|
كيف تكون الاشتراكية في بلدا يخلوا من طبقة العمال والفلاحين يا اساطين الماركسية ؟
جاسم محمد كاظم
الحوار المتمدن-العدد: 3212 - 2010 / 12 / 11 - 20:53
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
كيف تكون الاشتراكية في بلدا يخلوا من طبقة العمال والفلاحين يا اساطين الماركسية ؟ تعرف الموسوعة الفلسفية السوفيتية الطبقات (بانها بانها مجموعات كبيرة من الناس تختلف عن بعضها بالمكانة التي تشغلها في نظام محدد تاريخيا للانتا ج الاجتماعي ) ولم تنسى الموسوعة ان تضيف (بعلاقاتها التي تكون في معظم الحالات محددة ومصاغة بقانون ) . و تختلف مواقع الطبقات في التنظيم الاجتماعي في الدولة المنتجة للبضاعة حسب مواقعها في عملية الانتاج . ويتحدد ظهور الطبقات بظهور العمل المنتج الذي يسمية ماركس "الرحم الذي ولدت منة البشرية وهو نشاط الانسان الواعي الذي يمارسة بوعي كامل. وان البشر حين يغيرون واقعهم المادي بالعمل انما يغيرون انفسهم وهذا هو سر التطور" . وتكون الطبقات شديدة الوضوح في الانظمة الراسمالية كطبقات مالكة مهيمنة مستغلة ( بالكسر ) واخرى مستغلة ( بالفتح ) واخرى وسطية من صغار التجار ومالكي الورش الصغيرة . وتختفي هذة الطبقات في الانظمة الاشتراكية حين ينعدم استغلال الكل للكل وتصبح ملكية وسائل الانتاج الرئيسية في قبضة المجتمع المتمثل بالدولة . وتصبح الطبقات صعبة الفرز اذا تداخل النظامان بعملية خبط غير منظمة للعملية الانتاجية لتنتج مزيجا خلاسيا يصعب على الفك والفرز والتحلليل . وتكون المعادلة اصعب حين تتدخل السياسة بصنع تلك الطبقات من اجل اعطاء ديمومة لنظامها القائم في كما في الانظمة البيروقراطية الريعية غير المنتجة للبضاعة والتي تعيش على بيع الموارد الاولية فقط . واذا كان الرفيق النمري قد اشار في كتابة " ازمة الراسمالية وانتصار الاشتراكية" (بان ثورة اكتوبر الاشتراكية قامت بمشاركة ثلاث طبقات هي طبقة العمال وطبقةالفلاحين وطبقة البورجوازية الوضيعة من جنود ومثقفين ثوريين). فان الواقع العراقي لم يخلق عبر مسيرتة في الزمن طبقات عراقية بالمعنى الصحيح للكلمة . ولم يتم تداول هذة الطبقات في مباحث علم الاجتماع او الاقتصاد السياسي . بل بقيت كل الطروحات لتفسير ظواهر المجتمع العراقي تدور في نفق البداوة والحضارة بعيدا عن هذة الطبقات . . ولان تشكيل السلطة في العراق لم يتكون على اساس التركيبة الاقتصادية الاجتماعية او من خلال نظام العمل المنتج بل كانت السلطة تفرض نفسها من الخارج دائما على اشكال متعددة ملكية بقرار بريطاني او اميركي او انقلابات عسكرية بدفع وتمويل خارجي . من اجل مسك ابار النفط وكل الثروات المخبوئة في رحم هذا التراب وكانت هذة الثروات هي سبب المباشر للاستبداد والفساد والطغيان على مر الازمنة. وبقيت السلطة في العراق مفصولة عن حيز العمل لانها لم تاتي ابدا من الواقع المادي العراقي و لم يكن العمل المنتج ربها الاساسي بل كانت سلطة مفصولة عن العمل بدئا بالسلطة الملكية ووزاراتها التي تعاملت مع العمل باحتقار وازدراء وادت الى خلق طبقات طفيلية من ذوي الياقات البيضاء تعتاش على دم الفلاح البدائي والعامل البسيط بزمن اشبة بعصر عبوديات اثينا وروما مرورا الى عقد الجنرال والانقلابات العسكرية التي احتقرت العمل ومؤسساتة . لان السلطات التي تمتلك عوائد أموال النفط والثروات الضخمة تكون دائما غير عابئة بشعبها لانها غير محتاجة الى نشاط الجماهير الاقتصادي البناء في مجالات الصناعة والزراعة والخدمات بل هي غير عابئة بناتج العمل ومردودة ابدا.بل انها بدل ذلك تستبدلة بالاستيراد الجاهزمن السلع والخدمات بكفالة أموال النفط وتلك الثروات . وبقيت السلطات النفطية على مر تاريخ العراق لم تحرك أي جهد للارتقاء بواقع الشعب المعاشي وخدمة قضايا الشعب.بل ان هدفها الاساسي و الدائم هو خلق الأتباع المعتاشين على موائدها الدسمة من الساسة الانتهازيين ورجال الإدارة الفاسدين والقادة العسكريين وكبار ضباط الجيش و كبار الموظفين اللامنتجين والقضاء المتواطئ والإعلام الاستهلاكي والدعائي ومتعهدي العمل الطفيليين وشيوخ العشائر الراقصين لكل سلطة ومسمى يجزل لهم الرواتب الضخمة والعطايا الكبيرة والهبات الفاخرة وتضمن لهم حمايتهم ورفاههم لكي تديم دعائم سلطانها القبيح . لذلك كانت السلطات النفطية قبلة السياسيين الانتهازيين سواء كانوا في السلطة أم المعارضة . وهي مطمح أنصاف المتعلمين مادامت تفضل الولاء على الكفاءة. لذلك تردى الاقتصاد العراقي في ظل السلطات النفطية برغم موارده العظيمة وكفاءاته البشرية وأرثه الحضاري..وسبقته بلدان صغيرة وفقيرة وشعوب ناشئة في سلم الحضارة الحديث وبقي العراق ذيلا في اسفل القائمة الصناعية . ولذلك كانت السلطات النفطية سببا في تردي واقع العراق المدني لانها لاتمدن المجتمع ولاتخلق دولة المؤسسات والقانون...بل هي تحرص على رفع أقربائها وأتباعها الى أعلى المناصب وبالتالي فهي تدشن دولة القرابة وتكرس النمط العشائري البدائي للمجتمع. أن ناتج السلطات النفطية كان أن ربع الشعب من الشباب الحاصل على الشهادات الجامعية يعيش في بطالة قاهرة. وربع الشعب من المتقاعدين الذين خدموا البلاد لأكثر من ثلاثين عاما عاجزين عن معالجة أمراض الشيخوخة وسد املاق المعدة …وربع الشعب من ربات البيوت اللواتي لايحصلن على فلس واحد من ثروات البلاد. وتبقى النسبة الكبرى من الربع الاخير المتبقي من الفئات الكادحة والمسحوقة والموظفين الذين يعانون مرارة الواقع …فيما تستأثر الاقلية المفسدة من السياسيين وكبار ضباط الجيش و الدرجات الخاصة وأتباعهم بثروات البلاد ومباهج السلطة وهكذا كان العراق يخلوا تماما من أي طبقة منتجة غير طبقة الياقات البيضاء الا عبر سنين قليلة دمرت في مهدها .واذا كان الرفيق النمري يقول( "
بالرغم من أن لينين كان قد حذر من طبقة ذوي الياقات البيضاء باعتبارها آخر عدو للإشتراكية والأدهى بالخداع والمراوغة إلا أنه لم يشر من قريب أو بعيد إلى طريق الخلاص من هذه الطبقة المعادية في أواخر مراحل التطبيق الإشتراكي بعكس طبقة الفلاحين التي أشار إلى طرق تصفيتها ولعل ذلك يعود. إلى أن لينين لم يكن ليتصور الشكل المحدد للتناقض المستقبلي مع طبقة ذوي الياقات البيضاء من عسكريين ومدنيين") فكيف تكون الاشتراكية في مثل هذا البلد الذي يخلوا تماما من الطبقات المنتجة بينما تتربع طبقة الياقات البيضاء على كل مفاصلة . جاسم محمد كاظم
#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا يقول الرئيس انور السادات حين اصبح -راشد- شيخا -وزينب- م
...
-
هل اصبح مايسمى (بالشهيد ) هو الخاسر الاكبر في العراق ؟
-
-الحل هو المحتل- ايها الاخوان المسلمون
-
الاولى بالاستحداث وزارة للمولدات الكهربائية
-
الشيعة والانتساب الكاذب لعلي بن ابي طالب
-
مذ خلقنا ونحن مسروقين - يا شاعر قناة الفرات-
-
الدينجية ..1
-
هل سيُقبل الخروف ناب الذئب في السلطة المحدثة
-
.هل تريد السعادة الابدية . اذا كن سجينا سياسيا عراقيا
-
-ماظل حجي يسوي العتب- .. ياالبغدادية
-
فريضة حج للبيع .. هل اصبح الدين سلعة ؟
-
جلادي العراق الجدد .
-
أكتوبر التي اوقفت التاريخ على قدمية نسخ الكتروني جاسم محمد ك
...
-
بعد محاضرتة الاقتصادية هل اطلع أحمدي نجاد على مؤلفات فؤاد ال
...
-
تقسيم الفئات العراقية في مواقعها اللاانتاجية
-
- لينين -باقلام القومية العربية - نسخها جاسم محمد كاظم -
-
كوميديا اسمها . انور نجم الدين -الرد على تراجيديا السوفيتية
...
-
ماذا كان ينتظر الحزب الشيوعي العراقي من البدائل الظلامية ؟
-
هل مازلنا بحاجة الى الدعوة الاسلامية ودعاتها ؟
-
على اثير الياهو
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في غزة.. نصر فلسطيني جزئي بعد خسائر لا يمكن
...
-
خواطر واعتراض واحدة من “أطفال يناير” على ميراث الهزيمة
-
الانتخابات الألمانية القادمة والنضال ضد الفاشية
-
م.م.ن.ص// رقم إضافي لقائمة حرب الاستغلال البشع للطبقة العامل
...
-
الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تدعو إلى التعبئة قصد التنزيل
...
-
غضب صارخ عند النواب اليساريين بعد تصريحات بايرو عن -إغراق- ف
...
-
النهج الديمقراطي العمالي يحيي انتصار المقاومة أمام مشروع الإ
...
-
أدلة جديدة على قصد شرطة ميلان قتل المواطن المصري رامي الجمل
...
-
احتفالات بتونس بذكرى فك حصار لينينغراد
-
فرنسا: رئيس الوزراء يغازل اليمين المتطرف بعد تصريحات عن -إغر
...
المزيد.....
-
الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور
...
/ فرانسوا فيركامن
-
التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني
...
/ خورخي مارتن
-
آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة
/ آلان وودز
-
اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر.
...
/ بندر نوري
-
نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد
/ حامد فضل الله
-
الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل
/ آدم بوث
-
الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها
...
/ غازي الصوراني
-
الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟
/ محمد حسام
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
المزيد.....
|