أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فهد سليمان - حول المفاوضات وشروط التسوية















المزيد.....


حول المفاوضات وشروط التسوية


فهد سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 3213 - 2010 / 12 / 12 - 14:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


بصريح العبارة ...لا مفاوضات مع الاستيطان ... لا تسوية بدون مرجعية القرارات الدولية

* حكومة إسرائيل الراهنة المتطرفة بزعامة نتنياهو وليبرمان ؛ تعبر عن عمق القاع العنصري الذي وصلت إليه، وقد جاءت على برنامج إغلاق كامل المنافذ الممكنة للتسوية
* البديل هو الدعم الدولي للشرعية الدولية وقراراتها، وتوسيع دائرة التضامن الدولي مع قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه، والذهاب إلى مجلس الأمن الدولي، بمشروع قرار يعترف بخطوط الرابع من حزيران (يونيو) 1967 حدوداً للدولة الفلسطينية المستقلة
إن استئناف المفاوضات لن يحمي القدس المحتلة عام 1967 من أنياب الاحتلال، بل بالعكس فإن إسرائيل تستغلها لتهويد المدينة بالاستيطان، هذا هو الاستخلاص الساطع لتجربة أوسلو، وقد تضاعف عدد المستوطنين ثلاث مرات منذ توقيعها عام 1993، واستخدم الاحتلال أساليب عدة للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وطرد أصحابها عبر «قانون أملاك الغائبين» الوسيلة الأخطر، ومنازل المقدسيين في دائرة الاستهداف بحسب هذا القانون الاستعماري العنصري، هذا التهجير الصامت يتصاعد اليوم إلى العلن، فـ «الترانسفير» على قدم وساق، وبواسطته سيطرت إسرائيل على 96% من أراضي فلسطين التاريخية.
ذات النهج مع الاستيطان الاستعماري في الضفة الفلسطينية، بما لا يوفر الحد الأدنى من شروط مفاوضات هادفة، بيد أن التصدي لهذه العدوانية العنصرية ومخاطرها، ينبغي أن يأتي من المؤسسات الدولية وضغوطها على الاحتلال وفضح إجراءاته العنصرية، فضلاً عن اعتماد الشرعية الدولية كمرجعية وإطار للمفاوضات، وجوهرها انسحاب قوات الاحتلال حتى خط الرابع من حزيران (يونيو) 1967، ضمن مدى زمني قصير ومحدد، عبر ضمانات دولية لآليات تطبيق ملزمة في كل ما يتم الاتفاق عليه.
ما يستحق أن نركز عليه الأنظار؛ هو أن إسرائيل ليست دولة ديمقراطية، بل عنصرية ودولة ديموغرافية، حيث تتضمن قوانينها نزعة إقصائية تتبدى على كامل مستويات مؤسساتها، وخاصة على المستوى «القانوني» تعبيراً عن مدى عمق العنصرية الصهيونية، بدءاً من قانون «المواطنة» و«المحكمة العليا»؛ نحو مجمل القوانين التي تعتبر نموذجاً مثالياً للعنصرية وللإقصاء والنفي والترانسفير، والذي يطال 1.2 مليون من الفلسطينيين الذين بقوا فوق أرض وطنهم إثر نكبة عام 1948، هل يستطيع أحد ما؛ أن يتخيل وزير دبلوماسية دولة ما؛ يدعو كما يدعو وزير الخارجية الإسرائيلي المتطرف افيغدور ليبرمان بسحب الجنسية من فلسطينيي 1948 وطردهم من وطنهم، طرد خُمْس السكان في دولته، لم تكن تصريحاته الرسمية هذه مجرد طلقة طائشة في الظلام، بل هدف عملت عليه إسرائيل منذ أمد لاستكمال عملية تطهير عرقي واسعة النطاق، لمخطط صهيوني قديم، والترانسفير يتخذ أشكالاً شتى في تصعيب الحياة اليومية للفلسطينيين؛ في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والصحية والاجتماعية والتربوية، إن مخططات الترانسفير قائمة وجديّة، مترافقة مع الدعم الأميركي لإقامة «دولة يهودية».
إن حكومة إسرائيل الراهنة المتطرفة بزعامة نتنياهو وليبرمان ومَنْ لفّ لفهما من أركانها؛ تعبر عن عمق القاع العنصري الذي وصلت إليه، وقد جاءت على برنامج إغلاق كامل المنافذ الممكنة للتسوية، وقطع كل الطرق التي تؤدي إلى أفق لها، وباتت ذاتها رهينة للمستوطنين.
بالإمكان مراجعة تقارير ريتشارد فولك المقرر الخاص المعني بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والمكلف من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وهو أستاذ للقانون في جامعة برنستون العريقة ويهودي الديانة، تقاريره حول «المحنة القاسية للفلسطينيين تحت الاحتلال، وسياسات العقاب الجماعي، وحصار قطاع غزة، باعتباره انتهاكاً سافراً للقانون الإنساني الدولي بموجب المادة 33 من معاهدة جنيف الرابعة»، وأن ما يجري «يرقى إلى مستوى جريمة ضد الإنسانية».
من على منبركم المحترم «أنباء موسكو» نشدُّ انتباه الرأي الدولي العام، إلى أن هذا الوضع المأسوي في الأراضي الفلسطينية ليس مؤقتاً لينفرج مع المفاوضات، أو عندما يجري التوصل إلى خطة ما، لأن حركة الاستيطان الاستعماري بدأت مع اليوم الأول للاحتلال، وصولاً إلى حكومة نتنياهو المتطرفة، والتي سبق لأركانها في الحملة الانتخابية أن دعوا إلى رفض المفاوضات وقصرها على الجانب الاقتصادي، ودعا بعض أركانها إلى حظر المشاركة البرلمانية للأقلية الفلسطينية، ودفع غير اليهود إلى مغادرة البلاد، بل إن بعضهم دعا إلى انسحاب إسرائيل من منظمة الأمم المتحدة، طالما أنهم يعيشون في كوكب آخر غير هذه البسيطة...
إن هذا كله يدلل على تهديد ورفض إسرائيل لعملية السلام، كما ينذر بحروب إذا ما اندلعت؛ لا يعلم أحد مع أي جيل قادم ستتوقف. والبديل هو الدعم الدولي للشرعية الدولية وقراراتها، وتوسيع دائرة التضامن الدولي مع قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه، والذهاب إلى مجلس الأمن الدولي، بمشروع قرار يعترف بخطوط الرابع من حزيران (يونيو) 1967 حدوداً للدولة الفلسطينية المستقلة، ويلزم إسرائيل بإنهاء احتلالها للضفة الفلسطينية بما فيها القدس وقطاع غزة، وفي حال لجوء الولايات المتحدة إلى استعمال الفيتو، يتم اللجوء إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ بدورة استثنائية تحت قرار «متحدون من أجل السلام»، وفق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لاستصدار قرار بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وقبولها عضواً في المنظمة الدولية.
إن التسوية لن تأتي، إلا بعد أن يتحمل المجتمع الدولي ومؤسساته الدفاع عن قراراته التاريخية المتخذة بشأن القضية الفلسطينية، ومواجهة غلواء عنصرية إسرائيل بممارسة الضغوط عليها لحملها على القبول بقرارات الشرعية الدولية والتخلي عن نهجها العدواني التوسعي
* نقلا عن صحيفة «أنباء موسكو» العدد 13/1 الصادر في أوائل شهر كانون الأول( ديسمبر) 2010 وجاءت هذه المقالة في إطار ملف حول الشرق الأوسط نشرته الصحيفة على أعداد متتالية ساهم في كتابة مواده ـ بناء على طلب الصحيفة ـ كل من وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى والرفيق فهد سليمان.

*عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
عضو المجلس المركزي في منظمة التحرير الفلسطينية



#فهد_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة الفلسطينية .. عقبات وآفاق
- بين تعقيدات الحوار الوطني والاستحقاقات الوطنية العاجلة
- حوار مع فهد سليمان عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتح ...
- في مهرجان ذكرى استشهاد القائد الوطني الكبير أبو علي مصطفى
- كلمة فهد سليمان في تأبين الدكتور جورج حبش
- المجلس المركزي: خطوة محدودة إلى الأمام... لم تقبض على القضاي ...
- كلمة فهد سليمان في تأبين الراحل المصري الكبير أحمد نبيل الهل ...
- الظل والصدى
- مؤتمر الحوار الوطني الثالث
- الحوار الفلسطيني في القاهرة .. تقدم نسبي وبالإتجاه الصحيح
- الوحدة الوطنية والمشاركة في القرار الوطني
- الانتفاضة و المقاومة متلازمان و لا فصل بينهما
- الانتفاضة في عامها الثالث استراتيجية استنزاف الاحتلال
- الانتفاضة في عامها الثالث استراتيجية استنزاف الاحتلال
- حملـة «السور الواقـي» بين النتائج ومتطلبات الصمود الفلسطيني


المزيد.....




- الأميرة البريطانية بياتريس تنجب طفلتها الثانية أثينا
- حفرة أرضية تبتلع أعمدة كهرباء خلال عملية إنقاذ سيارة في حفرة ...
- سوريا.. إدارة العمليات العسكرية تعلن أحمد الشرع رئيسًا مؤقتً ...
- الإدارة السورية الجديدة: إلغاء العمل بالدستور وحل الجيش وتعي ...
- الإدارة السورية الجديدة تعلن وقف العمل بالدستور وتعيين الشرع ...
- أمير قطر يبارك لأحمد الشرع بتوليه قيادة الدولة السورية الجدي ...
- السعودية توقع اتفاقية لإنشاء مكتب إقليمي للإنتربول بالشرق ال ...
- غضب فلسطيني وعربي رافض.. مظاهرة في رام الله ضد تصريحات ترامب ...
- طلاب مصريون في ورطة بسبب قرار ترامب تجميد منح تعليمية
- واقيات ذكرية أمريكية لغزة؟


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فهد سليمان - حول المفاوضات وشروط التسوية