أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نارت اسماعيل - نادر قريط ووفاء سلطان، مشروعان متكاملان














المزيد.....

نادر قريط ووفاء سلطان، مشروعان متكاملان


نارت اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3214 - 2010 / 12 / 13 - 15:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قد يتهمني البعض بأنني كتبت هذا المقال لكي أتسلق على أكتاف كاتبين لهما شهرة واسعة، ولكن من يعرفني جيدآ يدرك تمامآ بأنني أبعد ما أكون عن صفات الطحالب التي تتسلق على جذوع الأشجار الباسقة.
ما جعلني أكتب هذا الموضوع والذي ترددت كثيرآ بكتابته هو ألمي لرؤية هذا الجفاء بين هذين الكاتبين الكبيرين ولرؤية هذه الحروب المستعرة بين أنصارهما والتي صارت تستعمل فيها مختلف الأسلحة المشروعة والمحرّمة، وصارت كتاباتهم تملأ صفحات الحوار المتمدن وتشغله عن أهدافه التنويرية الحقيقية.
أنا أرجع جزءآ كبيرآ من هذا الجفاء إلى هؤلاء الأنصار الذين يكتبون مقالات أو تعليقات تحريضية تشنجية تؤدي إلى حروب جانبية وإلى تكريس حالة من التمنطق والتخندق والاصطفاف الأعمى وراء هذا الكاتب أو ذاك والدفاع عنه بطريقة هستيرية غير مسؤولة تذكرك بحروب قبائل الصحراء وحرب البسوس، هذه المعارك الجانبية تؤدي لضياع جهود الكاتبين بمحاولة الرد على هؤلاء المتشنجين والدفاع عن اسمهما وجهودهما.
أكتب هذه المقالة لأنبّه لهذا الأمر ومتمنيآ من هذين الكاتبين الرائعين أن لايعيرا تلك الأصوات الهستيرية أي اهتمام وأن يركزا على مشروعهما وكتاباتهما.
وليعذرني الكاتبان لأنني لن أستعمل الألقاب بسبب كثرة ورود اسمها في المقال.
نادر قريط يقدم دراسات غاية في الأهمية تدور حول التشكيك بالتاريخ الإسلامي بشكله المتداول والتشكيك بشخصياته المحورية ومنها محمّد، هذا النهج ومع جهود كتاب آخرين بنفس المجال سوف يؤدي بالنهاية لإحداث تأئيرات عميقة وإلى إزالة القدسية عن هذا التاريخ وشخصياته وبالتالي زعزعة هذا الموروث الديني الثقيل. ومن جهة أخرى فهو يعتبر أن (الدين كائن هلامي) حسب قوله فهو يغيّر شكله بحسب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية القائمة وأن تغيير هذه الأوضاع إلى الأفضل كفيل بأن يجعل الناس تلقي حمولتها من الدين.
وفاء سلطان تتعامل مع الموضوع بطريقة ( الجمهور عايز كده )، أنا متأكد أنها هي الأخرى لا تصدّق هذا التاريخ الإسلامي ولا حقيقة شخصياته ولكنها تتعامل معه كأمر واقع موجود ومؤثّر ويؤمن به الناس ويدخل في تشريعات بعض الدول وتنتهك بواسطته حريات وحقوق كثير من الناس وخاصة المرأة، وفاء سلطان تخاطب الناس بلغتهم وتستشهد بتاريخهم الذي يؤمنون به وبرموزهم التي يقدسونها، لذلك فهي تصل لقلوب الناس وتحدث تأثيرآ سريعآ.
مشروع نادر قريط بعيد المدى ولكنه مهم ويشكّل قاعدة صلبة، أما مشروع وفاء سلطان فهو سريع المفعول والنتائج.
كلا المشروعان متكاملان وأنا أرى نادر قريط مثل شجرة نخيل تحتاج إلى ثلاثين سنة لكي تبدأ بإعطاء ثمارها ولكنها ستكون ثمارآ شهية ومغذية، بينما أرى وفاء سلطان مثل نبتة الفراولة تعطي ثمارها بعد شهر أو شهرين ولكنها تحتاج إلى زراعتها كل سنة.
نادر قريط يتميّز بقلمه الساحر وثقافته الموسوعية وأسوبه الساخر المحبّب وهدوئه وصبره على مخالفيه.
وفاء سلطان تتميّز بطبعها الحاد وبردود أفعالها التي تكون أحيانآ مستعجلة ، ولكنها تعبّر أكثر عن هموم مجتمعها ووطنها.
نادر قريط غير مستعجل بالإصلاح إلى درجة تجعلك أحيانآ ترغب بالامساك بعنقه، بينما وفاء سلطان قلبها يحترق لهذا الوضع الذي وصل إليه مجتمعنا وتعبر عن ذلك بلغة يفهمها ملايين المكتوين بهذه الأوضاع البائسة.
أكثر ما يؤلمني هي تلك الأصوات التي تتهم نادر قريط بالتحالف مع الظلاميين أو تلك الأصوات التي تتهم وفاء سلطان بالتحالف مع اليمين الأمريكي المتطرف أو الصهيونية، أتمنى أن نبتعد عن هذا النوع من الخطاب غير الراقي.
أنا ليس عندي أدنى شك بأن كلا الكاتبين يملك حسّآ وطنيآ صادقآ وأتمنى أن يأتي اليوم الذي نرى فيه نادر قريط ووفاء سلطان متصادقين ويتعاملان مع بعضهما البعض بروح المودّة والتعاون، وأتمنى من بقية الكتّاب والمعلقين أن يساعدا هذين الكاتبين المهمين على تحقيق ذلك بالابتعاد عن تأجيج الخلاف بينهما.
علينا جميعآ ن نتحلى بروح المسؤولية والصدق والأمانة وأن نضع مصلحة مجتمعنا ومستقبل أولادنا بالمقام الأول.



#نارت_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة لتغيير كلمات العزاء
- بين زمنين
- أي الحدود أهم؟ حدود الوطن أم حدود الله؟
- أخبار سارّة من بلدي
- الطائر الحر
- أغاني وذكريات
- هل مازال الدين أفيون الشعب؟
- رد على مقالة الكاتب سعيد مضيه (لمن تقرع أجراس الليبراليين ال ...
- ترقية فتاة قبيسيّة
- العبور إلى الضفة الأخرى
- نعم، إنهم مزعجون
- مأساة تهجير الشراكس
- إصلاح القلوب أم إصلاح الجيوب؟
- جمهوريات الفيس بوك
- لا نعبد ما تعبدون
- ما أصعب العيش صامتآ
- أوجه النفاق
- مضارب البدو في جبال القوقاز
- فن صناعة الغباء
- أقوال خالدة لعمرو خالد


المزيد.....




- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نارت اسماعيل - نادر قريط ووفاء سلطان، مشروعان متكاملان