بين الدين والعلم 2

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3214 - 2010 / 12 / 13 - 10:58
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

اندلعت الحروب في الشرق الاوسط بسبب التعصب الديني لتتحول بعد انهيار الامبراطورية العثمانية و ضعف العامل الديني الى حروب المصالح و التعصب القومي الذي جاء من اوربا الحركات النازية العنصرية عبر تركيا العنصرية الاتاتوركية لتجتاح الدول الشرقية الاخرى بظهور الحركات القومية في الدول العربية ابتداءا بظهور جمال عبدالناصرفي مصر و انتهاءا بحزب البعث لتحل عقيدة هذه الاحزاب القومية الفاشية الضيقة التفكير جزئيا محل الدين كطريقة جديدة لخلق هوية عربية قومية عوضا عن هوية اسلامية سابقة واسعة جمعت تحت رايتها شعوب و قبائل مختلفة تتوجت في التقاء المسلمين من مختلف البلدان الشرقية في موسم الحج.

بعبارة اخرى تحولت الحروب الدينية التي كانت تستند على قاعدة واسعة كفيلة بخلق جو هاديء لنمو العلم الى حروب قومية عنصرية ضيقة ادت الى ظهور حركات قومية كثيرة فمثلا التعصب القومي التركي والعربي خلق تعصبا قوميا كرديا لتتحول هذه الحروب على المستوى العالمي اخيرا الى حروب مصالح اقتصادية بسبب النفط و الماء دون القضاء كليا على الحروب الدينية مثل تأسيس دولة اسرائيل والثورة الاسلامية في ايران و الحروب القومية كحركات الشعوب الاصلية التي تركت بدون سيادة و هوية داخل بلدان اخرى تختلف عنها لغويا و ثقافيا بعد الحروب العالمية.

كان يمكن ان يتحول الحج الى نقطة التقاء و محيط لنمو العلم بسبب التقاء مختلف الثقافات من مختلف البلدان الاسلامية و لكن طغيان الدين كبل المسلمين بقيود التعصب الديني و محاربة الاديان الاخرى في المنطقة التي تحولت الى اديان ثانوية. و اليوم تحول الحج الى عائق للسلام و تطورالعلم. نحن اليوم بامس حاجة الى نقطة التقاء جديدة تجتمع فيها جميع الشعوب و الثقافات و الاديان الشرقية تحت راية العلم و التحاور. يجب ان يتحول الحج الديني السنوي الى حج علمي علماني سنوي بعيدا عن التيارات الدينية و اليمينية و اليسارية والقومية المتطرقة. نحن في حاجة الى مكة جديدة في هوية جديدة شعارها العلم و التعاون و الاخلاق و الشفافية و احترام الاخر. لربما هذا حلم يصعب تحقيقه و لكن علينا ان لا نتخلى عن هذه الاحلام و لوفي المنام.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات