سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)
الحوار المتمدن-العدد: 3213 - 2010 / 12 / 12 - 20:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أنا شخصيا ً لا زلت أشك في كون "المقرحي" مصابا ً فعلا ً بمرض السرطان أصلا ً!.. وهناك الكثير من مبررات هذا الشك الموضوعي!.. وأظن أن إطلاق سراحه في الحقيقة لم يحدث بأسباب إنسانية صحية كما تم تخريج المسألة للإعلام في إطار "لعبة الأمم"!! .. وإنما حدث وفق صفقة إستخباراتية تجارية بين نظام القذافي والنظام البريطاني!.. ولكن بقاء المقرحي حيا ً حتى الآن ظل وسيظل ينغص على علاقة القذافي مع أمريكا !.. أمريكا التي أبدت غضبها من عملية إطلاق سراح المقرحي المدان في قضية "لكوربي" والتي معظم ضحاياها من الإمريكيين!.. ونحن نعرف أن العقيد القذافي رغم مظاهر الكبرياء والتحدي المصطنعة التي يحاول الظهور بها في وسائل الإعلام أمام الشعب الليبي والعالم العربي فهو في كواليس الإتصالات الدبلوماسية البعيدة عن وسائل الإعلام لا يكف عن تسول رضا الغربيين وخصوصا ً الإمريكيين والبريطانيين!!.. خصوصا ً وأنه يرجو الحصول على موافقتهم في مخطط التوريث في إطار شغفه بديمومة الكراسي لتأمين مستقبل أولاده السياسي حتى لا يكون كمصير أولاد "صدام حسين"!! .. ونحن نعرف أيضا ً أن العقيد القذافي كان غرضه من إتمام صفقة إطلاق المقرحي مع المخابرات البريطانية هو البروباقاندا الإعلامية ومحاولة تحقيق نصر "معنوي/شخصي" ولو بدفع مليارات من أموال الشعب الليبي ولكن الإمريكان خربوا عليه فرحته تلك عندما كانت ردة فعلهم عنيفة إتجاه عملية إطلاق "المقرحي" وإستقباله في ليبيا كما لو أنه بطل من أبطال التاريخ وإضطر القذافي يومها حيال هذا الغضب الإمريكي إلغاء كل مظاهر الإحتفال والإبتهاج بالمقرحي على الفور!!.. وتوترت – منذ تلك العملية – علاقة القذافي بأمريكا!.. ولهذا فالمقرحي بات اليوم بمثابة "عبء ثقيل" على نظام القذافي لأن "المقرحي" في ذاته وفي نظر العقيد "القذافي" إنتهت قيمته المعنوية ولم يعد يمثل أي شئ بل هو أصبح فقط مجرد "عبء ثقيل" والسلام !.. عبء يعكر صفو علاقته مع "إبنه" "أبوعمامه"!!.. والقذافي يُدرك أنه من الأفضل التخلص من هذا "العبء الثقيل" الضار وغير المفيد لأنه سيظل مصدر توتر للعلاقة مع "إبنه" "أبوعمامة" مادام هذا "العبء" حيا ً! .. لذا فمن المرجح أن يعجل القذافي بالتخلص منه تلبية للرغبة الامريكية في إختفاء المقرحي عن الساحة نهائيا ً حتى تكون الطريق سالكة ومعبدة لإقامة شهر عسل في "البيت الأبيض" ونصب خيمة السيد "إسراطين" هناك في مضارب بني "مريكان"! .. فهذا ما سيفعله القذافي قريبا ً ثم يقول لنا ولذويه ولكم أن المقرحي مات بسبب تداعيات مرض السرطان!!!.. وسنشاهد عندها جنازة عائلية متواضعة ثم يختفي هذا "المسكين" عن المشهد ويصبح في خبر كان!! .. وهكذا هو حال كل من حول "القذافي" من خدم وعبيد فهم بالنهاية في نظر القذافي ليسوا سوى أدوات لا أكثر ولا أقل !.. أدوات يمكن التخلص منها بكل سهولة إذا أصبحت مضارهم أكبر من منافعهم !.
#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)
Salim_Ragi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟