أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حنان بكير - مهاجرو فرنسا/ الوجه الآخر














المزيد.....

مهاجرو فرنسا/ الوجه الآخر


حنان بكير

الحوار المتمدن-العدد: 3214 - 2010 / 12 / 13 - 14:02
المحور: المجتمع المدني
    


احتلت فرنسا، في أكثر الأحيان، مركز الصدارة أو الريادة، في التصدي لبعض القضايا الشائكة وذات الحساسية الخاصة، مثل قضية الحجاب والنقاب، ثم كانت أعمال الشغب التي عمّت العديد من الأماكن التي يقطنها المهاجرون. وقد تطرقت في أكثر من مقال عن حق الدولة الفرنسية، في الدفاع عن نظام الحكم، وشكل المجتمع الذي ترسمه لمواطنيها، باعتبارها دولة علمانية.
وقد خيّل لي، بأن مهاجري فرنسا، هم على مثال ما نشاهده على الفضائيات، من متظاهرين لتأييد النقاب، وأعمال شغب وحرائق و...الخ. رغم أني خبرت فرنسا، وكنت فيها أكثر من أربع مرات، يوم كانت ابنتي تدرس هناك. لكن حدود معرفتي بالأجانب هناك كانت محصورة في دائرة الطلبة.
مناسبة الحديث، هي زيارتي لفرنسا الأسبوع الماضي، بدعوة من مجلس بلديات فرنسا، للاشتراك في مؤتمرهم السنوي.والذي يضم حوالي السبعين بلدية، تعمل على نظام توأمة كل بلدية مع مخيم من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين. لكن سوء الأحوال الجوية، أعاق بعض رؤساء البلديات من الحضور. وهذا موضوع آخر سآتي على ذكره لاحقا.
كان في استقبالي في المطار، ثلاث سيدات شابات، مع باقة ورد تحمل أناقة الذوق الفرنسي، كانت احداهن زوجة رئيس بلدية بانولي. كن بكامل أناقتهن، لفتني الهدوء والتهذيب في سلوكهن. وهنّ صابرينا، فتيحة ونسيمة.. ولاحقا التقيت بالعديد من مثالهن، وقد كن على الأغلب من المغرب والجزائر وتونس وفلسطين ولبنان... متزوجات ولديهن أطفال. ولاحقا التقيت بالعديد من الشباب أيضا، من المنخرطين في نشاطات اجتماعية.. أدهشني، اندماجهم في المجتمع الفرنسي. دون التنكر لثقافتهم الأولى، ودون أن يديروا ظهورهم، لهموم ومشاغل أوطانهم التي هجروها، وقد حصل بعضهم على مراكز محترمة. وبعضهم كان من موظفي البلديات، وقد حازوا على مراكزهم بالانتخابات التي لا تشبه الانتخابات في بلادنا!
لهؤلاء المهاجرين/ المواطنين، نكهة خاصة، تمزج ثقافتي الشرق والغرب، في تناغم هادىء، فهم عرب وهم فرنسيون. لا يناقشون موضوع الاندماج، لأنه ببساطة لا يشكل مشكلة أو صراعا بين ثقافتين، بل يفهمونه تأقلما وانسجاما، مع الوطن الجديد.. انها ثقافة جديدة تأخذ الأجمل والأنسب من كلتا الثقافتين.
ما لفتني، أيضا، هو الانسجام التام بينهم وبين الفرنسيين، في مجال العمل الاجتماعي، فيما يختص بالدعم والمساعدات التي تقدم، للهيئات والمؤسسات الاجتماعية، في بلادنا، وعلى رأسها المخيمات الفلسطينية. وهذا ما نفتقده مثلا في النرويج، حيث نجد المؤسسات النرويجية العاملة لنصرة قضايانا، تكاد تكون خالية من العنصر العربي، الذي ربما يفضل العمل المنفصل، وان كان هناك من تعاون فهو محدود جدا.
التمازج الثقافي لا يعني، أننا نتعلم من ثقافة الآخر، كوننا قادمون من دول نامية، أو على الأصح، غير متطورة، وأن لا شيء عندنا لنقدمه للآخر! ايزابيل الفرنسية، الناشطة الاجتماعية الفرنسية، وزوجة فرناند، رئيس الجمعية " جي اآي بي أف آر "، والتي كانت تصرّ على أن نكون ضيوفها على العشاء كل يوم، مع رهط كبير من الناشطين، لم أر في سلوكياتها في البيت والضيافة واعداد الطعام و.. الاّ امرأة عربية ! وتتحلى مع زوجها فرناند بتلك الروح العربية السمحة والحلوة، التي بدأنا نحن نفقدها!
ماريان، الناشطة الاجتماعية والمترجمة. كانت متزوجة من رجل فلسطيني، وعاشت فترة طويلة في رام الله. قبل أن ينتقل الزوج الى رحمة الله.. حافظت ماريان على نمط حياتها الذي اكتسبته في رام الله.. وواصلت مسيرتها في خدمة القضية الفلسطينية في فرنسا وفلسطين ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان !
ما أود قوله هو: أنّ بامكاننا التعلم والاندماج، كما يمكننا التأثير الايجابي على المجتمعات التي نعيش بين ظهرانيها، اذا ما تحلينا بالأخلاق الحسنة، وتقبلنا الآخر بعقل منفتح... و اذا أدركنا أنّ الآخر لا يعني الحرب والسياسة... بل منهم، من هم أكثر انسانية واخلاصا لقضايانا، من كثيرين من أبناء جلدتنا.. يتبع



#حنان_بكير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاهد سريالية2/ عن الكتابة والتدوين
- مشاهد سريالية
- اشكالية العلاقة بين العلمانية والوطنية
- شرق أوسط بلا مسيحيين 2/ عود على بدء
- بين الأمس واليوم. هنا.. وهناك..
- الذاكرة تثمر في الشمال البارد
- على خطى ابن رشد التنويرية
- صراع الآلهة على الأرض
- آسف... فقد انكرتك يا أختي
- لا تعترفوا لهم
- الحيوان بين ثقافتين!
- ابحار في الذاكرة
- رحلة شاعر عبر التاريخ والشعر
- أعداء الحياة يغيّرون وجهة الصراع
- جغرافية الهوس الديني
- جامعة بيروت العربية... صرح علمي يتألق التغيير بين الرؤية وقو ...


المزيد.....




- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال ...
- البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن ...
- اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
- البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا ...
- جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س ...
- حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حنان بكير - مهاجرو فرنسا/ الوجه الآخر