المناضل-ة
الحوار المتمدن-العدد: 3212 - 2010 / 12 / 11 - 16:09
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
يجتاز اليسار غير الإصلاحي وضعا من التشرذم، ومراوحة المكان، وحتى تقهقر أقسام منه. مكونات هذا اليسار قسمان رئيسيان، ذاك المتحدر من الحركة الاتحادية، و المتمثل ما تبقى منه في حزب الطليعة . وهذا القسم هو الذي يعيش حالة ركود وحتى نكوص، ابرز علاماتها تراجع أداء مناضليه نقابيا وفي الساحة الجماهيرية بوجه عام وانعدام إعلامه.
أما القسم الثاني، فمتحدر من الحركة الماركسية اللينينية، وهو أنشط وأقدر على الفعل الميداني، لكنه مشتت للغاية ومعظمه تائه. فإلى جانب حزب النهج الديمقراطي الذي يمثل شكلا لاستمرار منظمة إلى الأمام، ومناضلين آخرين حتى في الحزب الاشتراكي الموحد، ثمة مجموعات، وحساسيات، و تيارات غير متشكلة سياسيا بما يكفي لكن لها وجودا في مواقع نضالية شتى، لعل أهمها الساحة الجامعية. و لا شك أن ابرز مكامن النقص لدى هذا القسم تعذر نقاش هادئ وعميق بين مكوناته على ضوء انتهاء مرحلة تاريخية كاملة، إن على صعيد بلدنا او عالميا. وقد بلغ هذا التعذر ما بات وصمة عار من اقتتال بالسلاح الأبيض في الجامعة تحت رايات تحمل نفس الشعار.
إن عدم تقدم هذه القوى نحو تبلور سياسي ونضالي على أساس برنامجي واضح، يهدد قوى النضال الفتية، لا سيما الطلابية، بالضياع. فالأسس البرنامجية والسياسية التي قام عليها يسار سنوات 60-70 ليست جوابا على مهام الساعة إلا كإطار بالغ العمومية، وحتى هذا قابل للنقاش، وإلا لماذا لم تتحقق علة وجود ذلك اليسار المتمثلة في بناء حزب الثورة، و لا حتى جنينه.
و الماضي غير البعيد غني بحالات الضياع. فجزء كبير من خريجي التيار القاعدي بالجامعة، والذي واصل العمل السياسي، ابلتعته أحزاب إصلاحية، تيار الديمقراطيين المستقلين مثلا، و ثمة من جرته حتى آلة المخزن السياسية.
إن العقبة الرئيسية بوجه تقدم التبلور الفكري والسياسي هي تقاليد التنابذ العصبوي، و ادعاء امتلاك وحي ثوري مزعوم غير قابل للنقاش، وطبعا الفقر الفكري ومعاملة الماركسية كأنها عقيدة دينية جامدة.
وإن تيار المناضل-ة ، كجماعة ناشئة جوابا على متطلبات النضال الثوري ومنه حالة اليسار الجذري، إنما يسعى إلى أن يكون عامل إغناء وتخصيب لليسار الجذري، استنادا إلى تجربة مناضليه الميدانية و مرجعيتهم الفكرية التي اجتازت بنجاح امتحان التاريخ. ولهذه الغاية يتفاعل نضاليا وفكريا مع كل مكونات الساحة اليسارية التي تبدي حدا أدنى من الاستعداد.
لا نستصغر العقبات و المصاعب، ونحن ابعد ما نكون عن نظرة حالمة لوحدة اليسار المناضل، لكننا في الآن ذاته نعي ان مستقبل اليسار يقوم على الشباب العامل و على الطلاب و التلاميذ ، من الجنسين، وانه ستبقى ثمة شلل متياسرة لا أمل في شفائها، وقد ينزلق شطر آخر من اليسار الى الاصلاحية.
لكن القناعة الراسخة، بحكم التاريخ نفسه، هو ان حزب التحرر من الاستبداد و الرأسمالية سيكون متعدد الروافد، ومسعانا أن نكون إحداها.
المناضل-ة
#المناضل-ة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟