أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف جابو - حق تقرير المصير حلم كردي














المزيد.....

حق تقرير المصير حلم كردي


عارف جابو

الحوار المتمدن-العدد: 3213 - 2010 / 12 / 12 - 08:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التشديد على هوية كركوك الكردية، وحق تقرير المصير للشعب الكردي هي أبرز ما جاء في خطاب رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في افتتاح المؤتمر الثالث عشر لحزبه الديمقراطي الكردستاني. جاء كلام بارزاني هذا بحضور كبار القادة السياسيين العراقيين الحكوميين والحزبيين، وممثلي العديد من الدول الأوربية والولايات المتحدة؛ الذين وجهت إليهم الدعوة لحضور افتتاح المؤتمر.
التأكيد على هوية كركوك الكردية وأنها جزء من كردستان ليس جديداً، وخاصة على بارزاني نفسه الذي أكد دائماً على موقفه في هذا السياق وللجميع في لقاءاته السياسية سواء داخل العراق أو خارجه. ولكن التحدث عن حق تقرير المصير بهذا الوضوح وهذه المباشرة، أمر جديد وملفت.
بارزاني معروف بتوازنه ووضوحه، وبواقعيته وقراءته الدقيقة لموازين القوى. وعلى ضوء ذلك يحدد أهدافه بواقعية وفق متطلبات المرحلة. ولكنه إذا اتخذ موقفاً وحدد هدفاً فإنه لا يتراجع عنه بسهولة، وهذا ما يصعب مهمة المفاوضين المعارضين له.
وبارزاني الواقعي يبدو أنه قد حسم موضوع حق تقرير المصير مع قادة حزبه قبل بدء المؤتمر، وبالتالي فإن إقرار مندوبي المؤتمر لهذا المبدأ أمر محسوم، ليس لأن من يطرحه رئيس الحزب ورئيس اقليم كردستان، وإنما لأنه حلم كل كردي سواء في العراق أو خارجه (تركيا، سوريا، ايران) أن يأتي يوم ويقرر فيه مصيره بنفسه وتصبح له دولته كباقي شعوب العالم.
وطرح بازراني للموضوع يأتي في وقت تتخبط فيه الأطراف السياسية العراقية الأخرى في خلافاتها حول تقاسم السلطة وتوزيع المناصب، بل حتى أن بعض التحالفات السياسية يتهددها التفكك. كما أنه يأتي في وقت يتمتع فيه إقليم كردستان وحكومة الاقليم وخاصة حزب بارزاني بأفضل العلاقات مع الجارة الشمالية تركيا، وتوسيع علاقات الاقليم الخارجية ولاسيما مع أوربا التي فتحت العديد من دولها قنصليات لها في مدينة اربيل عاصمة الاقليم. لهذا فإن الطرح موفق وقد اختار بارزاني توقيته عن دراية وحنكة.

رسائل عديدة للداخل والخارج
وإذا كان موضوع حق تقرير المصير ليس جديداً على مؤتمرات الحزب الديمقراطي الكردستاني، كما جاء في خطاب بارزاني، الذي لا شك أنه أراد بطرحه الآن وبهذا الوضوح التام الذي لا لبس فيه، أن يوجه رسائل لأكثر من جهة داخلية وخارجية.
فهو أراد أن يقول لمعارضيه في الاقليم بأنه القائد الذي يعرف كيف يخطب ود شعبه، خاصة وأن الجماهير الكردية كما باقي جماهير المنطقة تطرب وتفرح بسماع شعارات كبيرة تدغدغ مشاعرها وتعبر عن أحلامها، سواء أكانت هذه الشعارات واقعية أم لا.
والرسالة الثانية للأطراف العراقية، تلك التي تحاول الالتفاف على المطالب الكردية والتنصل من تعهداتها، ولهذا ذكّرها بارزاني بضرورة تطبيق المادة 140 من الدستور العراقي أيضاً، وبأنه لا مساومة على هوية كركوك الكردية وأنها جزء من كردستان. بذلك أراد بارزاني القول أن الطرف الكردي سيرفع سقف مطالبه وهو يهيء الشارع الكردي ليتحرك عند الضرورة، إذا حاول شركاؤه في بغداد التنصل من تعهداتهم.
ورسالة ثالثة أراد بارزاني توجيهها إلى دول الجوار التي تقتسم الأكراد وأرضهم، وليقول لهم بأنه لا يخضع للابتزاز والضغوط وأن الحلم الكردي لا يتوقف عند الفيدرالية.
ولكن يبقى الواقع شيئاً والحلم شيئاً آخر، والسياسة تبقى فن الممكن والواقع، وإن التعامل مع الحقائق على الآرض يختلف عن التعامل مع الشعارات الجميلة الجذابة. وبارزاني يعرف ذلك جيداً وهو من الساسة الواقعيين، رغم أنه كان لسنوات طويلة مقاتلاً قائداً ميدانياً. وبارتدائه البذلة الأنيقة وربطة العنق بدل اللباس التقليدي الذي عادة ما يرتديه في المناسبات الرسمية، أراد أن يشير إلى انتهاء عصر الجبل وأنه بات الآن قائداً سياسياً مدنياً، وأنه رجل سياسة ودولة.

حق تقرير المصير، شعار جميل ورفعه والتذكير به يبقي الحلم الكردي حياً، ويبدو أن بارزاني الواقعي يريد ذلك. فهو يدرك أن الواقع والظروف الجيوبوليتيكية في المنطقة، بالإضافة إلى مصالح القوى الفاعلة على الساحة الدولية تقتضي الاستقرار وعدم المساس بخريطة المنطقة، ما يحول دون تحقيق الحلم الجميل.
والمصلحة الكردية بحد ذاتها تقتضي التأقلم مع الظروف المحيطة وعدم المغامرة والانجرار وراء الشعارات القومية الرنانة، التي لم تجلب لشعوب المنطقة غير الولايات.
__________
عارف جابو: صحافي مقيم في المانيا



#عارف_جابو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة تغلب العدالة... ماذا بعد حظر حزب المجتمع المدني
- المنتدى الدولي للأمم المتحدة حول الأقليات والقضية الكردية في ...
- الانتخابات التركية: هل ستخرج البلاد من أزمتها؟
- هل ستنجح استراتيجية بوش الجديدة في العراق؟
- الامنستي لديها خبراء يدققون في كل صغيرة وكبيرة قبل نشرها # ح ...
- جمهورية مهاباد ضحية النفط والمصالح الدولية
- القانون الدولي و موقف الدول المجاورة من الفيدرالية العراقية
- أسير حرب أم مجرم حرب؟ اشكالية محاكمة صدام حسين
- حوار مع السيد محي الدين شيخ آلي سكرتير حزب الوحــدة الديمقرا ...


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف جابو - حق تقرير المصير حلم كردي