أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - وعاء الثقافة الإسلامية الفاسد














المزيد.....

وعاء الثقافة الإسلامية الفاسد


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 3213 - 2010 / 12 / 12 - 01:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الثقافة culture هي وعاء من الأعراف والعادات والتقاليد والممارسات الاجتماعية التي تتوارثها الأجيال وينقلها الآباء إلى الأبناء، الوعاء الذي لا يمكن تناول أي طعام معرفي جديد إلا منه وعبره فيحد من نكهته ويعطيه طعما مميزا ويخفف تأثيراته. وعاء هو مثل المريء للمعدة لا يصلها الطعام المعرفي إلا عبره، أكان طعاما علميا، أدبيا ،أخلاقيا أو ثوريا، علمانيا أو لبراليا، محافظا أو تحرريا، يساريا أو حتى شيوعيا ومهما كانت قوة الطعام وشدته وكثرة توابله فانه لا بد وان يكون مشوبا بشيء منه، رائحة، نكهة، طعما أو حتى نفسا يجبرنا على التساؤل من أين أتى هذا النفس غير المستساغ، غير المحبب هذا الخيط من الرائحة الذي لا يمكن إلا ملاحظته وتميزه عن الطعام الأصل.
إن هذا التساؤل الذي طالما شغل بال المرأة فحيرها، فلم تجد تفسيرا لهذا التناقض الغريب بين أفكار زوجها الثوري وبين تربيته المحافظة لأبنائه ومعاملتها الاستعلائية لها، بين ثوريته ونضاله من اجل التغيير وبين تجنبه لهذا التغيير في بيته، بين تحديه للسلطة وجبنه عن تحدي المجتمع، بين ثوريته المتفجرة في البيانات والخطابات والنضال ضدها وبين تماهله وتردده وضعفه وهزاله في حقيقة ممارسته في الصراع ضد العادات والتقاليد والممارسات الدينية، نجد جوابا له في تأثير وعاء الثقافة الإسلامية على الفرد والمجتمع.
الثقافة الإسلامية التي ليس احد بمنجى منها، هي مثل الطقس، الجو، الذي نعيش فيه، يخضع الفرد لتأثيراته المناخية رطوبة أو حرارة أو انفعال أو ردود فعل، هذا المناخ يلازم الفرد منذ ولادته، منذ نعومة أظفاره، منذ ساعات وعيه الأولى فيلقن بان الله ربه ومحمد نبيه، تحوم الملائكة حوله لتستوطن أكتافه وتشغل وقت فراغه بكتابة ذنوبه ومعاصيه، تراقب كل صغيرة وكبيرة من أفعاله، الشياطين ترصد خطواته وتنصب الفخاخ له ليقع في حفرها المظلمة، الله ينتظره بجحيمه وجهنمه وعصيه واسواط من نار وطعام من غسلين، الإنسان المسلم أو الذي نشا في بيئة مسلمة محاصر من كل صوب، مريض وصريع ومهووس وهما أو تصورا. يشعر بالإثم عندما ينظر إلى جمال المرأة وينجذب إلى إغرائها، وعندما يحب ويعشق يؤلمه ضميره ويزحم بأحاسيس الذنوب وحين يرضي غرائزه يقتض مضجعه وكأنه اقترف الكبائر، هذا وهو صغير وعندما يشب ويقوى ويحس انه قد تحرر من تبعات هذه التربية الإسلامية المرعبة ، يكون قد فات الوقت فالقيد لا يربط اليدين ولا الرجلين ولا يكمم الفم ولا يغلق العين فقط، بل يحجر على العقل فلا يقوى على التحدي إلا بحدود رضي المجتمع لا يقتحم إلا بمقدار السلامة.
الثقافة الإسلامية تولد الرغبة في الإنسان إن يكون اعمي أو اخرس أو أطرش إن يفقد حواسه الخمسة، فلا يقع ضحية غريزة أو نظرة بريئة أو رغبة مكتومة كي يرضي الله ونبيه ورجال دينه ليس ليدخل الجنة، فالرغبة الأولى إن ينقذ ويجنب جلوده كرابيج الله النارية. فالله لا يرضى حسب الثقافة الإسلامية، أو حسب رجال الدين إلا بقمع حواس الإنسان.
أليس الإنسان بميت عندما تقتل الحواس فيه ؟
أليس الحواس هي الحبل السري الذي يربط الإنسان بالمجتمع وبالحياة.؟
أليست هي الغرائز التي تربط المرأة بالرجل والرجل بالمرأة؟
إن هذا الوعاء الثقافي الإسلامي الرجعي هو المسئول عن وجود الإنصاف.
أنصاف ثوريين، أنصاف العلمانيين، أنصاف الشيوعيين، أنصاف ألبراليين، أنصاف المثقفين.
البعض مقتنع إن يكون نصفا من شيء لاعتقاده بأنه لا يوجد وعاء آخر عندما يكسر وعاء الثقافة الإسلامية الفاسد.
البعض لا يجرئ على كسر الوعاء، فانه يخاف العاقبة والخوف من العاقبة هو النكهة والطعم والمكون للثقافة الإسلامية.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقد أسكرهم الدين ولم يسكرهم الخمر.
- مجزرة كنيسة سيدة النجاة والإسلام.
- العراقيون ووثائق ويكيليكس
- الحوار المتمدن في ألق متواصل.
- السنة والشيعة وعائشة
- البغاء وأنكحة المتعة الإسلامية
- الطقوس المذهبية والأحزاب الإسلامية
- صراع الولدين
- الأحزاب الإسلامية والحرص الزائف على الوحدة الوطنية.
- الأحزاب الطائفية والمكونات العراقية.
- الله والاسلاميون
- اليسار العراقي والغبار الحسيني المقدس
- ألا يتعظ هذا الرهط الاسلامي الفاسد!
- أحزاب البطانيات والمسدسات!
- الدولة الاستهلاكية للأحزاب الإسلامية
- البعث الإسلامي
- الإرهاب والمنائر
- الحوار المتمدن حقل الأفكار المزدهر
- من الأفضل المِحرم أو قماش المجلس الاعلى الإسلامي الأخضر؟.
- معجزات الله ومعجزات الإنسان.


المزيد.....




- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...
- قائد الثورة الإسلامية: الثورة الاسلامية جاءت لتعيد الثقة الى ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو لم ولن ينتصر في غزة ولبنان وما ...
- قائد الثورة الاسلامية: لا يكفي صدور احكام اعتقال قيادات الكي ...
- قائد الثورة الاسلامية: ينبغي صدور أحكام الاعدام ضد قيادات ال ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - وعاء الثقافة الإسلامية الفاسد