|
ويكيليكس (Wikileaks) ضجيج حول لا شئ؟! أم ؟
بزار محمد سلمان حسين
الحوار المتمدن-العدد: 3213 - 2010 / 12 / 12 - 17:21
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
هذا المقال عبارة عن مجموعة من الفرضيات التي نحاول أن نستوضحها ونسلط الضوء عليها من عدة نواحي ، وأسئلة نود اثارتها وكذلك الاجابة عليها في الوقت ذاته علَّنا نستطيع أن نثير ونحفز تفكير القارئ للبحث والتساؤل عن الحقيقة أو على الأقل لخلق حالة من الوعي، و لسنا هنا بصدد الدفاع أو مهاجمة هذا الموقع بقدر ما نريد الوصول اٍلى الحقيقة ولكن حالة شبيهة كهذه الحالة تستدعي التفكير وتسترعي الانتباه والتوقف مليَّاً عندها والسيناريوهات التي ستخلفها ورائها على العلاقات الدولية ، اذ شهد العالم خلال العقد الماضي مع مطلع القرن الحادي والعشرين ولا يزال يشهد الى اللحظة مجموعة من الأحداث التي أرعبت العالم وشغلت الدنيا ولم تملئها ابتداءاً من الجمرة الخبيثة مروراً بأنفلونزا الطيور وانفلونزا الخنازير والطرود الملغومة ومن ثم وأخيراً وثائق ويكيليكس التي نعيش اليوم تداعياتها والضجة الأعلامية المثارة حولها وحالة التشاحن واللغط الذي وصل اليه مستوى العلاقات بين الدول.
هل وكيليكس قصة مفتعلة كشبيهاتها من القصص (الجمرة الخبيثة – انفلونزا الطيور – انفلونزا الخنازير – الطرود البريدية) أم هو جهاز جديد يعمل لحساب أمريكا اسندت اليه مَهَمَة كشف وفضح الوثائق السرية لدول العالم و خلق حالة من الفوضى الخلاقة التي تبنتها الولايات المتحدة الأمريكية في ستراتيجياتها و وتعاملها السياسي الحديث أو لنقل لخلق حالة من الرعب لدى العديد من الدول المنافسة لها وكذلك الدول المارقة (الدكتاتورية) في العالم كبديل عن سياسة التلفيق والاتهام الكيدي في تعاملها مع ملفات الدولية وخلق جهاز بديل لجهاز مخابراتها الـــCIA لكيل الاتهامات للدول بطريق غير مباشر وخاصة بعدما فقدت هذه الاخيرة مصداقيتها في التأثير على الرأي العام العالمي عندما أعلنت وأدعت قبل الحرب التي شنتها أمريكا على العراق عام 2003 أن العراق يمتلك ترسانة من أسلحة الدمار الشامل وبررت و تذرعت أمريكا باٍتهاماتها (CIA) لشن حربها على العراق، ويُثار التساؤل هنا هل يمكن القول ان هذا الجهاز هو جهاز كيدي بديل (Alternative) للـــCIA من يدري ؟أتمنى أن أكون على خطأ!!!!!
لنفرض أن مؤسسي Wikileaksيدَّعون الدفاع عن الحريات وكشف المستور من السياسات والمؤامرات التي تحاك خيوطها في الظلام فهل من المعقول أو المنطق أن هذه التسريبات مرت امام مرأى ومسمع أجهزة المخابرات العسكرية الامريكية دون علم منها ؟!! أو ربما تكون هذه القصة شبيهة بأحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 من حيث عدم علم أجهزة المخابرات الامريكية بها .....؟ لــــــا أدري؟!! وقد يكون من المعقول وفي الواقع العملي أن يكون هناك أشخاص يعملون بدوافع انسانية على الصعيد الأنساني اذ أن رُقي الفكر الأنساني الذي وصلوا اليه دفعهم بالمجازفة والسير في غمار تحدي دول كبيرة وذات نفوذ كبير أيضا في العالم وحتى المجازفة بحياتهم في سبيل الافصاح عن الحقيقة ونحن لا نستطيع أن ننكر الجانب الانساني للعديد من المؤسسات والأشخاص في العالم ولا نستطيع ان ننكر البعد الانساني لنشر المعلومات وخفايا ما يدور في السجون والمعتقلات في العديد من دول العالم و قد تكون نشر هذه الوثائق في صالح المضطهدين والمعذبين في سجون ومعتقلات النظم البوليسية والدكتاتورية في العالم.
ومن جانب آخر والنظر من زاوية أٌخرى لموضوع نشر الوثائق وعلاقتها بالمعايير الأخلاقية والمهنية ربما يتساءل البعض منّا هل هكذا مواقع تشجع بشكل أو بآخر على الفساد الاداري وبيع الذمم والرشوة والخيانة بطريقة غير مباشرة في سبيل الحصول على حفنة من النقود؟؟ مع ايماني المطلق ان الدور الذي جاء من أجله ويكيليكس أكبر من أن يدعو الى الفساد داخل الحكومات لأنا لم يأتي لهذا الغرض و أنما همه الأول هو الحصول على المعلومة بأي ثمن كان و مهما كان ....
كما لايمكن اغفال الدور الذي تلعبه هذه المواقع من خلال تهديدها المباشر على الامن القومي اذ اننا ندخل مرحلة جديدة من تاريخ عولمة المعلومة حيث بات العمل المخابراتي في مواجهة حتمية و واقعية أمام عولمة من نوع آخر ألا وهي المخابرات المعولمة ونقل المعلومة بشكل سهل وأكثر سرية من ذي قبل و نتيجة لهذا ستحاول الأنظمة السياسية بدورها أن تقوي حصونها الداخلية مخافةً وتجنباًً من فضح سياساتها أمام المجتمع الدولي وخاصة فيما يتعلق بحقوق الأنسان وجرها الى متاهات لا تعرف أوارها وستسعى الى تضييق الحلقات داخل أجهزتها تفادياً لتسريب المعلومات، و ربما أرادت أمريكا أن تفسح المجال امام مخابراتها في الوصول لأهدافها بطريقة أسهل عن طريق موقع ألكتروني أن تنجب نفسها في مواجهة العالم بأسناد الدور الى ويكيليكس. احداث حالة من القلق لدى المواطن وكذلك لدى الانظمة السياسية وتحصل نتيجتها فقدان الثقة المتبادلة بين الموطن والنظام السياسي الحاكم .
وربما تسعى أمريكا جاهدةً في تكوين بؤر ضغط عالمية تكون ذات فعالية وتاثير شديدين على كافة الصعد وهذه الجماعات الجديدة في العالم هي جماعات ضغط دولية (ورقة ضغط) تدعمها دول تتمتع بنفوذ عالمي وخاصة تلك التي لها قوة أعلامية ومالية وسياسية هائلة وعلى رأسها أمريكا مبتدأة بنفسها بفضح حقائق عن سياساتها في العراق وأفغانستان وهلم جرا والحيلولة لخلق رأي عام عالمي مناهض وضاغط بشدة ضد اجراءات وسياسات العديد من دول العالم.
#بزار_محمد_سلمان_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء
...
-
خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت
...
-
# اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
-
بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
-
لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
-
واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك
...
-
البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد
...
-
ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
-
الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
-
المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5
...
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|