواب الشعب.. التعذيب في أقسام البوليس أولي بالاستجواب من ...
- معضلة التعليم بين الدين والعلمانية.. والحل تعلم الحكمة
- مرة أخرى أقول لمحمود سعد لا يوجد حد للردة
- الحل الإسلامي لطريقة انتخاب رئيس الجمهورية


المزيد.....




- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال البنا - الأديان لا ينسخ بعضها بعضًا ولكن يكمل بعضها بعضًا ( 2 3 )