أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - دنيا الأمل إسماعيل - الإصلاح... الإصلاح... فليحيا الإصلاح














المزيد.....


الإصلاح... الإصلاح... فليحيا الإصلاح


دنيا الأمل إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 963 - 2004 / 9 / 21 - 09:27
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم يجر الحديث عن إصلاح فلسطيني كما يجري الآن، على الرغم من المطالبات القديمة والمتعددة للنظر إلى البيت الفلسطيني بشكل أعمق من التجميلات الشعاراتية التي تخفي أكثر مما تكشف، وترعى الخراب في غياب الرؤية.
ولم يعل صوت القيادة والحكومة بضرورة الإصلاح إلاَ بعد أن بخت الحية سمومها الدولية في وجوهنا وفي وجوه مصادرنا التمويلية.
وعلى الرغم من كون الإصلاح مجرداً من أية مصالح لا يشكل سوى حاجة وطنية حقيقية، ولو كان بديلاً عن التغيير. غير أنّ الإصلاح حين يرتبط بالمصالح السياسية وتوازنات الربح والخسارة، وتصنيفات الإرهاب والديموقراطية، تأخذ القضية أبعاداً أعمق من الرغبات الطيبة والأمنيات الجميلة.
من ناحية أخرى، فإن الإصلاح كان -ومازال- مطلباً وطنياً ومجتمعياً غير مسموع الصوت منذ أن تحول الوطن إلى شركة مصالح، ومروراً بحرب التنافسات على لقب اللص الأكبر والبعبع الأكبر والتاجر الأكبر وانتهاءً بالمعارك الخفية حول أراضي المستوطنات. ونسينا أنه في وجود آلة الحرب الإسرائيلية والأمريكية كلنا صغار، صغارنا وكبارنا.
الأمريكيون يطالبوننا بالإصلاح وإلاّ000 وإصلاحنا القديم لم يعد إصلاحاً، بل تراثاً نتغنى به –إن أتيح لنا ذلك- في جلسات الديوان والمقعد والشيشة ودردشات الليل.
وإذا كان للضرورة أحكام، كما يقول مثلنا الشعبي فإنّ الأحكام هنا حقيقية وليست تهويشاً أو زعيقاً في ساحة المجلس التشريعي أمام جماهير تنظيمات ومؤسسات جلبوا على مضض تحت إلحاح الحاجة لكوبونة موبوءة أو بدل مواصلات (زيادة شوية) أو حقيبة مدرسية للبنت مهضومة الحقوق. وأحكام الأمريكان جميعاً نعرفها الكبير والصغير، والدروس أمامنا كثيرة، لا تحتاج إلى بحث أو تمحيص، ويكفي فقط أن نتذكر العراق وليالي وصباحات الموت التي ترشقها تلميذة أمريكا النجيبة الجميلة في وجوهنا.
ولأننا مضطرون إلى الإصلاح، بحكم أننا مفسدون أو فاسدون، فإن علينا أن نتجمل ونتمقرط ونتعدّل ونتحيّد، حسبما يعني الجمال والديموقراطية والعدل والحيادية في فكر المصلح الأعظم أمريكا رجل العالم، وهي رجل لأنها لا يمكن أن تكون سيدة والسيدات ضعيفات ولا يحكمنّ في بلادي، ولا يمكن أن تكون رحيمة والرحمة ضعف ولا يمكن أن تكون عاطفية لأن العواطف لا تناسب منطق القوة كما أنها موضة من أيام الاتحاد السوفيتي.
ولأنّ علينا أن نقول دائماً نعم، مرة بصوت عالٍ، وأخرى بصوت خفيض، مرة قوية، وأخرى واهنة، مرة في العلن ومرة في الخفاء، مرة ونحن مستيقظون (هل نحن مستيقظون؟) ومرة ونحن نائمون، ولأننا دائماً والحمد لله نائمون، فلا يضر أن يكون الإصلاح في تعديل وتطوير وتجويد أدوات الخنوع واللصوصية والتطبيعية، أو في تنمية مفاهيم الشحاذة والتواكل والواسطة، أو في تنميط اتجاهات الناس في الفرفشة والنص نص وخجل ستنا روبي، وانتصاراتنا المبجلة في سوبر ستار.
ولأنّ الإصلاح له علاقة ما بالدهر فعلينا أن نعمق في فسادنا جيداً على طول التاريخ، وأن نتعلم كيف نحمي تراثنا من سطوة قيم الخير والحق والجمال، هذا الثالوث المحرم في بلادنا تحريم زواج الإخوة.
ولأنّ الإصلاح لا يطبق إلاّ على الغلابة أمثالي، فإنّ علّي أن أثبت حسن نواياي، وأكتفي بوجبة يومية واحدة بدلاً من ثلاث حماية لمعدتي من تخمة الفساد، ولأنني طيبة وملتزمة دائماً فسأكتفي بسفرية واحدة فقط في الأسبوع بدلاً من سبع لأحمي المال العام من الإهدار، ولأنني لاأحرض على العنف فسأدعو إلى التمثل بتجارب صديقتنا وجارتنا وشريكتنا في الإصلاح والتصليح وأمور التسييس.
وأيضاً لأنني طيبة فسأسمح للفقراء أمثالي بأن يأكلوا ما تبقى من وجبتي الوحيدة.. الإصلاح... فليحيا الإصلاح.



#دنيا_الأمل_إسماعيل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشباب الفلسطيني والقيم والثقافة
- فتحية التي هدموا منزلها للمرة الثالثة:
- سعاد وجيش الاحتلال
- هامشية المرأة/هامشية الصحافة
- المشاركة السياسية للمرأة الفلسطينية بين الشكل والمضمون
- أثر العنف ضد المرأة على الحق في الصحة الإنجابية
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية


المزيد.....




- -أسوأ معاملة إنسانية-.. قائد شرطة يتحدث عن رجل زُعم أنه كان ...
- مباشر: كييف تبدأ بتشكيل فريق لمراقبة هدنة محتملة وويتكوف ينق ...
- حماس توافق على الإفراج عن جندي إسرائيلي-أميركي وجثامين 4 من ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير 29 بلدة في كورسك و4 بلدات في دونيت ...
- مهرجان الألوان الهندوسي يجذب الملايين
- مصر.. الأمن يلقي القبض على مسن بتهمة التحرش بطفلة
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في كورسك
- -حماس- تعلن موافقتها على مقترح تسلمته من الوسطاء لاستئناف ال ...
- حاسوب أمريكي يحل مشكلة معقدة أسرع بمليون سنة من الحواسيب الع ...
- سوريا.. أهالي السويداء يرفعون علم الموحدين الدروز في ساحة تش ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - دنيا الأمل إسماعيل - الإصلاح... الإصلاح... فليحيا الإصلاح